Page 38 - ميريت الثقافية رقم (28)- أبريل 2021
P. 38
العـدد 28 36
أبريل ٢٠٢1
رشا الفوال
الشخصيات المظلمة بين المكون
المحكي والمكون السيرذاتي
في رواية :طبيب أرياف لمحمد المنسي قنديل
قراءة أدبية من منظور نفسي
في رواية «طبيب أرياف» اتجهت لغة الحكي إلى توريط المتلقي
في إشكالية الإضطهاد المجتمعي من خلال إعادة النظر في أفعال
الشخصيات وربما في أفعاله ذاتها ،والتبرير باعتباره إنسا ًنا مسلوب
الإرادة في معظم الأحيان ،فعلى الرغم من أن أفعال الشخصيات في
الرواية من الرجال والنساء عبرت بلغة صريحة عن رفض الواقع وما
يتضمنه من عنف وتحقير وإساءة ،فإن نمط الحياة الرتيب القائم على
النزعات المثالية لا يقبل التبديل ،و ُيعد الفرد فيه موطن الشرور ،فإن
شط عن القواعد الاجتماعية؛ فمصيره البتر.
الاضطهاد فلسفة حياة لبعض البشر؟ أم هو ظاهرة على افتراض أن الشخصية نمط سلوكي ُمركب،
عامة لا تخ ُل شخصية من بعض مؤشراته؟ وهل
هناك فروق بين الاضطهاد كبنية ،والشر كدافع؟ ثابت ،دائم إلى حد كبيرُ ،يميز الفرد عن غيره
من الأفراد؛ فهي تنظيم ديناميكي يضم الأجهزة
أو ًل :الشخصيات المظلمة والوجدان الفردي
النفسية والجسمية .في القراءة الحالية لرواية
انطلا ًقا من كون (الوجدان) هو ذلك الشعور «طبيب أرياف» الصادرة عام 2020م عن دار
الانفعالي بالخبرة المعاشة ،سواء أكانت سارة الشروق للنشر والتوزيع للكاتب محمد المنسي
أم غير سارة ،لاذة أم مؤلمة؛ فإنه بمثابة شحنة
من الطاقة النفسية التي تتصل بالموضوع()1؛ قنديل ،نسعى لمحاولة سبر أغوار إشكالية
فالشخصيات المظلمة دائ ًما في حالة (صراع) (الإضطهاد المجتمعي) الذي ُيعبر عن أ ًذى غير
وخلاف مع الآخرين ،ويمكن التعبير عن ذلك
باستخدام مصطلح الشخصيات الخبيثة ،التي محتمل يصدر عن شخص ،أو عدة أشخاص
يفتقدون إلى الضمير وال ِحس الوجداني -باعتباره
مكو ًنا من أقوال أو أفعال خاطئة ُيفترض أن يشعر
من يقترفها بالذنب والإحساس بتحقير الذات-
في علاقته بمفهوم (الشخصيات المظلمة) ،وهل