Page 249 - ميريت الثقافية- عدد رقم 26 فبراير 2021
P. 249

‫الملف الثقـافي ‪2 4 7‬‬

   ‫فحسب في ترجمة الشعر‬         ‫رفعت س َّلمالباقي ما هو؟‬               ‫التضييق على أصحاب‬
            ‫والشعر وحده‪.‬‬     ‫هل هي ترجمة الشعر العالمي‬              ‫الفكر اليساري والقومي‬
                             ‫التي أ َّث َرت في الذائقة الشعرية‬      ‫من ناحية‪ ،‬وتحت سطوة‬
 ‫الشعر لا يفنى ولا‬                                              ‫الانفتاح الاقتصادي والهجرة‬
     ‫يستحدث‬                     ‫المعاصرة؟ أم هو "النَّ ُّص"‬     ‫الجماعية للمصريين هر ًبا من‬
                              ‫الذي كتبه وظل يعاود النظر‬         ‫الفقر إلى فوائض البترول في‬
‫بعد وفاة رفعت س َّلمأخذ ُت‬     ‫فيه حتى ترك منهسف ًرا من‬
    ‫أبح ُث عن مادة تع ّرفني‬                                                 ‫الخليج العربي‪.‬‬
      ‫على شخصيته‪ ،‬لا عن‬                     ‫ألف صفحة؟‬                 ‫الثلاثة الأصدقاء الذين‬
                                   ‫إن من الظلم أن ننسب‬            ‫يكتبون الشعر ويأملون أن‬
  ‫شعرهوترجماته‪ ،‬فوجدت‬           ‫لأي شاعر مصري أو غير‬                 ‫يستمروا في الكتابة وأن‬
‫حديثًا غير مكتمل قد بثتقناة‬       ‫مصري‪ ،‬من جيل رفعت‬                ‫يحققوا أنفسهم شعراء لا‬
                              ‫س َّلم أو من السابقين عليه‪،‬‬       ‫صحفيين‪ ،‬قضوا من الجماعة‬
    ‫المغرب التليفزيونية(‪)3‬‬     ‫أنه صاحب الفضل الأوحد‬             ‫الشعرية (إضاءة ‪)٧٧‬وط ًرا‪،‬‬
  ‫ملخ ًصا له‪ ،‬ولحسن الحظ‬     ‫أو أنه المؤسس لشعر الحداثة‬               ‫فانتهت الجماعة بنهاية‬
                             ‫أو لقصيدة النثر‪ ،‬هذا بديهي‪،‬‬           ‫الهدف من التجمع والعمل‬
    ‫كان من ضمن الملخص‬             ‫لكن الذي نثق في عدالته‬          ‫م ًعا‪ ،‬لكن رفعت س َّلم كان‬
  ‫مقطع يقرأ فيه مقط ًعا من‬     ‫هو القول بأن رفعت س َّلم‬             ‫لايزال لديه ما يص ّر على‬
                               ‫ظل يكتب الشعر معان ًدا كل‬              ‫قوله في قضية الشعر‪،‬‬
     ‫شعره‪ ،‬فيبدو في حالة‬        ‫سلطة لا توافق ذوقه‪ ،‬كما‬              ‫فأسس مطبوعة جديدة‬
    ‫استعداد للقراءة كما لو‬    ‫اشتغل بالشعر وحده في كل‬            ‫أسماها "كتابات"‪،‬وهي تلك‬
  ‫كان يتهيأ لدخول الصلاة‬        ‫مشاغل حياته‪ ،‬فهو يكتب‬            ‫التي أسست لمصطلح "جيل‬
 ‫والمثول أمام حضرة جليلة‪.‬‬       ‫الشعر‪ ،‬ويؤلف الجماعات‬               ‫السبعينيات"‪،‬وقد انتمى‬
‫ثم عثرت في بحثي على مقال‬      ‫الشعرية والمطبوعات المعبرة‬           ‫لهذا الجيل أعضاء كل من‬
 ‫له نشرته جريدة "المصري‬         ‫عن وجهة تلك الجماعات‪،‬‬              ‫الجماعتين الشعريتين‪ ،‬ثم‬
 ‫اليوم"بتاريخ ‪ ١٤‬أغسطس‬        ‫وأخي ًرا فهو مترجم محترف‬               ‫أصبح من جاءوا بعدهم‬
 ‫‪ ٢٠١٥‬بعنوان "صلاح عبد‬           ‫أنجز مالم ينجزه مترجم‬             ‫ينسبون أنفسهم إلى جيل‬
     ‫الصبور‪..‬الشاعر"(‪.)4‬‬         ‫عربي آخر‪ ،‬قد تخصص‬
 ‫في هذا المقال يسرد الشاعر‬                                              ‫الثمانينيات‪ ،‬ثم جيل‬
   ‫رفعت س َّلمقصة تع ّرفه‬                                                      ‫التسعينيات‪.‬‬

                                                                  ‫سوف تصبح قضية رفعت‬
                                                                   ‫س َّلم التي عاش لها حتى‬

                                                                      ‫استوفى عمره كله‪ ،‬هي‬
                                                                   ‫هذه المسألة التي عمل مع‬
                                                                  ‫أصدقائه من أجلها‪ ،‬ثم عاد‬
                                                                ‫ليعمل من أجلها منفر ًدا‪ ،‬إنها‬
                                                                ‫قضية الشعر الذي يدافع عن‬
                                                                   ‫نفسه‪،‬شعر الحداثة‪ ،‬الذي‬
                                                                 ‫أصبح يعرف بقصيدة النثر‬
                                                                ‫لا بأي اسم آخر اليوم‪ .‬لذلك‬
                                                                   ‫كان لنا أن نسأل عن إرث‬
   244   245   246   247   248   249   250   251   252   253   254