Page 242 - ميريت الثقافية- عدد رقم 26 فبراير 2021
P. 242

‫العـدد ‪26‬‬                                                                     ‫‪240‬‬

                                   ‫فبراير ‪٢٠٢1‬‬                                                            ‫د‪.‬أحمد الصغير‬

   ‫ضد تيارات منغلقة‪ ،‬فات ًحا‬             ‫لماذا رفعت س ًّلم؟‬         ‫التجريب السينمائي في شعر رفعت سلًّ م‬
 ‫ذراعيه‪ ،‬وهو يقول مبتس ًما‪:‬‬
                                    ‫رفعت س ًّلم (تشرين الثاني‬
           ‫يا أه ًل بالمعارك!‬       ‫‪ 1951‬كانون الأول ‪)2020‬‬
  ‫ترك الشاعر العظيم رفعت‬           ‫أحد صقور جيل السبعينيات‬
   ‫س ًّلم إر ًثا شعر ًّيا ضخ ًما‪،‬‬  ‫بين شعراء الحداثة في مصر‪،‬‬
‫بد ًءا من ديوانه الأول «وردة‬       ‫والوطن العربي‪ ،‬ولد وعاش‪،‬‬
                                      ‫ومات متمر ًدا‪ ،‬متوح ًدا مع‬
    ‫الفوضى الجميلة»‪« ،‬إنها‬           ‫قضاياه الفكرية والشعر َّية‬
‫تومئ على»‪« ،‬إشراقات رفعت‬
‫س ًّلم»‪« ،‬إلى النهار الماضي»‪،‬‬          ‫والسياسيَّة‪ ،‬كان مناض ًل‬
                                   ‫جسو ًرا‪ ،‬اختار لنفسه شظف‬
     ‫و»كأنها نهاية الأرض»‪،‬‬
      ‫«حجر يطفو على الماء»‪،‬‬              ‫العيش وزهد السعادة‪،‬‬
‫«هكذا تكلم الكركدن»‪« ،‬أرعى‬            ‫مؤس ًسا حفريات متجددة‬
    ‫الشياه على المياه»‪ ،‬ليكمل‬          ‫في تاريخ الشعر العربي‪،‬‬
    ‫ما كان قد دشنه الشاعر‬
 ‫رفعت س ًّلم نفسه؛ ليصبح‬                  ‫فهو صاحب القصيدة‬
 ‫مشروعه الشعري متكام ًل‪،‬‬             ‫المتجددة التي تحمل أشكا ًل‬
 ‫لا تستطيع الذائفة المعاصرة‬
    ‫أن تصل إلى تأويلاته أو‬             ‫لغوية وبصرية متحركة‪،‬‬
 ‫دلالاته وفك شفراته الملغزة‬           ‫لأنها ولدت‪ ،‬لتحطم الثابت‬
   ‫إلا من خلال قراءة الكيان‬         ‫والمتحول في الثقافة العربية‪.‬‬
    ‫الشعري لدى س ًّلم كله؛‬          ‫أ ْخ َل َص س ًّلم لحقيقة الشعر‬
 ‫لأن كل عمل شعري لديه لا‬            ‫على مدى خمسين عا ًما بد ًءا‬
 ‫ينفصل عن سابقه‪ ،‬فاللاحق‬            ‫من السبعينيات‪ ،‬حتى لحظة‬
‫هو مكمل للسابق‪ ،‬فقد ك َّرس‬            ‫رحيله إلى الخلود الأبدي‪،‬‬
    ‫لنفسه بع ًدا رؤيو ًّيا حول‬        ‫فبرحيله تبدأ حكاية النص‬
    ‫الشعر‪ /‬فن كتابة النص‬           ‫النقدي مشتبكة مع نصوصه‬
    ‫الشعري الحداثي‪ ،‬واتخذ‬           ‫الشعرية التي أحبها البعض‪،‬‬
‫ل َنف ِسه خ ًّطا مكتم ًل يميزه عن‬  ‫ودافع عنها‪ ،‬وكرهها آخرون‪،‬‬
  ‫أفراد جيله من شعراء جيل‬             ‫وسخروا منها‪ ،‬كان س ًّلم‬
                                   ‫من أقرب شعراء السبعينيات‬
               ‫السبعينيات‪.‬‬
                                        ‫إلى نفسي‪ ،‬هو وصديقه‬
  ‫التجريب الشعري‬                     ‫القديم الشاعر حلمي سالم‬
                                      ‫الذي قال لي‪ :‬لن أفكر أب ًدا‬
     ‫يمثل التجريب الشعري‬           ‫في الصلح مع رفعت س ًّلم؟!‬
     ‫ظاهرة شعرية لافتة في‬             ‫كان كل واحد منهما يرى‬
     ‫شعر رفعت س َّلم‪ ،‬فقد‬             ‫الشعر على طريقته‪ ،‬ويرى‬
   ‫اعتمد الشاعر على شعرية‬
‫التجريب و الجنوح‪ ،‬والتمرد‪،‬‬               ‫نفسه أحق بقيادة جيل‬
  ‫والانفتاح على عوالم الفنون‬         ‫الحداثة الشعرية في مصر‪.‬‬
                                     ‫ومن ثم نلاحظ تفاوت تلك‬
                                   ‫التوجهات بين س ًّلم وشعراء‬
                                       ‫السبعينيات‪ ،‬ليقف وحده‬
   237   238   239   240   241   242   243   244   245   246   247