Page 24 - ميريت الثقافية رقم (27)- مارس 2021
P. 24

‫العـدد ‪27‬‬  ‫‪22‬‬

                                                   ‫مارس ‪٢٠٢1‬‬

      ‫منتجاتها‪ ،‬بل إنت ككاتب وارث إنجاز الرواية‬      ‫الفن الروائي «أو القصصي» ذاته‪ ،‬دا أقل كتير في‬
  ‫الإنساني كله‪ ،‬والأثر هنا إيجابي أكتر من الشعر‪،‬‬       ‫الشعر العامي عشان خلاص بقى راسخ‪ ،‬حتى‬

    ‫عشان دور اللغة أدائي أكتر من كونها هدف في‬      ‫عنوان روايتي الأولانية «قف على قبري شويا» فيه‬
   ‫ذاتها‪ ،‬والموضوع له أبعاد كتير مرتبطة بالعقلية‪،‬‬    ‫ناس حاولت تخليني أغيره قبل النشر‪ ،‬وتلاقيني‬
‫وحوارات كلها لبش زي الهوية‪ ،‬والارتباط بالمقدس‪.‬‬        ‫دلوقت حاسس كويس إني ما ضعفتش وغيرته؛‬

           ‫و‪ -‬النظرة الدونية للعامية‪:‬‬              ‫لأنه أحد أسباب حسن استقبال العمل‪ ،‬إكمنه يمكن‬
                                                        ‫هو عنوان مميز في حد ذاته بصرف النظر عن‬
      ‫فيه ناس تفضل تقول اللغة المصرية الحديثة‪،‬‬
     ‫وتعتبر كلمة عامية مهينة‪ ،‬ومش مرادي بحث‬           ‫الرواية نفسها‪ .‬انما برضه يمكن لما تكتر الكتابة‬
     ‫المصطلح‪ ،‬قلتها العامية عشان بس كده أسهل‬           ‫بالعامية ييجي اليوم اللي لما تتنشر رواية واللا‬
 ‫دلوقت‪ ،‬وعمو ًما مصطلح العامية مش بينزل بقيمة‬      ‫مجموعة قصص بالعامية ما حدش يسيبها ذاتها أو‬
 ‫اللغة دي إلا عند اللي عنده استعداد لكده‪ ،‬وده مش‬   ‫يهمشها أو يستقل بيها ويركز على مشاكل العامية‪،‬‬
‫هتتعدل نظرته الدونية للعامية بتعديل اسمها‪ ،‬وعلى‬        ‫وخناقة عامية واللا فصحى اللي مالوش لازمة‬
  ‫كل حال مؤكد ان الزمن بيضيف لرصيد العامية‪،‬‬        ‫ننكشها هنا مش بس عشان ده بره موضوعنا‪ ،‬لكن‬
                                                      ‫كمان عشان الشغل أحسن من الخناق‪ ،‬الفن هو‬
          ‫والوقت ف صالحها‪ ،‬ودا كافي لاعتبارها‪.‬‬      ‫المهم‪ ،‬مش اللغة‪ ،‬اللي ميال للعامية أحسن له وليها‬
      ‫لكن واجب نعترف بالواقع‪ ،‬لسه برضه مش‬               ‫يكتب بيها‪ ،‬مش يخش في خناقات ته َّدر الوقت‬
  ‫بيتبص للعامية كويس‪ ،‬وانا بقول لواحد صاحبي‬
‫عن رواية «بار أم الخير» بالعامية اعتبر ده شجاعة‬                                           ‫والجهد‪.‬‬
 ‫من ذاتي‪ ،‬وحتى لو كلامه مجاملة‪ ،‬فالفكرة دي ما‬
   ‫كانتش ممكن تتقال لولا إحساس ان العامية أقل‬        ‫هـ‪ -‬ضغط التاريخ‪ ،‬أو الإرث السابق‬
    ‫شوية من الفصحى‪ ،‬ده له انعكاسات أو مظاهر‬                          ‫من الكتابة السردية‪:‬‬
 ‫زي الجوايز‪ ،‬ما علينا ان الجوايز بره مصر طبيعي‬
‫تشرط عليك تكتب فصحى‪ ،‬انما انت تلاقي زي كده‬          ‫الإبداع المسرحي والروائي مش مضغوط بالماضي‬
   ‫جوه مصر‪ ،‬بس هل احنا بنكتب عشان الجوايز؟‬          ‫زي الشعر اللي المسألة فيه توصل لمستوى حديث‬
                                                     ‫أو نظرية المؤامرة زي ما قلنا من شوية‪ ،‬فيه اللي‬
                                                      ‫بيعتبر مجرد الخروج على عمود الشعر مؤامرة‪،‬‬

                                                        ‫مشاكل التفعيلة‪ ،‬وقصيدة النثر مث ًل مالهمش‬
                                                       ‫مثيل في الكتابة السردية‪ ،‬ع العموم تقدر تقول‬

                                                                                       ‫السرد حتى‬
                                                                                          ‫الفصيح‬

                                                                                       ‫محظوظ من‬
                                                                                       ‫الناحية دي‪،‬‬
                                                                                        ‫هنا العامية‬

                                                                                            ‫زي ما‬
                                                                                         ‫هي وارثة‬
                                                                                         ‫الفصحى‬
                                                                                        ‫لغو ًّيا فهيا‬

                                                                                            ‫سرد ًّيا‬
                                                                                            ‫برضه‬
                                                                                            ‫وارثة‬
   19   20   21   22   23   24   25   26   27   28   29