Page 23 - ميريت الثقافية رقم (27)- مارس 2021
P. 23
21 إبداع ومبدعون
رؤى نقدية
إطار عامي كلمة قصة بالقاف ،ممكن تقراها إصة المسافة بين المكتوب والمنطوق في الفصحي بإن ده
أو قصة ،انما لو كتبتها إصة هتتقري كده ،وده بيحصل في أحسن اللغات ،بس هل تواجد سلبية
كمان له ارتباط بقدرة الناس على قراية (إراية؟!) معينة في لغة تانية يبرر وجودها عندنا؟ كونا مش
النصوص السردية العامية خصو ًصا لو طويلة،
أوحش من غيرنا ما يغيرش من حقيقة تواجد
وله ارتباط كمان بالانتشار عند غير المصريين من السلبية دي عندنا .والمهم ان كتابة العامية ورثت
البلاد الموصوفة بالعربية حيث انه ممكن رسم مشكلة خط الكتابة مع اللي ورثته من الفصحى،
الكلمة -المتفق عليه عن طريق الفصحى -يكون له بل مشكلتها أكبر شوية عشان فيه مشاكل في
كذا طريقة في النطق حسب المكان .عامة أهم شيء نطق الحروف كمان ،هتلاحظ مث ًل اني كتبت في
هنا ان الكاتب يلتزم بقاعدة ما يغيرهاش ع الأقل في المقال ده كلمة «ما اتمثلتش» ،مش بالسين زي ما
النص الواحد ،إن كتب كلمة زي بأه أو أباحة وأبيح بننطقها ،وفي كتابة روايتي «بار أم الخير» غيرت
بالهمزة يتنه كده ،ما يجيش بعد سطرين واللا كام كذا مرة كتابة كلمة قفا ،ساعات اخليها بالهمزة
أفا ،وساعات بالقاف ،نفس ده حصل مع كلمة
صفحة يكتبها بقى وقباحة وقبيح ..،وهكذا.
وبصراحة ،غالبًا مش هتنتهي مشاكل الكتابة قوي وبقى -اللي بفضل اكتبهم بالهمزة أوي
بالعامية ما دامت معتمدة ع الحروف العربية وبأه -لدرجة وانا بكتب المقال ده دلوقت مش
بالطريقة الحالية ،دي كتابة بتعتبر الخط إشارة فاكر استقريت على إيه .ولو انت كنت عندك ولاء
لمحتوى حاضر أص ًل أو محفوظ في ذهنك وتفترض للمنطوق هتكتب بؤ بدل بق ،لكن لو هتجمعها
إنه شفاهي تما ًما ،تحس رغم اعتمادها ع الأبجدية أبآء ممكن اللي بيقراك ما يفهمش ،ولحد دلوقت
انها وسط ما بين الكتابة بالرموز التصويرية زي مفيش قاعدة ثابتة ،الميل العام هو لصالح الثبات
الكتابة الصينية ،والكتابة الأبجدية المعتمدة ع على الرسم اللي في الفصحى ،وانطق انت براحتك،
الحروف في شكلها الأنضج ،حيث اللي ينكتب يتنطق
واللي يتنطق ينكتب ،والواحد يتمنى ييجي يوم الازدواجية دي مميزة لثقافتنا عمو ًما.
وتنكتب العامية بحروف أو بطريقة تراعي الحركات في نطق الحروف بس ،أوضح مثل هو حرف
وتطابق المنطوق مية في المية ،دا حلم جميل ،خلونا القاف اللي عادة بيبقى همزة في العامية ،خاصة
عامية القاهرة ومعظم الدلتا ،وده يفتح موضوع
نحلم. اللهجات ،بس دي حاجة تشتتنا دلوقت ،عشان
مش موضوعنا نقاش فكرة العامية في ذاتها ،وع
د -غلوشة خناقات العامية والفصحى السريع أقولك في النقطة دي متوقع لهجة القاهرة
على الرواية: تتغلب على ما سواها من لهجات زي ما تغلبت لهجة
قريش على ما عداها من لهجات قبائل شبه جزيرة
وانا بتكلم مع محمد هاشم مدير دار ميريت اللي العرب ،وان اختلفت الطريقة .المهم في موضوع
نشرت روايتي «بار أم الخير» قلنا هل نكتب على الكتابة الإبداعية بالذات جايز تغلبك قاعدة «خطأ
شائع خير من صواب متروك» ،بس برضه يفضل
الغلاف رواية بالعامية المصرية واللا لأ ،أفتكر فيه مساحة ما للتصرف الشخصي ،يمكن بتفرضها
الكلام ما طالش في الموضوع ،واظن كويس ان الطبيعة القيادية للإبداع ،ولما كنت بكتب «بار أم
ده ما انكتبش ع الغلاف ،دا يديك فكرة إن ده من الخير» اخترت اكتب بؤ عشان ما حبتش اكتب ُبق،
مشاكل كتابة السرد بالعامية ،كله تقريبًا مشغول ودي كمان ممكن تتنطق َبق ،بس اتجنبت صيغة
بحوار الفصحى والعامية ،واللي يمسك عمل روائي الجمع أص ًل وريحت دماغي .دي عينة صغننة أوي
مكتوب بالعامية لازم يخش في الحوار ده ،عكس من مشاكل طريقة الكتابة أو التدوين بالعامية ،مش
كده الموضوع مش بينفتح أص ًل مع أي كتاب في السرد بس ،المشكلة دي لها علاقة أو اشتباكات
مع كتابة ونطق الفصحى ،فانت مث ًل لو تكتب في
بالفصحى عشان كله بيعتبرها الأصل.
المهم ان الحوار ده غالبًا بيكون على حساب استقبال