Page 117 - ميريت الثقافية رقم (27)- مارس 2021
P. 117

‫نون النسوة ‪1 1 5‬‬

                                                                       ‫التي أراد عريسها استبدالها‬
                                                                       ‫بشموعها»‪ ،‬إن الصراع بين‬
                                                                       ‫اللونين مثَّل صرا ًعا بين عالمين‬
                                                                          ‫مختلفين؛ الأول مثَّل النقاء‬
                                                                       ‫والبراءة والثاني مثَّل الخديعة‬
                                                                       ‫والمكر؛ وهنا خلق التوظيف‬
                                                                       ‫الدلالي لرمزية اللون معاد ًل‬
                                                                       ‫جماليًّا بصر ًّيا عوض الصراع‬
                                                                       ‫التقليدي بين الرغبات المتنافرة‪.‬‬
                                                                       ‫أما نصها «شال أحمر يحمل‬
                                                                       ‫خطيئة» الذي توسمت به‬
                                                                       ‫المجموعة‪ ،‬نستطيع أن نعده‬
                                                                       ‫الدلالة الشمولية التي اختزلت‬
                                                                       ‫الخطاب الحجاجي سواء‬
                                                                       ‫كان نسو ًّيا أم للمهمشين‬
                                                                       ‫والمنفيين من جهة‪ ،‬ومصدا ًقا‬
                                                                       ‫بنيو ًّيا لمعمارية الشكل من‬
‫جيمس جويس‬  ‫فرجينيا وولف‬                                   ‫لوسي إيجاري‬

                                                                       ‫جهة أخرى؛ ولكن وجود هذا‬
‫النص لا يجسد التراكيب الدرامية والدلالية للقصص ما بين الشخصية الواقعية وزميلتها التي تخاطبها في‬
           ‫الأخرى بشكل تقليدي‪ ،‬أي أن الجزء المتمثل بالقصة لا الصفحة الرابعة والثمانين «يا موكوسة أنت فاكرة‬
‫يعوض الكل المتمثل بالمجموعة حسب طروحات نظرية نفسك فاتن حمامة ومستنية موعد مع السعادة‪ ،‬ولا‬
‫«الجشتالت»؛ بل هي منظومة متآزرة متعاضدة مبنى تلميذة زي شادية‪ ،»..‬إن توظيف الحوار الشعبي في‬
‫ومعنى‪ ،‬فالبطلة الضحية التي جبلت على العمل بائعة بنية القصة كان أحد تجليات الرفض والاحتجاج التي‬
           ‫هوى بسبب تفشي الفقر والبطالة رسمت للقارئ عالمًا تكشف ازدواجية الشخصية العربية‪ ،‬التي تتعاطف‬
‫مع نجمة السينما وتنهش جسد الشخصية الواقعية‪،‬‬                ‫سرد ًّيا افتراضيًّا بينها وبين شبيهاتها من نجمات‬
‫فمن دون اللهجة الشعبية لن تصل هذه الازدواجية‬              ‫السينما‪ ،‬إن هذه الترسيمة السردية التي جاءت على‬
‫للقارئ الذي سيتماهى معها على وفق قاموسه اللغوي‬
‫الشعبي لتحقيق المآلات التي تنشدها القاصة‪ ،‬لتختتم‬          ‫لسان سارد عليم من خارج الأحداث قد اشتغلت‬
                                                          ‫على مفهوم البناء الدرامي الوارد في مفهوم المأساة‬
           ‫الزميلة حواريتها التي كانت خاتمة القصة في ذات‬  ‫«الأرسطية»‪ ،‬والمأساة حسب الفيلسوف الأغريقي‬
‫الصفحة حينما قالت «دا تمثيل‪ ،‬هما نجمات في السما‪،‬‬
‫واحنا ننداس بالجزم»‪ ،‬فقد كانت هذه الحوارية إدانة‬          ‫«أرسطو» هي محاكاة لفعل نبيل كامل‪ ،‬لكن حينما‬
                                                          ‫رسمت لنا القاصة بنية الدراما بطريقة ميتا سردية‬
‫للمفاهيم الذكورية‪ ،‬سواء كانت القبلية أم الاجتماعية‬        ‫داخلية‪ ،‬فالبطلة هي الواقع المعيش ونجمات السينما‬
           ‫هن المحاكاة لهذا الواقع؛ هل حقق هذا التضمين الميتا أم الثقافية التي وضعت المرأة في هذا القالب‪،‬‬
           ‫معلنة رفضها لتلك المفاهيم‪ ،‬وهنا تتحقق للمقولة‬  ‫سردي المفهوم الأرسطي الذي يشترط نبل الفعل في‬
‫«الأرسطية» التي اشترطت النبل‪ ،‬فالنهاية التي أعلنت‬
           ‫عن رفض المرأة لهذا الواقع المعيش ورفض القاصة‬   ‫تعريف المأساة؟ للوهلة الأولى في المستهل القصصي‬
                                                          ‫قد نعتقد عدم تحقق النبل المشترط؛ ولكن مع سير‬
           ‫لهذه الحياة المجدبة هي من مهدت لهذا التضمين‬    ‫الأحداث في المتن القصصي نلحظ مقاربة جسدية‬
‫السردي في بنية القصة‪ ،‬ومن خلال ما تقدم نستشف‬
                                                          ‫للخطيئة بين الاثنتين‪ ،‬الواقعية المغلوب على أمرها‬
           ‫والسينمائية التي تحظى بالستر والنهاية السعيدة في أن قصة «شال أحمر يحمل خطيئة» انمازت ببنيتها‬
           ‫الخاتمة‪ ،‬ثم تنتقل القاصة إلى تفعيل حوارية قصصية الشكلية وموضوعتها الفكرية على وفق اشتراطات‬
   112   113   114   115   116   117   118   119   120   121   122