Page 294 - m

‫العـدد ‪58‬‬ ‫‪292‬‬

‫أكتوبر ‪٢٠٢3‬‬

‫للأصل الترابي الطبيعي‪.‬‬
‫فتلك الممارسات تكشف تقريبًا عن‬

‫جل التقنيات المتبعة والممارسات‬
‫المشتغل عليها‪ ،‬لكن برؤي ذاتية‬
‫خاصة مرتبطة بغايات‪ ،‬ومعنى‬
‫الارتقاء والسفر بذروة روحية‪،‬‬
‫مادة تسمو بمدلولاتها تشحنها‬
‫هواجس وجدانية‪ ،‬تسافر في رحلة‬
‫مكنونها الإبداع‪ ،‬واستثارة الخيال‬

‫الروحي‪ ،‬شيء لا يمكن إلا أن‬
‫يشبع جميع الحواس والجوارح‪،‬‬

‫فتستكين معه الروح وترحل‪،‬‬
‫يتدرج بك‪ ،‬يسرقك من نفسك‪،‬‬

‫آخ ًذا بك لمسافات بعيدة‬

‫المراجع‪:‬‬

‫‪ -1‬ابن خلدون‪ ،‬عبد الرحمان‪:‬‬ ‫"نشوء"‪ ،‬منضودة خزفية‪ ،‬طين مو ّرق‪ ،‬شفاف معدني وطين‪40 /75 /450 ،‬سم‬
‫المقدمة‪ ،‬الباب الخامس‪ ،‬تحقيق‬
‫عبد الله محمد درويش‪ .‬ط ‪ ،1‬دار‬ ‫والكثافة والعدد وتخلق عوالم‬ ‫المادة لتولدها تشكيلات روحانية‪،‬‬
‫جديدة‪ ،‬وتترك أثرها في كل‬ ‫مواد وخامات متنوعة بتقنيات‬
‫يعرب ‪.2004‬‬
‫‪2- Merleau-ponty: la‬‬ ‫مكان»(‪ .)6‬فسارة بن عطية تحضر‬ ‫حديثة وبأحاسيس متوهجة تربط‬
‫‪phénoménologie de la per-‬‬ ‫الخامة وتحدث فيها تحويرات‬ ‫علاقة بين اليد والفكر ضمن‬
‫‪ception. Ed Gallimard 1972‬‬ ‫كيميائية مدققة‪ ،‬فمرحلية ولادة‬ ‫رحلة تقتفي الواقع الأرضي‬
‫‪p 86.‬‬ ‫ذلك «النظير» وبزوغه من أديم‬
‫المادة ولكأنه ولادة عسيرة من‬ ‫وتنشد السماوي بنبضات الحياة‪،‬‬
‫‪ -3‬الدنقير‪ ،‬نجاح‪ :‬رحلة فن‬ ‫حتى أن «هنري فوسيون» أشار‬
‫النار بين الأصالة والمعاصرة‪،‬‬ ‫انصهارات كيمياء المادة‪ ،‬لتتقارب‬ ‫إلى أن «الفكر يحرك وينمي اليد‬
‫نشرة المعرض السنوي للفن‬ ‫الألوان بتدرجات لونية مرتكزة‬ ‫واليد تنمي الفكر‪ ..‬فاليد تساعد‬
‫التونسي المعاصر‪ ،‬مركز الفن‬ ‫على الطلاءات الترابية وترجعنا‬ ‫الإنسان على امتلاك الأفق‪ ،‬الوزن‬

‫الحي لمدينة تونس‪ ،‬ديسمبر‬
‫‪.1985‬‬

‫‪-4‬شاكر‪ ،‬حسن آل سعيد‪:‬‬
‫الحرية في الفن‪ ،‬المؤسسة‬

‫العربية للدراسات والنشر ط ‪،2‬‬
‫‪ ،1994‬ص‪.43‬‬

‫‪-5‬الحسني‪ ،‬رشيد‪ :‬مجلة‬
‫العربي الجديد‪ 30 ،‬نوفمبر‬

‫‪.2014‬‬
‫‪6- Focillon Henri: vie des‬‬
‫‪formes Paris, Presses Uni-‬‬
‫‪versitaires de France, 1943‬‬
‫‪Ed 1981 p52‬‬