Page 78 - ميريت الثقافية- عدد رقم 26 فبراير 2021
P. 78

‫العـدد ‪26‬‬                                                                                                                                                                       ‫‪76‬‬

                                                                                         ‫فبراير ‪٢٠٢1‬‬

‫‪ ..‬لِ َت ْع ُب َر صرخته الأزمان والعصور إلى الراهن‬                                       ‫الب ُنو ِك‪ ،‬ال ِو َزا َرا ِت‪ ،‬ال ُّثك َنا ِت‪ ،‬التَّص ِري َحا ِت‪ ،‬الأ َغا ِني‪،‬‬
                                    ‫المهترئ‪.‬‬                                             ‫اا َتللنَِّغحث ِّتِلِريَاولا َتلَّرا ِدصيح ََئدلأُِةا؛اِملا ُّنالل َمُ َّجشووَُوءاُمَد ِر ِة َ‪،‬وُعالَيألنُّ َسعَهُياُبوُر ُِفَدفي ٍَماهال َتا َّلصسأفَب َطرُاحَف ُاء‪ِ،‬فُلي َها‬  ‫َق َصا ِئ ِد‬
                                                                                                                                                                                                                                                                         ‫أس َما ُك‬
‫و»اليأس» ‪-‬على النقيض مما يبدو ويشيع‪ -‬شعور‬                                                                                                                                                                                                                                ‫ال ُح َفا ُة؛‬

‫إنساني بليغ‪ ،‬يعكس انكسار الحلم‪ ،‬وخيبة المس َعى‬                                                                                                                                                                                                                           ‫َتن َف ُق‬
                      ‫وخواء العالم‬
     ‫( َف َمن ُيو ِقف ال َّز َمان؟‬                                                       ‫ا ِقل َيُّنا َُمس ٌةو َُرم‪،‬ا؛ َت( َت‪َ7‬ع) َّفن‪َ ،‬ع َل اك َتا ِف ال َعس َكر؛ َو َتحتِي َتز َد ِه ُر‬
      ‫َكي ان ُظ َم‬    ‫ُبر َه َتين‪،‬‬  ‫َُبمرر َِثه َيًةتِأيو‪،‬‬
‫َمن‬  ‫َك َوا ِبي ِسي؟‬  ‫وا ُصو َغ‬                                                          ‫هذه القيامة ينتظرها الشاعر ولا يبرح حتى تندلع‪،‬‬
     ‫ُيو ِقف الأر َض َعن َد َو َرا ِن َها‬
     ‫َسا َع ًة ل ُأ ِعي َد َتر ِتي َب ال َخ َرا ِئ ِط‬                                    ‫وهي وقت التباهي أمام الأمم‪ ،‬وهي تنتظر ُصو ًرا‪،‬‬
     ‫ا َولالُّلَغتَّا َقاُت ِويِم ِمن َقالِلي َّذ ًال ِك؟ َر ِِةَلا‪)َ ،‬ذا( َت‪0‬ه‪)ُ 1‬ر ُب‬           ‫وهي وقت القطف قبل أن يصيح الديك‪.‬‬

                                                                                         ‫وتتعدد الأصوات وتتوازى‪ ،‬فتظهر أصوات «هتلر‪/‬‬

                                                                                                      ‫موسليني‪ /‬الجنرال‪ /‬صوت فرعوني»‪:‬‬
                                                                                         ‫)أ َضع َت ِمن ُخ َطا َي ال َّط ِري َق‪َ ،‬و ِمن َب ِصي َر ِتي الم َدى؛‬
‫هو «هشيم العالم» في الروح‪ ،‬وغسقه في القلب‪،‬‬                                                                                       ‫َل ِكنِّي‬

‫والوعي الأليم الجارح باندحار الغناء والرغبة في‬                                            ‫ال ِجن َرا ُل ال َمو ُعو ُد ال َمن ُذو ُر َل َها ُمن ُذ الا َز ِل ال َما ِضي؛ لا‬
                                                                                                                                  ‫َح َرا َم‬
‫تغيير الواقع‪ ،‬والتطلع إلى العالم‪.‬‬
‫و َت َع ُّد ُد الأصوات هو سع ٌي إلى التجاوز و َخ ْل ُق‬                                   ‫ِ َّف‪ ،‬لا َح َرا َم ِفي َك‪ ،‬ا َنا الم َبا َح ُة َفاس َتبِحنِي؛ َف َهل َنط ُهو‬
‫المغاي ِر‪ ،‬ومحاولة استنطاق القصيدة من زوايا‬                                                                                     ‫أط َفا َل َنا‪،‬‬

