Page 266 - ميريت الثقافية رقم (27)- مارس 2021
P. 266

‫العـدد ‪27‬‬                                       ‫‪264‬‬

                                                             ‫مارس ‪٢٠٢1‬‬

‫حين تدخلُ ُه‪/‬‬   ‫موقاخ ُفم افلومجن ِد‪/‬مدافأوهمدِةأ‬            ‫«مدار مادة (شكل)‪ ،‬على المماثلة‪..‬‬      ‫على فهم العلامة‪ ،‬والعلامة هي‬
    ‫افتعا ِل ‪/‬‬                                                    ‫والمشاكلة‪ :‬الموافقة والتشاكل‬      ‫السند الذي يمكن من تشكيل‬
‫الشو ِق‪ /‬واترك ِرجف َة الأعضا ِء‬                                                                 ‫النسق‪ ،‬ومنذ العمليات الأولى أي‬
‫تأتي‪ /‬فجأ ٍة‪ /‬كي لا تتو َه بها‪/.‬‬                             ‫منه‪ ..‬قال السجلماسي‪« :‬هو إعادة‬         ‫منذ التخمين ‪-‬الطوبيك‪ -‬تبدأ‬
  ‫واعلم بأنك إن ع َرف َت الوج َد‪/‬‬                               ‫اللفظ الواحد بعينه‪ ،‬وبالعدد أو‬     ‫السيرورة التأويلية «فلا يمكن‬
     ‫حين يم ّر فى أركا ِن قلب ِك‪/‬‬                                                               ‫البحث عن المعنى خارج العلامات‪،‬‬
                                                              ‫بالنوع مرتين(‪ ،)9‬وتجدر الإشارة‬     ‫ولا يمكن أن نفكر دون علامات‪،‬‬
‫تفقىشربع ُّور ِع‪َ /‬كفقهددأت ًةف ّرو َعسكحيين ًنة»أفر َصغ‪./8‬‬    ‫إلى كون مفهوم التشاكل مهد له‬          ‫فالمعنى موجود في العلامات‪،‬‬
                                                             ‫في علم الفيزياء –كما سبق‪ -‬حيث‬         ‫والعلامات وحدها هي السبيل‬
‫يخاف المتصوف من العجب‬                                                                             ‫إلى إنتاج الدلالات وتداولها»(‪.)5‬‬
                                                                           ‫أشار إلى مدلولين‪:‬‬    ‫وهذه العلامات لا يصير لها كيان‬
‫والافتخار لأن مدار سلوك القوم‬                                     ‫‪ -1‬مدلول الوحدة والتشابه‪.‬‬        ‫دال إلا إذا انتظمت في أنساق‪..‬‬
                                                                ‫‪ -2‬مدلول الانتماء إلى حقل أو‬       ‫فالسيميائيات هي علم الأنساق‬
           ‫قائم على التسليم والافتقار‬                                                              ‫في الطبيعة والمجتمع‪ ..‬فالنسق‬
                                                                              ‫مجال أو مكان‪.‬‬        ‫هو الإجراء الذي يمنح التأويل‬
           ‫والخضوع والاستغفار‪.‬‬                                     ‫وستلازمه هذه الحدود(‪.)10‬‬         ‫وجاهته‪« ،‬ولا شيء يمكن أن‬
                                                                                                ‫يشتغل داخل هذا العالم ح ًّرا طلي ًقا‬
‫والرجفة إعلان الذات خشيتها‬                                              ‫‪ -4‬التشاكل الحركي‪:‬‬      ‫يحلق في فضاءات الكون لا تحكمه‬
                                                                    ‫(اكتويت– هزني– رجفة‪)..‬‬          ‫ضوابط أو حدود ولا يحد من‬
‫من الله وتقلبها في فيوض َمنِّه‬                                    ‫الاكتواء فعل ملامسة جسم‬        ‫نزواته نسق»(‪ .)6‬ولعل هذا البعد‬
‫وجزيل عطاياه بما أولاه من‬                                     ‫حار لجسم الإنسان أو الحيوان‪،‬‬      ‫ما جعله مرحلة ضرورية في بلوغ‬
                                                                 ‫وهذا معناه الحسي‪ ،‬أما البعد‬      ‫الغاية‪ ..‬أي الانتقال من الأنساق‬
‫الواردات والأحوال رحمة للذاكر‬                                   ‫المعنوي فقد جاء هنا بعد طول‬
                                                             ‫المقام وانكشاف الأسرار والالتذاذ‬                      ‫إلى المعنى(‪.)7‬‬
‫واستجلا ًبا للذي بلغ الشوق به‬                                  ‫بهزة الوارد الذي جعل الاكتواء‬           ‫التشاكل‪ ،‬النسق‪ ،‬السياق‪:‬‬
‫منزلة الرضى‪ ..‬فيقشعر العبد‬                                    ‫مبتغى‪ ،‬إذ هو في عرف العارفين‬         ‫غريماس استعاره من الفيزياء‬
                                                                 ‫إصابة القلب بنار الحب‪« :‬هذا‬
‫تقدي ًرا لجلال المعبود‪ ،‬وتعقب تلك‬                                                                        ‫للدلالة على كل تكرار أو‬
‫القشعريرة أو تلك الرجفة هدأة‬                                                                          ‫تواتر‪ .‬التشاكل»‪ ..‬يشير إلى‬
                                                                                                       ‫وجود جذع دلالي مشترك‬
‫وسكينة‪ .‬فحقيقة الرجفة انفعال‬                                                                          ‫يوحد عوالم النص ويمنحه‬
                                                                                                       ‫انسجامه»(‪ .)8‬ويحدد كتاب‬
‫واختلاج في الوجدان إيجا ًبا لنور‬
           ‫الرحمان وبارئ الأكوان‪.‬‬                                                                                ‫مفاهيم فلسفية‬
                                                                                                                       ‫أسلوبية‪،‬‬
           ‫تشاكل الخضوع‪:‬‬                                                                                                ‫وهو في‬

‫الخضوع من بشر لبشر فيه‬                                                                                            ‫الحقيقة معجم‬
                                                                                                                    ‫يقدم حدو ًدا‬
‫نقص في همة الخاضع‪ ،‬أما‬                                                                                                ‫وتعريفات‬
                                                                                                                     ‫لمصطلحات‬
‫الخضوع لرب الناس ملك‬
                                                                                                                 ‫ومفاهيم‪ ،‬يقول‬
‫الناس‪ ،‬ففيه ارتقاء وسمو‪،‬‬                                                                                           ‫عن التشاكل‪:‬‬

           ‫وفيه سعادة النفس‪:‬‬

‫(خوفي‪ ..‬أعتاب‪ ..‬القلب)‬

           ‫آلة الخضوع‪ :‬القلب‬

‫ووصف الخضوع‪ :‬الخوف‬

‫وعلامته‪ :‬لزوم الأعتاب‬

‫المقا ُم‪/‬‬  ‫النسق السردي‪« :‬طال‬
    ‫قد‬     ‫فشدنى من طولِ ِه‪ /‬ما‬

‫تلبد وانثتى‪ /‬وكشف ُت من‬
 ‫أسرار ِه‪ /‬ما ه َّزنى حتى‬
‫اكتوي ُت‪ /‬وما برح ُت اذا‬
‫انتبهت بأننى‪ /‬سأظل أبح ُث‪/‬‬

                                                                                                ‫محمد الشحات‬
   261   262   263   264   265   266   267   268   269   270   271