Page 12 - m
P. 12
العـدد 58 10
أكتوبر ٢٠٢3
وحصروها ،ووجدوا أن النسخ لا يكون الشام لم تكن في كتاب الله تعالى .وفي قوله
إلا في آيات الأحكام فقط ،فليس موجو ًدا في تعالى“ :فلا ترجعوهن إلى الكفار” ،فإن
آيات القصص والحكم والوعظ ..إلخ ،وقد رجوعهن إنما كان بصلح النبي صلى الله
عليه وسلم لقريش».
ع َّد َد جلال الدين السيوطي في (الإتقان)
السور التي بها نس ٌخ كالآتي :قس ٌم ليس ومن ذلك ما ورد في سنن ابن ماجه -افتتاح
فيه ناسخ ولا منسوخ وهو ثلاثة وأربعون، الكتاب في الإيمان وفضائل الصحابة والعلم
وقسم فيه الناسخ والمنسوخ وهي خمسة باب تعظيم حديث رسول الله والتغليظ على
وعشرون ،وقسم فيه الناسخ فقط وهو من عارضه ( :)12عن المقدام بن معد يكرب
ستة ،وقسم فيه المنسوخ فقط وهو الأربعون الكندي ،أن رسول الله قال« :يوشك الرجل
الباقية (الحافظ جلال الدين السيوطي، متكئًا على أريكته ،يحدث بحديث من حديثي،
الإتقان في علوم القرآن ،المجلد الثالث ،النوع فيقول :بيننا وبينكم كتاب الله عز وجل ،فما
السابع والأربعون «في ناسخه ومنسوخه» وجدنا فيه من حلال استحللناه ،وما وجدنا
ص ،59تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم،
فيه من حرام ح َّرمناه ،ألا وإن ما حرم
إصدارات وزارة الشؤون الإسلامية رسول الله مثل ما حرم الله».
والأوقاف والدعوة والإرشاد ،المملكة العربية
ومن أمثلة التعارض بين القرآن والأحاديث،
السعودية). ويقول الشيوخ إنهما ينسخان بعضهما
وق َّس ُموا النسخ إلى ثلاثة أنواع :نسخ بع ًضا ،قوله تعالى «كتب عليكم إذا حضر
القرآن بالقرآن ،نسخ السنة بالقرآن ،ونسخ
السنة بالسنة ،وق َّس ُموه أي ًضا إلى ثلاثة أحدكم الموت إن ترك خي ًرا الوصية للوالدين
والأقربين بالمعروف ح ًّقا على المتقين»
اتجاهات: (البقرة ،)180 :بينما جاء في سنن أبي
-1نسخ التلاوة والحكم م ًعا بأن يرفع داود -كتاب الوصايا ،باب ما جاء في
النص من القرآن ويلغى حكمه معه. الوصية للوارث ( :)2870عن أبي أمامة،
-2نسخ الحكم وبقاء التلاوة ،فتكون الآية سمعت رسول الله يقول“ :إن الله قد أعطى
كل ذي حق حقه فلا وصية لوارث” ،وكذلك
موجودة بالقرآن حتى اليوم لكن لا ُيعمل ورد في مسند أحمد وسنن النسائي وسنن
بحكمها. ابن ماجه .والتعارض واضح بين النص في
الآية على الوصية (للوالدين) ،وم َن َع الحديث
-3نسخ التلاوة مع بقاء الحكم ،ومثاله
تحديد الرضاع المح ِّرم بخمس رضعات ،فهو الوصية للورثة ،وأولهم الوالدان بالطبع.
أنواع النسخ:
التعارض الظاهر ،والذي أتينا ببعض أمثلته،
جعل ال ُّش َّراح يبتكرون فكرة «الناسخ
والمنسوخ» ،بالقول إن بعض الآيات ينسخ
بمعن آضيهةا،أ او ُسنتْنناِسًداَهاإلنىأ ِقتولبهخيترعالمىنه«امأاوننمثلسهاخ
ألم تعلم أن الله على كل شيء قدير» (البقرة:
.)106
والمقصود بالنسخ «رفع حكم شرعي سابق،
بدليل شرعي متأخر عنه في زمن نزول
الوحي” ،وقد تعقب الشيوخ هذه التباينات