Page 120 - ميريت الثقافية رقم (27)- مارس 2021
P. 120
العـدد 27 118
مارس ٢٠٢1 رشا الفوال
ال ُحلم كوجدان جمعي
في شال أحمر يحمل خطيئة لسعاد سليمان
قراءة أدبية من منظور نفسي
الحياة أحيا ًنا ،وتعتبر «صورة من صور العقاب مدخل
التي يفرضها الضمير على الإنسان أثناء نومه»()2
الدراسات النفسية تناولت بالتحليل (ظاهرة
في كثير من الأحيان ،نحاول فهم تلك الوظائف
ال ُحلمية من خلال المحاور الآتية: الأحلام) في الأدب؛ فالأحلام «تخلب ُلب الإنسان
وتثير مخاوفه»( ،)1و ُتعد وثيقة (للصراعات)
أو ًل :ال ُحلم كجسد افتراضي للصراعات
الاجتماعية النفسية ،كما أن هناك تشابهات كثيرة بين (الحياة
ال ُحلمية) وبين (الإضطرابات السيكولوجية) في
على افتراض أن (الجسد) ِسر من أسرار الوجود؛ حال اليقظة؛ فتحقيق (الرغبة) هو الهدف الوحيد
فالجسد هو محور العالم في المجموعة القصصية
محل القراءة؛ لكونه ُمعب ًرا عن سيرة الإنسان في لل ُحلم ،وال ُحلم تحقيق مموه (لرغبة مكبوتة) ،على
ذلك فأول ما يخطر ببالنا أثناء القراءة الحالية
علاقاته حين يتألم ،ويغضب ،ويصمت ،وحين
يواجه منطل ًقا من (الامتداد السيكولوجي للذات)، للمجموعة القصصية «شال أحمر يحمل خطيئة»
إلا أننا نصطدم بالنظرة الأخلاقية التي ترى ثنائية الصادرة عام 2017م للكاتبة سعاد سليمان ،والتي
الجسد؛ جسد بيولوجي ،وجسد لتذوق تجارب سنتناولها في محاولات لفهم (الذات) وعلاقتها
الحياة ،يتضح ُهنا أن مقولة الجسد باعتبارها بالجماعة السيكولوجية من خلال منهج التحليل
رها ًنا فلسفيًّا بالدرجة الأولى يتم تناولها بكثير النفسي ،هو تلك (الصور الإستيهامية) التي تتشكل
من التحفظ؛ فالجسد «مجال الصبوات التي يلزم منها المشاهد البصرية للقصص ،وفي ذلك تح ُضرنا
بدايات «فرويد» عام 1985م ودراسته لظاهرة
كبتها»(.)3 الأحلام والتي ُنشرت بعد تبلورها في كتابه الذي
نرى أي ًضا الدور المركزي للجسد في مختلف ُترجم عنوانه بـ»تفسير الأحلام» عام 1900م،
الخطابات الفلسفية القديمة التي أكدت على فكرة والذي يعتبر (الأحلام) في ضوء معطياته النظرية
كاشفة عن العمليات العقلية اللاشعورية؛ إذ إن
للأحلام وظيفة (تعويضية) تخفف من صعوبات