Page 292 - m
P. 292

‫العـدد ‪58‬‬                                                   ‫‪290‬‬

                                                                                                      ‫أكتوبر ‪٢٠٢3‬‬  ‫ثباتها نظيران فنظير واحد‪ ،‬رقيب‬
                                                                                                                     ‫فحامي للواحد الروحي‪ ،‬أو تلك‬
                    ‫الزنيث‪ ،‬خزف‪ ،‬شفاف‪7 /150 /150 ،‬سم‬
                                                                                                                   ‫الكريات وأنصافها الحاضنة لتلك‬
‫الوجود ومظهره‪ ،‬منضودة خزفية زائلة تضم ‪ 222‬مجسم صغير من مختلف الطين‬                                                     ‫الهالات المتراوحة بين الظهور‬
       ‫التونسية بين الخام والشواط (‪ °1000‬و‪10 /40 /200 ،)°1350‬سم‪.‬‬
                                                                                                                   ‫والتخفي معبرة عن روحانية ذلك‬
                                                                                                                     ‫النظير وبحثه عن الآخر المكمل‪،‬‬
                                                                                                                        ‫حتى يلعب الأبيض وسواده‬
                                                                                                                     ‫ويتلحف السواد ببياضه‪ ،‬ولادة‬
                                                                                                                      ‫تتصدع فيها الأرضية المدورة‬

                                                                                                                   ‫باستدارة كل الأشكال وبحثها عن‬
                                                                                                                                    ‫رحيل سماوي‪.‬‬

                                                                                                                       ‫أما في أعمال أخرى متمثلة في‬
                                                                                                                      ‫منضودات خزفية ومشغولات‬
                                                                                                                    ‫جدارية ارتكزت بالخصوص على‬
                                                                                                                    ‫ذلك النظير الباحث عن نظيره أو‬
                                                                                                                     ‫ذلك «القائم» الباحث عن مكمله‬

                                                                                                                                           ‫المخفي‪.‬‬
                                                                                                                    ‫ففي هذه الجدارية ترتكز الفنانة‬
                                                                                                                      ‫سارة بن عطية تقنيًّا على تقنية‬
                                                                                                                    ‫الراكو لتخلق تجان ًسا بين الطين‬

                                                                                                                       ‫الشواط والغير محروق‪ ،‬فتلك‬
                                                                                                                   ‫المكعبات الحاضنة لتلك المجسمات‬

                                                                                                                      ‫والمؤثثة لمساحة مشققة توحي‬
                                                                                                                   ‫بالفناء وإعادة البناء والحياة‪ ،‬لعبة‬

                                                                                                                      ‫مربعات تبغي الالتحام‪ ،‬التحام‬
                                                                                                                      ‫ذاتي وروحي وتكامل مأمول‪،‬‬

                                                                                                                        ‫تجمعات هنا وهناك بنسقية‬
                                                                                                                    ‫متواترة تحقق الاختلاف وتدعو‬
                                                                                                                    ‫للانصهار والتوحد‪ .‬لتكون بذلك‬
                                                                                                                      ‫تقنية الراكو المنبثقة من فلسفة‬
                                                                                                                    ‫الزن التى تهدف إلى التوحد التام‬
                                                                                                                    ‫بين الجسد والروح‪ ،‬مراهنة على‬
                                                                                                                    ‫استنبات الحياة من أعماق الفناء‬

                                                                                                                                             ‫ذاته‪.‬‬
                                                                                                                      ‫أما تلك المنضودة المرتكزة على‬
                                                                                                                      ‫تكرار الشكل الواحد والأطيان‬

                                                                                                                        ‫المختلفة من البلاد التونسية‬
                                                                                                                    ‫بألوانها وأكاسيدها بالضلوع في‬

                                                                                                                      ‫خصائص الطينات وتوصيفها‬
   287   288   289   290   291   292   293   294   295   296   297