Page 239 - ميريت الثقافية- عدد رقم 26 فبراير 2021
P. 239

‫‪237‬‬          ‫الملف الثقـافي‬

‫ت‪ .‬س‪ .‬إليوت‬  ‫بيتر برغر‬         ‫هنري ميشو‬                            ‫يؤكد خطاب إليوت النقدي‬
                                                                  ‫‪-‬إ ًذا‪ -‬حالة الكتابة الإيحائية‬
  ‫مصير‪ -‬لغة حلمية احتمالية‬        ‫يشير برغر –إ ًذا‪ -‬إلى تحرر‬      ‫النصية المتحررة من غموض‬
  ‫تصور علاقة الأنا بعوالم ما‬    ‫الكتابة السريالية الطليعية من‬      ‫الرؤية الذاتية أو الصوفية؛‬
 ‫وراء الواقع في مشهد يصور‬        ‫المركزية البنيوية والتوجهات‬     ‫فهي تنحاز لبنيتها الإشارية‪،‬‬
‫إمكانية سقوطه من على المركب‬                                      ‫وحالة التداعي الحر للكلمات‪،‬‬
                                     ‫المسبقة‪ ،‬باتجاه المحاكاة‬
    ‫في البحر؛ وخروج صوت‬             ‫لتداعيات الحياة‪ ،‬وخروج‬           ‫بعي ًدا عن توجهات المبدع‬
‫الحبيبة من فضاء فوق واقعي‬          ‫العلامة من البنى المنطقية‬        ‫والقارئ المسبقة؛ ومن ثم‬
                                                                      ‫فالتوجه الطليعي ‪-‬طب ًقا‬
     ‫في حالة تقع بين صخب‬              ‫باتجاه الكتابة النصية‬        ‫لإليوت‪ -‬يعزز من تحولات‬
   ‫الاضطراب‪ ،‬وحالة الوجود‬      ‫الأوتوماتيكية التي سنلاحظها‬        ‫العالم الداخلي للذات المتكلمة‬
‫الطيفي بين الواقعي والحلمي‪،‬‬     ‫في قصائد بريتون عن امرأته؛‬           ‫في تداعيات اللغة وبنيتها‬
   ‫ثم عودة الأنا إلى حضورها‬      ‫إذ تتلاحق الصور السريالية‬            ‫النصية المستقلة الموحية‬
    ‫الشخصي؛ ومن ثم يومئ‬         ‫فيما يشبه التيار‪ ،‬أو الفيضان‬       ‫المتجاوزة لمركزية الذات في‬
 ‫المتكلم إلى استشراف الحلمي‪،‬‬                                          ‫فعلها الإنتاجي؛ وهو ما‬
 ‫والتناقض بين إيماءات الموت‬      ‫التصويري الحلمي؛ وسنجد‬           ‫يمكن أن نلاحظه في المشاهد‬
                                  ‫هذه الصور المتلاحقة أي ًضا‬       ‫المتلاحقة في قصيدته أرض‬
      ‫والحياة؛ وهو ما يذكرنا‬    ‫في تجربة رفعت سلام؛ حيث‬             ‫الضياع‪ ،‬واتصال حضور‬
  ‫بالتصور الفرويدي للغرائز‪،‬‬      ‫يمزج التراثي‪ ،‬بصور الحلم‪،‬‬          ‫الذات فيها بالتراث الثقافي‬
‫وعلاقتها ببنية الحلم الرمزية‪.‬‬                                    ‫العالمي؛ وهو ما سنجده أي ًضا‬
  ‫وسنلاحظ مثل هذا الانفتاح‬          ‫وصور اللاوعي‪ ،‬ومجال‬         ‫‪-‬بصورة متواترة‪ -‬عند سلام‬
 ‫على ما وراء الواقع في تجربة‬    ‫الغرائز في بنية نصية إشارية‬       ‫في سياق مغاير في استدعائه‬
                                                                    ‫للتراث المصري‪ ،‬والعربي‪،‬‬
      ‫رفعت سلام وفي بعض‬                 ‫واحدة في القصيدة‪.‬‬           ‫والعالمي بصورة تقوم على‬
  ‫التجارب السبعينية الاخرى‬      ‫ويمكننا قراءة انفتاح الأنا على‬     ‫التجريب النصي‪ ،‬وإيحاءات‬
  ‫بصور مغايرة؛ مثل تجارب‬                                              ‫العلامة واستبدالاتها في‬
                                   ‫عوالم الحلم أي ًضا في نتاج‬      ‫القصيدة‪ ،‬أو في بنية فضاء‬
    ‫علاء عبد الهادي‪ ،‬ومحمد‬     ‫الشاعر الفرنسي هنري ميشو؛‬
                                                                                   ‫الصفحة‪.‬‬
                                  ‫إذ ينسج مث ًل ‪-‬في قصيدته‬            ‫وبصدد تطور التجارب‬
                                                                     ‫الشعرية الطليعية العالمية‬
                                                                  ‫باتجاه المحاكاة الأدائية لتيار‬
                                                                  ‫الحياة‪ ،‬يرى بيتر برغر ‪-‬في‬
                                                                ‫كتابه نظرية الطليعة‪ ،‬ج‪ -4‬أن‬
                                                                  ‫الشعر الطليعي طب ًقا لأندريه‬
                                                                  ‫بريتون لا يمكن فهمه كعمل‬
                                                                ‫فني له أطر‪ ،‬وإنما يقرأ بوصفه‬
                                                                    ‫جز ًءا من ممارسة حياتية‬
                                                                   ‫إبداعية متحررة من القيود‬
                                                                    ‫المركزية للفاعل‪ /‬المبدع أو‬
                                                                   ‫المتلقي‪ ،‬وتنتمي لتيار يشبه‬

                                                                             ‫حركة الحياة(‪.)2‬‬
   234   235   236   237   238   239   240   241   242   243   244