Page 251 - ميريت الثقافية- عدد رقم 26 فبراير 2021
P. 251

‫الملف الثقـافي ‪2 4 9‬‬

‫جبران خليل جبران‬  ‫رولان بارت‬   ‫محمد عبد المطلب‬                  ‫يا طفلنا الغريب‪.‬في مهده‬
                                                                               ‫الصغير‬
  ‫الشيخ والفتى‪ ،‬وأظنها أول‬       ‫"بناء مر ّكب" بينما كانت‬
‫قصيدة من نوعها في العربية‬        ‫قصيدة التفعيلة ذات بناء‬         ‫الوعد يرتسم‪.‬في وجهك‬
                                                                                 ‫الغرير‬
    ‫تتضمن صوتين يتكلمان‬             ‫أحادي كما يقول(‪.)10‬‬
   ‫سلبًا وإيجا ًبا‪.‬ومن اللافت‬  ‫لم يكن "رفعت س َّلم" أول‬         ‫نم في حمى الكرى‪.‬نم في‬
  ‫أي ًضا أن نسيب عريضة قد‬       ‫من وصف الشعر الحديث‬                        ‫مدى النعاس‬
    ‫توقف عند الرسوم التي‬
   ‫وضعها جبران في الكتاب‪،‬‬        ‫بـ"التركيب" ولا أول من‬              ‫يا طفلنا الغريب‪.‬في‬
    ‫فقال "أما رسوم الكتاب‬         ‫قال بـ"تعدد الأصوات"‬                      ‫موتهالأخير‬
 ‫فلا أقول فيها كلمة‪ ،‬وعندي‬        ‫في القصيدة الحديثة‪ .‬بل‬
   ‫أن من يحاول تفسير رمز‬          ‫تدلنا المراجعة التاريخية‬         ‫تهادي‪ ..‬أيتها الآلام‪..‬‬
    ‫فني يفسده‪ ..‬فلذلك أترك‬                                                   ‫تهادي(‪)7‬‬
   ‫تحليل معاني الرسوم إلى‬            ‫على أن "جبران خليل‬
 ‫مخيلة القارئ المتجرد"(‪.)11‬‬       ‫جبران" قد حاول مبك ًرا‬              ‫حتى أنهي أغنيتي‬
                               ‫"وضع" صوتين متمايزين‬                ‫فالحوريات ذهبن‪ ،‬بلا‬
      ‫ونستطيع أن نقول إن‬         ‫في قصيدة "غنائية"‪ ،‬هي‬
‫الأصوات في النص هي لثلاثة‬      ‫قصيدته الطويلة "المواكب"‪،‬‬                     ‫ميعاد(‪.)8‬‬
                                 ‫وقد نشرت في مصر عام‬           ‫ليس من الصعب أن يلمح‬
 ‫لا لاثنين‪ ،‬فاللوحات الاثنتي‬                                   ‫القارئ الخبير أثر كل من‬
‫عشرة المنشورة مع القصيدة‬            ‫‪١٩٢٣‬م‪ ،‬بمقدمة كتبها‬
                                  ‫الشاعر"نسيب عريضة"‬             ‫أدونيس‪ ،‬وعفيفي مطر‪،‬‬
   ‫ظلت بع ًضا من نسيجنص‬          ‫(‪١٩٤٦ -١٨٨٧‬م)فقال إن‬           ‫وحتى السياب‪ ،‬لكن هذه‬
‫"المواكب" في طبعتها المصرية‬    ‫هذا الكتاب هو أول ما ينشر‬       ‫القصيدة كانت من ديوان‬
                                  ‫من تأليف جبران شع ًرا‪،‬‬       ‫س َّلم الأول‪ ،‬فلا غرابة في‬
                       ‫تلك‪.‬‬      ‫ومداره جدال فلسفي بين‬       ‫تسرب َن َفس هؤلاء الشعراء‬
      ‫أما الشاعر صلاح عبد‬                                        ‫وقاموسهم الشعري إلى‬
                                                                ‫هذا الشاعر مثلما تسرب‬
                                                                ‫إلى غيره من السبعينيين‬
                                                               ‫في لحظة التكوين هذه‪ .‬أما‬
                                                            ‫الذي يصر عليه رفعت س َّلم‬
                                                              ‫فهو أنه يجدد في الموسيقى‬
                                                                ‫بأن يجعل حاصل الجمع‬
                                                               ‫بين النثرية والوزن يكسر‬
                                                              ‫ثنائيةالغنائية وإيقاع النثر‪،‬‬
                                                             ‫بهدف خلق إيقاع جديد(‪.)9‬‬

                                                            ‫البنا ُء المر ّكب وتع ُّدد الأصوات‬
                                                                ‫وإذا كان رفعت س َّلم قد‬
                                                                 ‫تنبه إلى العلاقة الجدلية‬

                                                             ‫المنتجة بين الوزن والنثرية‪،‬‬
                                                             ‫فإنه قد اهتم بإيضاح رؤيته‬
                                                            ‫في مسألة "البناء"‪ ،‬فهو يرى‬
                                                            ‫القصيدة السبعينية مباينة لما‬
                                                            ‫كان قبلها‪ ،‬من حيث هي ذات‬
   246   247   248   249   250   251   252   253   254   255   256