Page 291 - m
P. 291

‫‪289‬‬  ‫ثقافات وفنون‬

     ‫فنون‬

    ‫هنا وهناك كما تراها في أدني‬     ‫الكائن‪ ،‬الروح‪ ،‬القلب والعقل‪ ،‬راكو تقليدي‪ ،‬شفاف مدخن‬
‫حالات السكون‪ ،‬سكون مضطرب‬                       ‫وطين مجفف‪25 /120 /120 ،‬سم‬
 ‫بتجاذبات فكرية وهيئة منغمسة‬
‫بألوان الأطيان والطلاءات محدثة‬      ‫الوردة السمتية"‪ ،‬مزدوجة تقنية الراكو مع طين شواط‪15 /55 /55 ،‬سم‬

    ‫تقاط ًعا بين الفعل والمادة بين‬    ‫مع الطينة‪ ،‬مداعبة ومتحسسة‬     ‫تدعونا خلال تدريسها لنا‪ ،‬إلى‬
     ‫«فكرة تخطر وجسد يتحرك‬             ‫لها بأطراف لسانها‪ ،‬تحسس‬       ‫تحسس مادة الطين والغوص‬
                                      ‫وذوبان في روح المادة وأديمها‬  ‫في ماديتها‪ ،‬ففي بعض الأحيان‬
        ‫ومادة تتكون ومفاجآة لا‬      ‫دون مبالاة‪ ،‬فتراها تعج بالحركة‬  ‫أسترق النظر إلى كيفية تعاملها‬
                    ‫تحسب»(‪.)2‬‬

 ‫تعامل الفنانة سارة بن عطية مع‬
    ‫الخامة وتنوع تقديم أصنافها‬

  ‫من منحوتات ونضد وجداريات‬
    ‫واختلاف تقنياتها في تجليات‬

‫شكلانية ذات تبعات روحية للفعل‬
     ‫الإبداعي‪ ،‬باحثة عن المختلف‬
      ‫واللامتداول مك ِّرسة كيمياء‬
     ‫المادة للإتيان بالفرادة‪ .‬فهي‬

‫تحاول استنطاق المادة وتعجيزها‬
     ‫عن البوح بمكنونها‪ ،‬حتى أن‬

  ‫خالد بن سليمان يؤكد على «أن‬
 ‫اختيار الخامات من طرف الفنان‬

    ‫التشكيلي‪ ،‬ليست عملية نهائية‬
    ‫في حد ذاتها‪ ،‬فاختيار خامات‬
   ‫جديدة يجعل عمل الفنان أكثر‬
   ‫عم ًقا وشمو ًل‪ .‬وعندما أتحدث‬

      ‫عن الفنان فإني أعني بذلك‬
      ‫الباحث المبدع في المستويين‬
   ‫التقني والجمالي»(‪ .)3‬هذا البعد‬
‫الروحي الذي يعكس قدرة الفنانة‬
 ‫«الكيميائية» في تحويل الطينة إلى‬
‫زخم شكلي ولوني يتضمن أبعا ًدا‬

                ‫فلسفية روحية‪.‬‬
‫تلك الأشكال الدائرية تحمل خفايا‬

    ‫مرتحلة برؤى التصوف‪ ،‬ففي‬
 ‫عمليها يظهر جليًّا البعد الروحي‬

     ‫للقبة السماوية‪ ،‬فذلك الرأس‬
   ‫الراصد المتعالي والمراقب وتلك‬
 ‫الأجزاء المنضوية تحته‪ ،‬تعبر عن‬
 ‫الانتمائية الشكلية والمحور الذي‬
    ‫تدور حوله كل الحركات رغم‬
   286   287   288   289   290   291   292   293   294   295   296