Page 85 - ميريت الثقافية- عدد رقم 26 فبراير 2021
P. 85
83 إبداع ومبدعون
رؤى نقدية
(تزفيتان تودوروف) بأنه النظام المكاني و»هو
وجود ترتيب معين لوحدات النص بشكل متفاوت
وتصبح العلاقة المنطقية أو الزمنية في مرتبة أدنى
وقد تختفي ،إن العلاقات المكانية بين العناصر هي
التي تكون الانتظام.)31(”..
كانت القصيدة العربية قدي ًما تقوم على نظام
الشطرين :الصدر والعجز ،وهو شكل مرتبط
ومأخوذ من النمط العروضي ذي البيت الواحد،
وقد مرت القصيدة العربية قدي ًما بعدة تغييرات
من الممكن ربطها بظاهرة التشكيل البصري ،ولا
سيما تلك التغيرات التي طرأت على شكل القصيدة
في العصر الأندلسي ،فهي صور لاستغلال طاقات
التشكيل البصري في وقت مبكر للخروج من
سلطة نظام القصيدة ذات الشطرين« ،لكنها لم
تنجح في تغيير مسار القصيدة العربية عن قنواتها
المألوفة”(.)32
وقد شهد الشعر العربي الحديث جملة من
التحولات على مستوى النص الشعري ،ومن
أبرز هذه التحولات ،التحول الذي وقع في التلقي
المعاصر للشعر العربي ،وهو اشتراك البصر مع
السمع مع العقل في الفهم المتكامل للنص الشعري
مع الأخذ بعين الاعتبار تضافر وتآلف الداخل
النصي مع الخارج النصي ،وزادت أهمية التشكيل
البصري في لغة الشعر الحر تقنيات الكتابة (الشكل
الطباعي) التي تطورت عما كانت عليه في السابق،
ولما يهيئه الشعر الحر من فرصة لاستغلال شكل
النص ومدلولاته المختلفة(.)33
فرفعت س َّلم يسعى إلى تنظيم وحدات النص
بشكل خاص ،إذ العلاقات الفضائية بين العناصر
هي التي تك ِّون التنظيم النصي ،وهو يتحقق عندما
تكون العلاقة بين القضايا منطقية وممتدة خلال
زمانية الشاعر ،لأن مثل هذا النمط من العلاقة
يشكل نو ًعا معينًا من الفضاء البصري؛ فالتجربة
البصرية في الشعر ،تحاول أن تعي العالم جماليًّا
وصور ًّيا؛ وعليه فالقصيدة البصرية تحاول أن
تستعيض من خلال التعبير بالصورة البصرية عن
مبدأ التعبير بالصورة اللفظية ،لذا لم يعد المعروض
ن ًّصا بل هو إلى جانب النص «فضاء تصويري
شكلي لا يخلو من دلالة تحكمها مقصدية منتج