Page 171 - ميريت الثقافية- العدد رقم (25) يناير 2021
P. 171

‫‪169‬‬  ‫الملف الثقـافي‬

‫أوروبا لمواطنيها اليهود‪ ،‬وبين‬     ‫فجر الرئيس الفرنسي‬          ‫فرنسا والإسلام‪..‬‬
 ‫دعم «إسرائيل» والصهيونية‬                                         ‫أزمة المركزية وأثر «المسألة الأوربية»‬
 ‫العنصرية من خلال سارتر!‬             ‫إيمانويل ماكرون أزمة‬
                                    ‫جديدة في علاقة فرنسا‬      ‫د‪.‬حاتم الجوهري‬
      ‫هي التي دخلت الأزهر‬      ‫بمسلميها خصو ًصا‪ ،‬سرعان‬
      ‫بخيولها مع نابليون في‬    ‫ما تحولت لأزمة مع المسلمين‬
 ‫الحملة الفرنسية‪ ،‬وفي الوقت‬      ‫عمو ًما‪ ،‬فيما يتعلق باعتبار‬
  ‫نفسه تعتبر مصر اكتشا ًفا‬         ‫الرسوم المسيئة للرسول‬
  ‫فرنسيًّا بفكها رموز «حجر‬
   ‫رشيد» التي حلت غموض‬                  ‫(ص) حرية تعبي ٍر‪.‬‬
‫اللغة المصرية القديمة! وهكذا‬       ‫لكن العديد من الجمهور‬
   ‫يمكنك الاستمرار في سرد‬      ‫العربي الواسع والمسلمين في‬
  ‫التناقضات في علاقة فرنسا‬       ‫العالم أجمع‪ ،‬قد لا يدركون‬
     ‫بالشرق إلى ما لا نهاية‪.‬‬        ‫سر هذا الموقف الغريب‬
      ‫لكن موقف فرنسا من‬
    ‫الصهيونية ويهود فرنسا‬             ‫القائم على الازدواجية‬
 ‫ربما هو أعقد طبقات الموقف‬           ‫من فرنسا تجاه العرب‬
‫الفرنسي و»مستودع هويته»‪،‬‬           ‫والمسلمين المقيمين فيها‪،‬‬
 ‫الذي عبر عن نفسه بوضوح‬          ‫بالمقارنة بغيرهم‪ ،‬هنا يمكن‬
‫مع إيمانويل ماكرون‪ ،‬والذي‬       ‫القول إن ما أسميه «المسألة‬
 ‫يقف على علاقة مباشرة من‬             ‫الأوربية» ومتلازماتها‬
  ‫الموقف الراهن تجاه العرب‬      ‫الثقافية وتمثلاتها الهوياتية‬
    ‫والمسلمين‪ ،‬و ُيظهر إحدى‬      ‫الحاكمة‪ ،‬له الأثر الأكبر في‬
     ‫أبرز متلازمات «المسألة‬        ‫تحديد شكل العلاقة بين‬
       ‫الأوروبية» عن التعالي‬     ‫دول أوروبا وبين المسلمين‬
   ‫وتحويل الموقف الظرفي أو‬
   ‫السياق الذاتي لأوروبا في‬                ‫والعرب تحديدا‪.‬‬
‫بعض المواقف‪ ،‬إلى مطلق عام‬         ‫خاصة من فرنسا تحدي ًدا‬
 ‫أو مقدس أو تابو جديد غير‬        ‫دون كل بلدان أوروبا‪ ،‬لأن‬
  ‫قابل للنقاش أو المراجعة أو‬     ‫فرنسا تحمل في «مستودع‬

                ‫تعدد الآراء‪.‬‬            ‫هويتها» العديد من‬
                               ‫متلازمات «المسألة الأوربية»‬
‫سردية أوربية مركزية‬            ‫وتناقضاتها التاريخية‪ ،‬حيث‬
   ‫للعلاقة باليهود‬              ‫تمثل فرنسا التعالي المركزي‬

 ‫في الحداثة وما قبلها‬              ‫الأوربي المختلط المشاعر‬
      ‫وما بعدها‬                 ‫والتوجهات تجاه الشرق في‬
                                  ‫عدة طبقات؛ منها احتلالها‬
    ‫الموقف أو الظرف الذاتي‬      ‫البربري للجزائر وفي الوقت‬
     ‫لأوروبا هنا التي حولته‬    ‫نفسه حضور جالية جزائرية‬

        ‫لمركزية فكرية مطلقة‬            ‫وعربية كبيرة هناك!‬
‫ومقدسة غير قابلة للمراجعة‪،‬‬      ‫ادعائها الدفاع عن الحريات‬

                                   ‫الإنسانية وفي الآن نفسه‬
                                ‫هي التي ربطت بين كراهية‬
   166   167   168   169   170   171   172   173   174   175   176