Page 268 - ميريت الثقافية رقم (27)- مارس 2021
P. 268
العـدد 27 266
مارس ٢٠٢1
الديوان ،والذي يدل اختلافهما إلى الشمول فهو ضوء مباغت: نسق الحركة في هذه القصيدة
أمام هذا المعين ،والضمائر الموظفة «فيجتم ُع الضيا ُء /يش ُع من (تدور -دارت – تحطين -تعودين
هي :ضمير المخاطب في صيغة أسوار صدري /كلما حاول ُت أن أن تعبري -رواحة)
الأمر تجده في الصفحات ،8 أنجو /ضرب ُت المو َج /فاتس َعـ ْت يقول محمد الكفراوي عن هذه
دوائر ُه /وش ّدتني إلي ِه» ص.110 القصيدة« :يتناول فيها الشاعر
،16 ،13 ،12ضمير المتكلم تجده الارتحال ومعاني التخلي :عرف لغ ًزا أبد ًّيا يتمثل في هوية الروح
في الصفحات ،109 ،7 ،12 ،19 وطبيعتها وحضورها في اليقظة
ضمير الغائب المفرد في صفحات عن الصوفية أنهم احتفلوا
،105 ،165 ،145 ،16 ،15 ،12 بمعنيين اثنين :المعنى الأول معنى والحلم»(.)12
والضمير الغيبي المجموع للمذكر الارتحال أو السفر الروحي:
ص ،19ص ،100يمكن النظر إلى التخلي ،والقصد منه التخلي عن
نسق هذه الضمائر ونستنتج إنها الصفات السيئة الموجبة للمنع والسفر كما حدده كتاب
تنقسم إلى مجموعتين :ضمائر عن الترقي في مقامات العرفان، اصطلاحات الصوفية« :هو توجه
المريد التي في حيز أنا -أنت -هم، والتحلي بصفات جيدة المؤدية
الشاعر يستخدم الدالة للمتكلم إلى هذا الترقي والموصولة إلى القلب إلى الحق»(.)13
المحبوب ،فهم بين استتار وتح ٍّل، قصيدة الضوء المباغت :الرحلة
للتعبير عن أشواقه وأحواله هنا من الخارج إلى الداخل ،من
ومكابداته ،بل يجدد ضمي ًرا والتخلي المقصود به ترك ما الكون إلى قلب العارف ،وقلب
يخاطب به شخ ًصا آخر وهو يفسد الذات والطريقة ،والتحلي العارف في شوق إلى سفر روحي:
في الواقع يخاطب ذاته ،فأنت ما جلب ما يحسن وما يزين الذات
هي إلا صيغة أنا في وجه أخر، «فانسحب ُت /لعلنى أصفو/
أما ضمير غيبة المفرد فيرجع والطريقة ..وقالو عن التحلي: فيجتم ُع الضيا ُء /يش ُع من
عند أهل التصوف دا ًّل على الذات «الاتصاف بأخلاق العبودية»(.)14
أسوار صدري» ص.109
الإلهية. إن تأمل ديوان رجفة المقامات يتأسف الشاعر على مضي ضوء
نسق التأثر بالقرآن: يؤدي إلى الوقوف عند علامات
يحضر القرآن لف ًظا (تقشعر- دون ولوجه إلى قلبه ،فيعرف
رجفة -السكينة ،)..قال تعالى: دالة أسميها الأنساق الدالة، الداء ويعرف الدواء ،إن عليه أن
(الله نزل أحسن الحديث كتا ًبا وهذه العلامات الدالة تكون يصفو فالصفاء يؤدي إلى اجتماع
متشاب ًها مثاني تقشعر منه جلود الرؤية العامة للديوان ،والعمل الضياء« :ضاقت عيوني /كلما
الذين يخشون ربهم ثم تلين الشعري الذي يقدمه الشاعر لامس ُت ضو ًءا عاب ًرا /في غرفتى/
جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله) محمد الشحات ،فالعلامات يبقى قلي ًل قبل أن يمضي /ليلح َق
الزمر .23 :ويقول االشاعر: التالية دالة ونسقية (الاعتراف
«واترك ِرجف َة الأعضا ِء تأتي/ والخوف والاستنغار والتسليم بانبعا ِث الضو ِء /خار َج با ِب
فجأ ٍة /كي لا تتو َه بها /.واعلم والوجع والخوف والتخلي والطرح بيتى /ثم يرح ُل /فانسحب ُت/
بأنك إن ع َرف َت الوج َد /حين يم ّر والشوق والذكر والهموم) ،كل لعلنى أصفو /فيجتم ُع الضيا ُء/
تففى ّرأ َرعكاح ِيننقلأبف ِكر َ/غ/تقفىشعر ُّرب/و ِعف َقكدهدأ ًة هذه الكلمات تشكل نس ًقا ،بل كل يش ُع من أسوار صدرى /كلما
كلمة تشكل نس ًقا آخر متفاع ًل مع حاول ُت أن أنجو /ضرب ُت المو َج/
وسكين ًة» ص.8 الأنساق كلها لتكوين الدلالة الكلية فاتس َعـ ْت دوائر ُه /وش ّدتني إلي ِه»
ويحظر أد ًبا وسلو ًكا( :الخوف-
للعمل الشعري. ص.109
الخشية -لتواضع )..الالتجاء الضمائر المستخدمة من طرف ثم يصف لحظة انشقاق قلبه
إليه. وشموله بالنور ،النسق (لامست-
الشاعر في هذا الديوان: ضو ًءا عاب ًرا -الضوء -يجتمع
الضمائر علامات دالة ،ووظف الضياء -ساد ضوء -الضوئي-
الشاعر مجموعة من الضمائر ما زال الضوء يكسو جبهتي)،
في سياقات متنوعة كما في هذا
تنطلق القصيدة من الضيق