Page 134 - ميريت الثقافية رقم (27)- مارس 2021
P. 134
العـدد 27 132
مارس ٢٠٢1
المؤلف :لماذا خبا ضوء الفلسفة في الطبيعة ،فكانت تتصف بالقوة أن «بارمنيدس» لم يقدم سوى
في اليونان بعد موت أرسطو والحكمة دون العنف ،فهي آلهة صياغة جديدة لمبدأ «الأضداد»
وانتقل إلى الإسكندرية؟ ولماذا تعطي ضمانة للأفراد ،وتسخر
لهم الطبيعة ،وكان ذلك الظن المأخوذ أسا ًسا عن «نظام
كان أول فيلسوف يشتهر بعد يجعلهم جز ًءا من النظام الأدبي الأسرار المصرية» ،ذلك المبدأ
أرسطو هو «أفلوطين» المولود في للمجتمع ،أما العبرانيون فليس الذي استخدمه «فيثاغورس»،
صعيد مصر .كما يلاحظ المؤلف وفلاسفة أثينا وأولهم «سقراط».
لهم تأثير على الإغريق ،فظهورهم إلى جانب «المذهب الذري» الذي
أن من استطاع قراءة أرسطو جاء متأخ ًرا ،وإلههم لم يكن في قام «ديمقريطس» (430 -490
وتقديم فلسفته إلى العالم العربي الطبيعة ،بل كان كينونة بحتة. ق.م) بتلفيقه متأث ًرا بنظرية
المصريين .أما السوفسطائيون
بعدئذ هم الفلاسفة المغاربة في سرقات واقتباسات
طليطلة وقرطبة وغيرها ،وذلك فهم رددوا أفكار «التيار
لا نعرف إذا كان تأثر اليونانيين الارتيابي النفعي» في الأخلاق
لأن أساتذتهم القدامى كانوا بمصر مجرد اقتباس ،أم هو النفعية المصرية القديمة ،يقابلهم
على علاقة جيدة مع الدولة حادث سطو؛ فما خطه مؤلف «سقراط» الذي انطلق بدوره من
المصرية ،وعلى شيء من العلم الروح المثالية الملموسة في مصر
بنظام الأسرار المصرية الذي «التراث المسروق» ،يوضح كيف القديمة .وبالنظر إلى أفلاطون؛
اشتمل اللاهوت والعلم والفلسفة، أن دخول الغزو الفارسي إلى فإن «العدالة» التي احتلت ركنًا
ويضيف أن سقراط قد نقل عبارة ركينًا في فلسفته الخلقية تعود
(اعرف نفسك) من على جدار أحد مصر ،ثم دخول الإسكندر الأكبر؛ جذورها إلى «ماعت» ،بالإضافة
المعابد المصرية ،وأن الفضائل كان سببًا في استباحة المعابد إلى أن «محاورة الجمهورية»
الأربعة عند «أفلاطون» مقتبسة
من أصل تسع فضائل معروفة والمكتبات الملكية ،وأن «أرسطو» تحمل تمثي ًل مصغ ًرا للدولة
في «نظام الأسرار المصرية» ،وأن ُ -مربي الإسكندر وعرابه -قد المصرية القديمة .وفي سياق
سقراط التزم السرية ولم يكتب حول إحدى المكتبات إلى مركز تأكيدنا على الأصل المصري للفكر
فلسفته التزا ًما بتقليد مصري بحوث ،مما يثير الشكوك حول اليوناني نشير إلى أن اليونانيين
قديم بعدم الكتابة؛ كي يستطيع في نظريتهم عن الطبيعة قد تأثروا
المرء شحذ ذهنه دو ًما أثناء عملية المكتبة الضخمة المنسوبة إلى بنظرية المصريين لا بالنظرية
التذكر ،ويختتم «جيمس» كلامه أرسطو ،والتي تتضمن كتبًا البابلية ،فنظرة البابليين إلى
وموضوعات لم يكن أفلاطون
نفسه -أستاذ أرسطو -يعلم الكون كانت
تحمل رنة
عنها شيئًا .كذلك يتساءل
قلق وخوف،
لذلك تطور
لديهم التنبوء
والتنجيم
للتكهن
بأحوال
آلهتم متقلبة
الأحوال ،أما
آلهة المصرين
التي تمثلت