Page 224 - m
P. 224

‫العـدد ‪58‬‬                                                               ‫‪222‬‬

                                ‫أكتوبر ‪٢٠٢3‬‬                                                          ‫سامح عسكر‬

   ‫الجماعات على الاستشراق‬            ‫في كتاب النبي الخاتم‬       ‫الجانب الإيجابي للاستشراق ‪ ..‬وأثره في‬
   ‫رف ًضا في مضمونها للرأي‬                                         ‫إعادة النظر في المسلَّمات المغلوطة‬
‫الآخر بالعموم؟ ألا يحوي هذا‬              ‫للشيخ «أبي الحسن‬
  ‫السرد الذي ضمنه الندوي‬        ‫الندوي»‪ ،‬أحد أقطاب الإخوان‬
 ‫في صفحتين من الكتاب هما‬
    ‫‪ 31 ،30‬بأن الاستشراق‬           ‫المسلمين وزعماء الإسلام‬
  ‫ليس مؤامرة ولكنه محاولة‬           ‫السياسي‪ ،‬أثنى على دور‬
‫للتعرف على الإسلام من قبل‬           ‫بعض المستشرقين الذين‬
                                     ‫اعترفوا بصحة وسلامة‬
            ‫الغرب ليس إلا؟‬       ‫النص القرآني من التحريف‪،‬‬
    ‫إن ما فعله الندوي يتكرر‬         ‫وقد ذكر بعضهم بالاسم‬
  ‫في كتب القرضاوي ومحمد‬              ‫منهم «سير وليم موير»‬
                                  ‫‪ sir William muir‬و»بالمر»‬
      ‫الغزالي‪ ،‬حيث إذا جرى‬        ‫‪ palmer‬و»لين بول» ‪lane‬‬
  ‫السياق في الدعوة للإسلام‬       ‫‪ poole‬و «وهيري» ‪wherry‬‬
                                 ‫و أ‪ .‬منجانا ‪..A. mangana‬‬
     ‫يستشهدون بآراء بعض‬            ‫وغيرهم‪ ،‬ثم يبني على ذلك‬
      ‫المستشرقين المنصفين‪،‬‬         ‫نتيجة أنه ما دام المصحف‬
    ‫وإذا جرى السياق للدفاع‬
       ‫عن الإسلام يهاجمون‬             ‫الشريف سلي ًما لم ينله‬
  ‫الاستشراق عامة ويحملون‬             ‫التحريف فهو أصدق في‬
 ‫على كل المستشرقين صفات‬          ‫المضمون من الكتاب المقدس‬
   ‫الكفر والمؤامرة والشيطنة‪،‬‬        ‫الذي مسه التحريف وفق‬
  ‫وهو سلوك يتضمن رفض‬
  ‫الجماعات للتعددية الثقافية‬               ‫معتقد المسلمين‪..‬‬
‫إلا إذا كانت تعترف بحقهم في‬         ‫سلوك من الندوي يطرح‬
 ‫السيطرة والهيمنة على العالم‬     ‫عدة أسئلة‪ :‬لماذا إذن يحرص‬
  ‫بالقوة العسكرية‪ ،‬وتعترف‬         ‫شيوخ الجماعات الإسلامية‬
      ‫أي ًضا بوجوب إخضاع‬             ‫والأصوليين على وصف‬
‫وخنوع كل الشعوب والأديان‬              ‫المستشرقين بالكفار أو‬
      ‫والدول لحكم الإخوان‬           ‫المتآمرين على الدين؟ لماذا‬
    ‫المسلمين والتيار السلفي‬        ‫يصفونهم بأبشع الصفات‬

                  ‫بالعموم‪.‬‬               ‫الذميمة التي وجدت‬
 ‫ففي الوقت الذي تصرخ فيه‬            ‫بالقاموس العربي؟ أليس‬
‫الجماعات من عنصرية الغرب‬        ‫اعتراف الندوي يتضمن قناعة‬
‫وفكرة تفوق الإنسان الأبيض‬         ‫بشرية عند الأصوليين بأن‬
                                    ‫الاستشراق ظاهرة علمية‬
      ‫على سائر الأعراق‪ ،‬هي‬      ‫إنسانية بها الصواب والخطأ؟‬
   ‫تتبنى معتق ًدا مشاب ًها وهو‬    ‫ألا يتضمن اعتراف الندوي‬
   ‫فكرة تفوق المسلم السني‪،‬‬           ‫بأن هجومهم الدائم على‬
                                ‫المستشرقين هو مجرد تحامل‬
     ‫وبالخصوص من يوافق‬             ‫على الرأي الآخر أو المنتقد‬
    ‫رأيهم‪ ،‬على سائر الأعراق‬        ‫بشكل عام؟ ألا تعني ثورة‬
‫والأديان‪ ،‬فقد جعلوا الإسلام‬
   219   220   221   222   223   224   225   226   227   228   229