Page 226 - m
P. 226

‫العـدد ‪58‬‬          ‫‪224‬‬

                                                           ‫أكتوبر ‪٢٠٢3‬‬   ‫ظ ُّنوا من خلالها أنهم رؤساء‬
                                                                          ‫وزعماء للعالم‪ ،‬ومسؤولون‬
    ‫الله‪ -‬ككائنات فضائية‬       ‫قدمت أجوبة عن المؤامرة‬                    ‫ومراقبون للضمائر‪ ،‬فيصبح‬
  ‫تأتي من كواكب متخلفة‬            ‫والاستعمار والإعجاز‬                      ‫أي رأي مختلف هو مقدمة‬
 ‫عن الأرض بآلاف السنين‬                                                     ‫لانتهاك هذا الضمير وتلك‬
  ‫ما زالوا يعيشون بها في‬     ‫العلمي‪ ..‬ولم ينتبهوا لطبيعة‬
  ‫عصر السيوف والحمير‬           ‫الاكتشاف نفسه أنه إبداع‬                          ‫المسئولية التي و ُّلوها‬
‫والعلاج بمخلفات الحيوان‪.‬‬       ‫وسبق علمي ضمن محيط‬                        ‫لأنفسهم وزعموا أنها جاءت‬
                                 ‫جاهل‪ ..‬وبالتالي يفرض‬
    ‫الكاتب «جيمس هنري‬            ‫السؤال نفسه فو ًرا عن‬                      ‫لهم من الله دو ًنا عن بقية‬
  ‫برستيد» كتب موسوعته‬           ‫علاقته بالكون والأشياء‬                    ‫البشر‪ ،‬الذين هم بالطبع في‬
                                          ‫وطب ًعا الدين‪.‬‬                   ‫حكم الخاضعين والأتباع‪،‬‬
      ‫(فجر الضمير) التي‬          ‫الأسئلة التي جاءت بها‬
     ‫افترض فيها أن عمر‬          ‫الحداثة هي التي صنعت‬                        ‫وبما أن الاستشراق كان‬
‫التوحش الإنساني ملايين‬              ‫موجات الاستشراق‬                     ‫يركز على هذه الجزئية ويقول‬
 ‫السنين لكن عمر ضميره‬           ‫والتنوير الحالية‪ ،‬والعقل‬
      ‫بدأ مع عقله وكتابته‬         ‫عندما ينشغل بالسؤال‬                    ‫بحرية الضمير والفكر‪ ،‬فمن‬
   ‫للتاريخ‪ ،‬وهذه الفترة لا‬        ‫يتطور ويصل لحقائق‬                      ‫الطبيعي أن يمس ذلك ُجر ًحا‬
   ‫تزيد عن ‪ ٧‬آلاف سنة‪..‬‬       ‫جديدة كل يوم‪ ،‬مما أحدث‬                     ‫هائ ًل في فكر الجماعات رأوا‬
 ‫وبالتالي نحن نعيش فعليًّا‬         ‫فار ًقا مهو ًل بين عقل‬
‫فترة فجر ضمير الإنسانية‬        ‫الحداثي والتنويري وبين‬                       ‫من خلاله أي رأي يتعلق‬
  ‫التي سوف تتطور حت ًما‬       ‫عقل الكاهن والشيخ‪ ..‬فرق‬                      ‫بالمستشرقين خط ًرا في حد‬
 ‫لضمير أكبر وأكثر نزاهة‬         ‫بطول مجرة درب التبانة‬
      ‫وأخلا ًقا‪ ..‬فربما بعد‬     ‫يدركه الأكثر تطو ًرا‪ ،‬أما‬                                     ‫ذاته‪.‬‬
‫‪ ١٠٠٠‬سنة من الآن تكون‬                                                           ‫فات هؤلاء أن ظاهرة‬
  ‫البشرية أصبحت كائنات‬       ‫الشيخ فيراه بعقليته البدائية‬                   ‫الاستشراق في القرن ‪19‬‬
  ‫نباتية وتركت ذبح وأكل‬      ‫التي ربما لم تبلغ بعد تطور‬                  ‫جاءت مرافقة للتطور العلمي‬
     ‫الحيوان‪ ،‬والسبب أن‬      ‫الإنسان قبل اكتشاف النار‪،‬‬                  ‫والصناعي‪ ،‬وهي الحداثة التي‬
   ‫ضميرهم حينها سوف‬                                                     ‫خلقت أسئلة في نفس الإنسان‬
  ‫يمنعهم من التساوي مع‬         ‫وهذا هو السبب في ظهور‬                      ‫عن ماهية الأشياء والوجود‬
                                ‫بعض مشايخنا ‪-‬أعزهم‬                       ‫والميتافيزيقا‪ ..‬إلخ‪ ،‬كان أكبر‬
                                                                        ‫تحد ًيا واجهه شيوخ المسلمين‬
                                                                              ‫هو تطور عقل الإنسان‬

                                                                                       ‫بالاكتشافات‬
                                                                                       ‫العلمية‪ ،‬وهذا‬

                                                                                          ‫بسبب أن‬
                                                                                         ‫الاكتشاف‬
                                                                                         ‫يثير أسئلة‬
                                                                                      ‫أكثر مما يهتم‬
                                                                                          ‫بالأجوبة‪،‬‬

                                                                                           ‫فتناولوا‬
                                                                                     ‫الحداثة بالشق‬

                                                                                            ‫الثاني‪..‬‬
                                                                                         ‫أي اعتبروا‬

                                                                                            ‫الحداثة‬
   221   222   223   224   225   226   227   228   229   230   231