Page 20 - m
P. 20
العـدد 58 18
أكتوبر ٢٠٢3
د.محمد إبراهيم عبد العال
التاريخ الإسلامي وروايته..
تفكيك رواية حمدي أبو جليل
الأخرى للتاريخ الإسلامي
لا شك أن كتاب «نحن ضحايا عك» محاولة مخلصة من الكاتب الراحل
حمدي أبو جليل -رحمه الله -للوقوف على بعض أسباب تأخرنا
الحضاري؛ لكن في حقيقة الأمر أن أسباب تخلفنا أعقد وأكثر تشاب ًكا من
مجرد جمع مجموعة من المرويات المختلف في فهمها بين دفتي كتاب،
ثم توجيه قراءتها وتأويلها وف ًقا لوجهة نظر محددة .وإنني أضم صوتي
إلى صوته في التنويه الذي ص َّدر به كتابه قائ ًل« :هذه روايتي أنا ،ولا
تلزم أح ًدا غيري ،ولا تقرأها إلا باعتبارها روايتي أنا ،إن أخطأ ُت؛ فلي
أجر ،وإن أصب ُت؛ أجران .اللهم اؤجرني الأج َرين» ..نسأل الله أن يأ ُجر
حمدي أبو جليل أج ًرا حس ًنا وأن يتجاوز عن خطئه.
المعرفي لمصطلح «التاريخ» ومجاله «الإسلامي» في تمثل قراءة التاريخ الإسلامي إشكالية في حد
الثقافة العربية ،قديمها وحديثها على السواء ،فإن
الإشكاليات المشار إليه ساب ًقا تستدعي مجموعة من ذاتها ،كما أن التصدي لكتابة رؤية خاصة «أو
التساؤلات ،نذكر منها :هل «التاريخ» هو محض رواية أخرى» لهذا التاريخ يمثل إشكالية أخرى،
فض ًل عن أن نقد هذه الرؤية الخاصة يضاعف من
قراءة المرويات على اختلاف أسانيدها ومن ثم الإشكاليتين السابقتين؛ وتتمحور إشكاليات قراءة
درجات صحتها؟ وهل رؤية خاصة (رواية أخرى) هذا التاريخ الموصوف بالإسلامي في كون الديني
يختلط فيه مع السياسي والطائفي ،كما أن تقديم
لهذا التاريخ تعني فقط إعادة تنظيمها والتبئير رؤية توصف بأنها «خاصة» لهذا التاريخ يعني
(بالمفهوم السردي) على بعض المرويات دون أنها رؤية لا تخلو من موقف مسبق (وجهة نظر)
أخرى؟ وعلى افتراض صحة الروايات أو ضعفها أو تجاه هذا التاريخ .وبالإضافة إلى ضبابية التحديد
كذبها ،ألا يتطلب الأمر تفسي ًرا أو تأوي ًل أو قراءة