Page 222 - m
P. 222

‫العـدد ‪58‬‬                              ‫‪220‬‬

                              ‫أكتوبر ‪٢٠٢3‬‬                      ‫وصمويل هانتنغتون ولكن‬
                                                                ‫بطريقة إعلامية‪ ،‬حيث يعزو‬
     ‫لفترة‪ ،‬إلى أن يخلط بين‬   ‫الأكثر عم ًقا» بين الحضارتين‬     ‫الإرهاب إلى كراهية الإسلام‬
     ‫مجموعة إرهابية ومليار‬        ‫الإسلامية والغربية وهو‬
     ‫وثلاثمائة مليون مسلم‪،‬‬                                           ‫للغرب في كتابه «أزمة‬
  ‫فيدعو إلى إن «حرب نووية‬       ‫مكانة المرأة‪ ،‬فيرى أنه وف ًقا‬      ‫الإسلام‪ :‬الحرب المقدسة‬
  ‫ضد «الكفار» قد تنتهي إلى‬         ‫للشريعة الإسلامية ثمة‬
     ‫محو مكة والمدينة لتحل‬                                            ‫الإرهاب غير المقدس»‬
    ‫محلهما حفرتين كبيرتين‬       ‫ثلاث مجموعات من البشر‬               ‫قائ ًل‪« :‬الاستياء السائد‬
 ‫مشعتين»‪ .‬وعلاوة على ذلك‪،‬‬        ‫لم تشملهم مبادئ العدالة‬           ‫في العالم الإسلامي تجاه‬
‫كان لويس أحد المستشارين‬                                         ‫امريكا والذي يتزايد التعبير‬
    ‫الأقرب للإدارة الأمريكية‬       ‫الشرعية والدينية‪ ،‬وهم‬           ‫عنه في أعمال الإرهاب»‪.‬‬
  ‫أثناء الحرب الأمريكية على‬        ‫الكفار والعبيد والنساء‪.‬‬           ‫ويمكن اعتبار برنارد‬
  ‫الإرهاب بعد الحادي عشر‬         ‫وربما لا يكون من المبالغة‬          ‫لويس أفضل مثال على‬
  ‫من سبتمبر‪ ،‬وكان يرى أن‬           ‫اعتبار أن تفسير لويس‬        ‫الاستشراق الأمريكي الجديد‬
‫«الدول الإسلامية لديها أكبر‬    ‫للإسلام والمسلمين في كتبه‬            ‫لأنه يمكن اعتباره حلقة‬
    ‫عدد من الإرهابيين وأقل‬     ‫الأكثر مبي ًعا مسؤول جزئيًّا‬       ‫وصل قوية بين نموذجي‬
     ‫ديمقراطيات في العالم»‪.‬‬    ‫عن تنامي كراهية الأمريكان‬            ‫الاستشراق الكلاسيكي‬
                              ‫تجاه المسلمين العرب‪ .‬وربما‬          ‫والاستشراق الجديد‪ .‬وقد‬
   ‫من الاستشراق‬                   ‫تكون تفسيراته مسؤولة‬          ‫حقق كتابيه «أين الخطأ؟‪..‬‬
‫الجديد إلى الإمبريالية‬              ‫أي ًضا عن التصريحات‬         ‫التأثير الغربي واستجابة‬
 ‫الجديدة‪ ..‬على سبيل‬             ‫المتطرفة بعد الحادي عشر‬        ‫المسلمين» (‪ )2003‬و»أزمة‬
                                 ‫من سبتمبر ضد المسلمين‬            ‫الإسلام‪ :‬الحرب الأقدس‬
       ‫الخاتمة‬                     ‫العرب‪ .‬جدير بالذكر أن‬       ‫والإرهاب المد َّنس» (‪)2004‬‬
                                 ‫تفسيرات لويس هذه وما‬             ‫من أكثر الكتب مبي ًعا على‬
‫تتماشى الإمبريالية الأمريكية‬  ‫تحمله من صورة نمطية غاية‬           ‫مستوى أمريكا‪ .‬وفي كتابه‬
  ‫الجديدة في الشرق الأوسط‬       ‫في السلبية يمكن أن تؤدي‬         ‫«أين يكمن الخطأ؟» يسلط‬
    ‫مع الخطاب الاستشراقي‬      ‫بأشخاص مثل (فريد إيكل)‪،‬‬             ‫لويس الضوء على تدهور‬
   ‫الجديد الذي يسلط الضوء‬       ‫وهو خبير استراتيجي من‬              ‫القيم الإسلامية وصعود‬
                               ‫المحافظين الجدد عمل وكي ًل‬
                                  ‫لوزارة الدفاع الأمريكية‬                           ‫الفكر‬
                                                                                 ‫والتنوير‬
                                                                                 ‫الغربيين‪.‬‬

                                                                                   ‫ويؤكد‬
                                                                                    ‫لويس‬
                                                                                    ‫تفوق‬
                                                                                 ‫الحضارة‬
                                                                                   ‫الغربية‬
                                                                                    ‫عندما‬
                                                                                ‫تحدث عن‬
                                                                               ‫«الاختلاف‬
                                                                                   ‫الوحيد‬
   217   218   219   220   221   222   223   224   225   226   227