‫جديدة ومتعددة؛ لطرح فضاء مغاير‪ ،‬كما أن هذه‬                                                ‫أم َنأ ُك ُل ان ُف َس َنا؟ لا َط ِري َق‪َ ،‬بع َد الآن‪ ،‬ا َنا ال َّط ِري ُق‬
                                                                                                                             ‫َوال َح ِري ُق‬
‫الأصوات تساعد في ترحيل بعض عناصر السرد‬
                                                                                         ‫َوال َّر ِفيق؛ ا ُّي َها ال َه َم ُج‪َ ،‬يا َح َش َرا ِت الأر ِض‪َ ،‬ل ُكم ال‬
‫إلى النص الشعري‪ ،‬وظهور التضافر الشعري‬                                                                                           ‫‪،T62‬‬

‫بالسردي في كيمياء شعرية خاصة مختلفة‬

                      ‫ومغايرة‪:‬‬                                                           ‫َوال‪َ ،F16‬والأ َبات ِشي؛ ِتل َك اب َج ِد َّيتي النَّا ِج َعة؛((‪)8‬‬

                                    ‫( َوق ٌت َو ِبيل‬                                     ‫وهناك ما هو قادم من ظلمات العصور الفرعونية‪،‬‬
                       ‫أح ِملُه َع َل َكا ِه ِل‪َ ،‬وأم ِضي‬
                                                                                         ‫عابر ًة إلى ظلمات الراهن‪ ،‬بكل وحشيته وفظاظته‪،‬‬
                        ‫ِف الا ِّز َق ِة َوال َّش َوا ِرع‪ِ ،‬ف‬                            ‫صوت فرعوني ُمخ َت ِص ًرا تاريخ العلم الفرعوني‪،‬‬
                  ‫الم َدا ِئ ِن‪َ ،‬وال ُق َرى‪َ ،‬وال ُن ُجوع)(‪)11‬‬                                             ‫هكذا صرخ مفكر ذات يوم‪:‬‬
‫وهو ليس « ُسبة»؛ لكنه ربما يكون ‪-‬أحيا ًنا‪ -‬راحة‪،‬‬                                                                   ‫إ َل َمن أتكلَّ ُم ال َيوم‪،‬‬
     ‫ولو مؤقتة‪ ،‬من تلك‬
                                                                                                                   ‫ِف الأر ِض ال َخ َراب؟‬
                      ‫الأحلام الموجعة‪،‬‬                                                                ‫أطلا ٌل ِهي الآ َن َف َرا ِدي ُس‬

         ‫العصية‪َ ،‬والبِلا ُد‬                                                                          ‫َ َوو َت َم َعسا ُكَب ُُدن َهاال ِغَيرن ََبعا ُُبن‪ِ .‬في َها‬                                                                                                        ‫الآلِ َه ِة‪،‬‬
       ‫ِف َمأ َّز ٍق أ ِّثيم‪َ ،‬بع َد‬                                                                                                                                                                                                                                     ‫ال ُبو ُم‪،‬‬
       ‫أن َه َج َرت َها الآلِ َه ُة‪،‬‬                                                                  ‫َتم َر ُح ال َّس َعا ِل َوال َّس َحا ِل‪،‬‬
                                                                                                      ‫َتص َع ُد‬    ‫االلتََّع ََمقاا ِرِس ُيب ُح َوا ِملثَّن َعاالِبنِّيينِل‪،‬‬
                 ‫َوا َدا َرت‬                                                                          ‫َتق َتنِ ُص‬
         ‫َظه َر َها لِل َدع َوا ِت‬                                                                    ‫ال َما ِّرين‪ ،‬وال ُّن َوا ُح ِف ُك ِّل‬
        ‫الم َت َو ِس َلة‪َ ،‬وال َنا ُس‬                                                                                                                                                                                                                                    ‫َم َكان؛‬
                                                                                                      ‫َف َمن ُيو ِقف ال َّز َمان؟(‪)9‬‬
               ‫لا ُهون‪ ،‬أو‬
     ‫َمض ُرو ُبون ِبال َغي ُبو َب ِة‬

         ‫َوال ُذ ُهول؛ َكا َن ُهم‬
                ‫س َكا َرى‪.‬‬
   73   74   75   76   77   78   79   80   81   82   83