Page 245 - ميريت الثقافية- عدد رقم 26 فبراير 2021
P. 245
تبدو الصورة السينمائية في شعر رفعت2 4 3 مارتن أسلين
سًّلم مرتكًزا أساس ًّيا في بناء النص الشعري، رئي ًسا للمشهد السينمائي
وذلك من خلال تعدد اللقطات ،والمشاهد، و الشعري« .فقد تميل
والمونتاج (التقطيع)؛ لأن السينما تتحدث
بالأساس بلغة الصورة" ،فإن الصورة تقدم الصورة إلى أن تكون منعزلة،
وتسلسل الصور أن يكون
في الشعر على مستوى لغوي ،يمكن تأملها
عن طريق الخيال ،أو طريق البصيرة لا البصر، غير مترابط ،والمسئولية التي
وتصبح الصورة المشهدية هي الإطار الذي تفرض على خيال القارئ
يتماس فيه الفَّنان لكي يفهمها تتزايد كثي ًرا ،لأن
المسألة لم تعد مقصودة على
وأوجاعه من خلال تتابع اعتمد فيه على التجاور
اللقطات السينمائية داخل الدلالي؛ لخلق صور ومشاهد اختيار إرشادات مترابطة،
النص الشعري الحداثي ،هذا بل على مضادات يبدعها ذهن
المشهد الشعري الذي يطرحه متعددة؛ تصور تقلبات
الشاعر ،قد نخرج منه ونحن الذات الشاعرة ،وتحولاتها الشاعر ،مستقاة من أزمنة
مثخنون بالجراح ،لأنه مشهد من خلال موقفها من هذه وأمكنة متنوعة في تجربة
مأساوي ،فهو يصور مأساة الأشياء .وعلي سبيل المثال ال ُكتَّاب الذهنية أو الجسدية،
الواقع الأليم الذي آل إليه ذكر الشاعر رفعت س َّلم، وقد أدى الأمر بالنقاد إلى أن
يقيموا مقارنات مع أساليب
المجتمع الإنساني بعامة (قطارات تعوي -قبائل الصور المتحركة (السينما)،
والعربي بخاصة في الوقت مدججة -جرة مقلوبة- أو حتى مع سلسلة (لقطات)
صمت يهوي على حجر)؛ فما
الراهن. علاقة هذه الأشياء بعضها مع آلة التصوير»(.)6
ببعض؟ قبل أن نجيب عن تبدو هذه اللقطات في نص
المونتاج هذا التساؤل يجب علينا أن
ندقق النظر في تلك المفردات، س ًّلم السابق ،وكأنها
اتكأ النص الشعري عند ونخرجها من دلالاتها مفككة ،وكل لقطة تحتوي
س َّلم على استخدام المونتاج النصية إلى دلالاتها الحياتية، على مفردات تنتمي لحقول
وسوف نلمس العلاقة دلالية متباينة ومتباعدة،
في عملية بناء القصيدة ،لما الوثيقة بين عواء القطارات، ولكن تكمن مهمة الشاعر
للمونتاج من أثر فني دلالي واستعداد القبائل للحرب، في الربط بينها برباط خفي،
وانقلاب الجرار؛ فهذه
يحمل صورة الهامشي الأشياء كلها تشي بإعلان
والمحذوف والمختفي وراء الحرب النفسية التي يعاني
النص ،بل يصبح المونتاج منها الشاعر ،ف ُيسقط آلامه
هو هذه العملية التي تعتمد
على الصور /الحركة