Page 273 - m

‫الملف الثقـافي ‪2 7 1‬‬‫نماذج من نقد الاستشراق‬ ‫المباشر للاستشراق‪:‬‬ ‫يعد الاستشراق ظاهرة‬
‫‪ -1‬صراع الغضب لهزيمة‬
‫د‪.‬فادية سمير‬ ‫المسيحية في أرض الشام‬ ‫فريدة من نوعها؛ لأنه قائم‬
‫السيد‬ ‫ودخول أهلها في الإسلام‪.‬‬ ‫على قيام أتباع ديانات‬
‫‪ -2‬صراع الغضب المتفجر‬
‫مختلفة من أنحاء مختلفة‬
‫المتدفق من قلب أوروبا‪،‬‬ ‫من الغرب بدراسة دين‬
‫مشحو ًنا ببغضاء جاهلة‬
‫عاتية عنيفة مكتسحة مدمرة‬ ‫آخر ‪-‬لا ينتمون إليه‪ -‬من‬
‫جميع جوانبه‪ ،‬وكذلك دراسة‬
‫سفاحة للدماء‪.‬‬ ‫حضارة وتاريخ وأتباع هذا‬
‫‪ -3‬صراع الغضب المكظوم‬
‫الذي أورثه اندحار الكتائب‬ ‫الدين‪ ،‬وحياتهم السياسية‬
‫الصليبية‪ ،‬من تحته بغضاء‬ ‫والاقتصادية والثقافية‬

‫متوهجة عنيفة‪ ،‬ولكنها‬ ‫والاجتماعية‪ .‬ولذلك نجد‬
‫مترددة يك ُبحها اليأ ُس من‬ ‫أن المفكرين العرب انقسموا‬
‫بين مؤيد للاستشراق لأنه‬
‫اختراق دار الإسلام‪.‬‬ ‫بفضله تم ترجمة الكثير من‬
‫‪ -4‬صراع الغضب المشتعل‬ ‫الكتب العربية إلى اللاتينية‬

‫بعد فتح القسطنطينية»(‪.)1‬‬ ‫التي كانت لغة العلم في‬
‫ويشير إلى أن هذه المراحل‬ ‫أوروبا مع بداية القرن ‪16‬م‪،‬‬
‫أدت بشكل مباشر إلي ظهور‬
‫وبين رافض له ويرى أنه‬
‫أهم طبقة «المستشرقين»‬ ‫عون للاستعمار في منطقة‬
‫الكبار الذين على عملهم‬ ‫الشرق وممهد له‪ .‬نتناول في‬
‫هذه المقالة بعض من النماذج‬
‫وخبرتهم وتجاربهم‪،‬‬ ‫العربية الرافضة للاستشراق‬
‫رست دعائم «الاستعمار»‪،‬‬
‫ورسخت قواعد «التبشير»(‪.)2‬‬ ‫ونعرض أسباب ودوافع‬
‫ويؤكد شاكر على أن عمل‬ ‫الرفض‪.‬‬
‫المستشرقين قائم على الدقة‬
‫محمود شاكر (‪-1909‬‬
‫في التفاصيل‪ ،‬والحرص‬ ‫‪)1997‬‬
‫على نقل كل ما يخص‬
‫اعتمد خطاب محمود شاكر‬
‫الحضارة العربية لاستفادة‬ ‫في قراءته للاستشراق على‬
‫منه‪ .‬قائ ًل‪« :‬والمستشرقون‬
‫المتبتلون‪ ،‬بلا شك عندهم‪،‬‬ ‫نظرية المؤامرة والخداع الذي‬
‫هم أهل الخبرة بكل ما في‬ ‫يمارسه المستشرقون في‬
‫دار الإسلام قدي ًما‪ ،‬وما هو‬
‫كائن فيها حديثًا‪ ،‬من دقيق‬ ‫تاريخ الحضارة العربية؛ لهذا‬
‫العلوم عند خاصة المسلمين‪،‬‬ ‫جاء خطابه متطر ًفا يخلو من‬

‫إلى خفي أحوال المسلمين‬ ‫المنطق‪ ،‬ويعتمد على السرد‬
‫من عاداتهم ومعايشهم‬ ‫من طرف واحد دون النظر‬
‫وطرائق أفكارهم وخصائص‬
‫حياتهم‪ ،‬إلى علم وثيق بشأن‬ ‫إلى الطرف الاخر‪.‬‬
‫يقدم محمود شاكر أربعة‬

‫عوامل يري أنها السبب‬