Page 122 - ميريت الثقافية رقم (27)- مارس 2021
P. 122

‫العـدد ‪27‬‬  ‫‪120‬‬

‫مارس ‪٢٠٢1‬‬

 ‫على لسان البطلة‪« :‬أخفي مقصلة‪ ،‬تستحث يدي أن‬
    ‫اقضمي هذه الرقاب»‪ ،‬فمن الضروري أن يوجد‬
    ‫(الموضوع) أو ًل‪ ،‬ثم تأتي بعد ذلك عملية إطلاق‬
     ‫المسميات؛ فالدال يضع (الذات) في تواصل مع‬

‫المدلول‪ ،‬وإذا كان «فرويد» يرى أن الأحلام جميعها‬
‫تدور حول (الرغبات الجنسية)‪ ،‬فإن «آدلر» يرى أن‬
‫«الأحلام ترتبط‪ ،‬جميعها بالخضوع والاستعلاء»(‪،)8‬‬
‫اتضح ذلك في المشهد التالي من قصة «تاج العنقاء»‪:‬‬

  ‫«في حجرته الضيقة يمتطي العنقاء‪ ،‬تقلبه لأسفل‪،‬‬
     ‫يحاول ضربها بسياط قبيحة‪ ،‬تتنمر لتفترسه‪،‬‬
         ‫ينحني حتى ترتطم رأسه بالأرض‪ ،‬خان ًعا‬

‫يستعطفها‪ ،‬تبتهج العنقاء‪ ،‬تتوجه مل ًكا على ظهرها»‪،‬‬
     ‫وفي قصة «لغو العصافير» عندما تقول البطلة‪:‬‬

 ‫«بمجرد دخولي بيتي‪ ،‬أنظر للعصفور‪ ،‬فإذا أدار لي‬
   ‫ظهره‪ ،‬لا أمنحه فرصة تدوير القفص‪ ،‬ولا أعتدل‬
 ‫لأواجهه من الناحية الأخرى»‪ ،‬وفي قصة «ابتهالات‬
 ‫الشبق» عنما تقول‪« :‬كنت أسمعها في صحوي أكثر‬
 ‫من منامي‪ ،‬تتغنج تحت فحولة أبي‪ ،‬تتدلل بنغمات‬

                                       ‫فاحشة»‪.‬‬
       ‫الكاتبة ُهنا تسعى خارج الحالة (السكونية‪/‬‬
       ‫اليقينية) التي تدفع إلى العزلة في عتمة كهف‬
     ‫(الذات) وحجب (الآخر)؛ لأن «مسألة التشبث‬
   ‫بالجسد تنظر إليه أص ًل كجسد قاصر لا كجسد‬

                                      ‫راشد»(‪.)9‬‬
        ‫ولأن (ال ُحلم) يعتمد على (التداعي) المعنوي‬
   ‫لمجموعة من الأفكار والذكريات والصور‪ ،‬جاءت‬
   ‫قصة «طاووس يغوص في الرمال» لتترجم حالة‬
  ‫(الصراع) النفسي المعبرة عن الرغبات (المكبوتة)؛‬
 ‫فتقول بطلة القصة‪« :‬ورأيته‪ ،‬طاوو ًسا يختال فوق‬
‫سريري‪ /‬أمرح بعطشي وجوعي خلف طاووسي‪/‬‬
     ‫أعي متاهة طاووسي‪ /‬فقد كانت صورته آخر‬
   ‫ماحفظته»‪ ،‬ولأن (إعادة التمثل) تعني في التحليل‬
 ‫النفسي أن تتحدث الكاتبة عن شىء ما تعرفه‪ ،‬وأن‬
     ‫تستخدم الكلمات للوصول إلى حالة من الدفاع‬
    ‫عن توحدها بالشخصيات في قصص المجموعة؛‬
 ‫فجوهر (الكبت) يكمن في استبعاد الأشياء ظاهر ًّيا‬
      ‫والاحتفاظ بها على ُبعد مسافة ما من الشعور‬
 ‫كحقائق نفسية‪ ،‬فتصبح (الرموز) التي تظهر أثناء‬
    ‫(ال ُحلم) شبيهة بالاستعارات في الكتابة الأدبية‪،‬‬
   ‫لذلك اتضحت أي ًضا (حتمية) الحياة التي ُتعرف‬
‫بالموت في قصة «عمائم سوداء»‪ ،‬حيث تقول البطلة‪:‬‬
   117   118   119   120   121   122   123   124   125   126   127