Page 14 - ميريت الثقافية- عدد رقم 26 فبراير 2021
P. 14
العـدد 26 12
فبراير ٢٠٢1
استثمار لبنية الحلم في اكتنازه وتكثيفه وتركيب
عناصره من حزم من المفارقات المشهدية ،فهناك
سيل من المشاهد المتباعدة التي تتداخل دون رابط
منطقي بينها ،إذ نرى مشهد الذئبة الجائعة التي
تأوي الى أحضان فريستها لتضمها في حنو ،في
مقابل السماء التي تبدو غري ًما للذات ،ثم تظهر
الذئبة مرة أخرى َتن َس ُّل خنج ًرا في الظلام ،وتتوازى
هذه المشاهد مع حركة الصعود والعلو ،لتواكب فعل
الحلم والذاكرة الحرة ،وحينئذ ينهي النص مشاهده
(اللامعقولة) ليخرج صاع ًدا في تألق الشهقة -أو
الرعشة أو الإشراقة -كتج ٍّل لا أرادي ،أو تبدو
في ًضا أو وحيًا مستعصيًا على القانون ،ومنحد ًرا من
ذاكرة الوعول الأسطورية.
إن الصفة الأساسية للحلم هي انتهاك قوانين
المنطق والواقع والمألوف؛ فرغم استناده لبقايا
اليومي ،وحوادثه العابرة ،فإنه لا يظهرها في
وجودها الحقيقي ،بل يغمرها في ماء التكثيف
والإزاحة والتعديل ،فض ًل عن طبيعته القائمة
على إدامة النوم وتكسير الزمن والمكان وتفجير
العلاقات المنطقية ،حيث تسود «محاكاة اللاوعي»
محل «محاكاة الوعي» .وحينئذ تستحيل القصيدة
إلى لوحة مركبة أقرب لتلك اللوحات السريالية
المصنوعة بوعي كامل عن اللاوعي ،الذي تتوزع
فيها الأشياء على بساط واحد رغم تنافر مكوناتها
وتباعدها .ولن نبتعد كثي ًرا عن هذا اللون من الحلم
المركب في نص (مسافة) الذي يتخذ لنفسه فضاء
بعي ًدا عن المتوقع والواقعي لتنغرس المسافة في عمق
الذاكرة والأحلام.
اَََدلمع َم ٌَامَل،ساِ َََضفمواٌةيٍءَ،صَ َِدشَاسويَأتَِّئ ٌدتَِ،كسُة َس:رِكاُع ْ ُساب َلرالٌَّةَلياَو َِحَلاساِلِملِو ََحضِنِ ٌةسي َِتنِم ْكانلمُِس ِّرَُ،رس َامَثال ْونٍِّءٌ،رْس َيِِمجانَِّننيٌَّ،ة ُجَِت ُنفْعو ُد ٍنو،
ُثَلُُح ْصور ُقَبٌج ٌوة ٌرِ َمف َتر َْ ُشش َتصَم ِاهو ٍَدلي ٌةََ،مما َْ،وو ُءن َ ْوهوَأ ٌَرد ْ ًةشل،لَا َا ََُءهي ُبْل َوع َأ ُِونحيٍ ِ ،تل َ،و َْمرَل َْْيدط ٌَةهَسِر ِم ََيونْ،قاتِلُعيُّ،سْ َصد ُفىوَ ،ر ٌة
لِل ُّر ْع ِب َتم ُر ُقَ ،وال َم َدى:
ُد َخا ٌن َج ِريء.
َم َتا َه ٌة
َمس ُكو َن ٌة