Page 250 - ميريت الثقافية- عدد رقم 26 فبراير 2021
P. 250

‫العـدد ‪26‬‬                            ‫‪248‬‬

                               ‫فبراير ‪٢٠٢1‬‬                   ‫بصلاح عبد الصبور‪ ،‬ويحكي‬
                                                                    ‫بأسلوب سردي رائق‬
  ‫ما قاله رفعت س َّلم مبك ًرا‬    ‫حصد رفعت س َّلم جائزة‬
   ‫حول المزاوجة بين الوزن‬      ‫"الجمهور" بالتقديرالمعنوي‬         ‫قصة احتفاظه بمخطوطة‬
‫(التفعيلة) وإهمال الوزن‪ ،‬في‬                                      ‫مسرحية "بعد أن يموت‬
‫القصيدة الحديثة‪ ،‬سنجد أنه‬         ‫الذي تلقته ترجماته‪ ،‬لكنه‬      ‫الملك" مض ّرجة بدمه أثناء‬
‫قد أوفى بهذا الوعد في شعره‪،‬‬       ‫حصد أيضا جائزة فعلية‬          ‫مظاهرات جرت في جامعة‬
 ‫كما أن زميله الشاعر حلمي‬       ‫في الشعر‪ ،‬عام ‪١٩٩٣‬م‪،‬هي‬       ‫القاهرة عام ‪ ١٩٧٣‬قبل حرب‬
‫سالم كان قدسلك هذا المسلك‬        ‫"جائزة كفافيس" الشاعر‬         ‫أكتوبر‪ ،‬وقد انتهت المعركة‬
    ‫أي ًضا‪ ،‬أما "حسن ِطلِب"‬     ‫اليوناني الذي ترجم س َّلم‬
    ‫فلم يبرح التفعيلة قط‪ ،‬في‬   ‫شعره من اللغتين الإنجليزية‬          ‫بإعادة المخطوطة لعبد‬
 ‫حين ترك "أحمد طه" نظام‬        ‫والفرنسية‪ ،‬ولم يترجمه من‬        ‫الصبور‪ ،‬وتسليم مخطوطة‬
   ‫التفعيلة وبقي "عبد المنعم‬     ‫اليونانية لغة الشاعر‪ ،‬ومع‬
   ‫رمضان" زمنا يراوح بين‬        ‫ذلك فقد لقيت تلك الترجمة‬         ‫أول ديوان لرفعت س َّلم‬
                                ‫الترحيب والقبول من القراء‬        ‫للمطبعة ممهو ًرا بموافقة‬
                  ‫النظامين‪.‬‬                                   ‫عليا من عبد الصبور رئيس‬
    ‫منذ ديوانه الأول "وردة‬           ‫والشعراء على السواء‪.‬‬    ‫الهيئة المصرية العامة للكتاب‪.‬‬
     ‫الفوضى الجميلة" كان‬                                         ‫لكن المقال كله كان يحمل‬
  ‫رفعت س َّلميعي هذا المزج‬     ‫القصيدة السبعينية‬               ‫نبرة التبجيل لعبد الصبور‬
 ‫بين اللونين (الموزون وغير‬                                       ‫"الشاعر" بالألف واللام‬
   ‫الموزون)‪،‬لكنه في الحقيقة‬          ‫في ندوة أقامها الكاتب‬       ‫مجس ًدا في رجل غالته يد‬
                                   ‫إدوارد الخراط‪ ،‬ونشرت‬       ‫الموت‪ ،‬وقد ظن رفعت س َّلم‬
        ‫كان أميل للوزن منه‬         ‫في مجلة الكرمل‪ ،‬تحدث‬        ‫أن طريقة قتل عبد الصبور‬
    ‫للنثر‪ ،‬وقد وضع"إدوارد‬           ‫شعراء السبعينيات عن‬        ‫قد كانت بالكلمة لا بغيرها‪.‬‬
                                   ‫شعرهم‪،‬وما أحدثوه من‬            ‫هذا الأسلوب في تمجيد‬
       ‫الخراط"في عدد مجلة‬       ‫تجديد في القصيدة العربية‪،‬‬     ‫الشاعر يذكرنا بالبراءة التي‬
 ‫"الكرمل" المذكور‪ ،‬مختارات‬                                     ‫حكت بها لطيفة الزيات(‪)5‬‬
                                    ‫وكان رفعت س َّلم من‬       ‫عن لقاء لها بالشاعر "محمد‬
  ‫لشعراء السبعينيات‪ ،‬فكان‬          ‫بين السبعة أسماء الذين‬
 ‫نصيب رفعت س َّلم قصيدة‬        ‫حضرواالندوة‪ ،‬تحدث رفعت‬              ‫عبد المعطي الهمشري"‬
                                   ‫س َّلم شار ًحا موقفه من‬    ‫وكانت طفلة تنظر إليه نظرة‬
     ‫بعنوان "تنحدر صخور‬         ‫الوزن في الشعر فقال‪" :‬أما‬
   ‫الوقت إلى الهاوية" وفيها‬        ‫الأمر الخاص بالتفعيلة‪،‬‬         ‫إكبار وتقديس‪ ،‬ثم مات‬
   ‫يبدو رفعت س َّلم مراو ًحا‬       ‫ففي تقديري أن ما قدمه‬       ‫الشاعر في شبابه فلم تنس‬
  ‫بين الوزن الخليلي والوزن‬      ‫شعر السبعينيات مهم‪ ،‬هذا‬
  ‫التفعيلي كما في هذا المقطع‪:‬‬   ‫الفصل الذي كان قائ ًما بين‬                    ‫ذلك اللقاء‪.‬‬
    ‫ما عادت حوريات البحر‬       ‫التفعيلة والقصيدة النثرية لم‬       ‫تبجيل رفعت س َّلم لمن‬
                                 ‫يعد موجو ًدا لديهم‪ ،‬ألاحظ‬         ‫يحبهم من الشعراء هو‬
                     ‫يغنين‬       ‫على قصائد الشعراء الذين‬     ‫الصورة التي يعطيها بلسانه‬
   ‫بل غيلان تتراقص في ظل‬        ‫سبقونا أن القصيدة إما أن‬       ‫عن الشعر نفسه‪ ،‬فهو يرى‬
                               ‫تكون تفعيلية‪ ،‬وإما أن تكون‬         ‫نفسه شاع ًرا‪ ،‬ويرى أنه‬
               ‫القمر المظلم‪،‬‬   ‫نثرية‪ ،‬ولا رابط بين الاثنين‪،‬‬       ‫مجبول على حب الشعر‬
                 ‫دون عزاء‪.‬‬         ‫لم يعد في شعرنا وجود‬           ‫والدفاع عنه‪ ،‬ربما لذلك‬
                                ‫هذا الفصل"(‪.)6‬إذا راجعنا‬         ‫السبب لم يشأ أن يترجم‬
‫أشباح أو جنيات يصعدن من‬                                          ‫خارج دائرة الشعر‪ .‬وقد‬
 ‫الآبار المسمومة في منتصف‬
  ‫الليل‪ ،‬فيخطفن الأطفال من‬

   ‫النوم السحري إلى مملكة‬
     ‫الغرق السفلية‪ ،‬ويغنين‬
   245   246   247   248   249   250   251   252   253   254   255