Page 41 - تاريخ مصر الإسلامية 1 ثالثة ارشاد سياحى
P. 41
سياسة خماروية فى تدعيم إستقلال مصر()9
( 282 – 270هـ 895 – 883 /م)
..........................................
أدرك خماروية أن نجاحه في الميدانين الداخلي والخارجي يتوقف قبل كل شئ على
تماسك بني طولون ،والحيلولة دون حدوث أي انشقاق داخل الأسرة بعد وفاة عميدها
أحمد بن طولون ،فضلاً عن الاعتماد على عصبية قوية وجيش كبير يحمي المكاسب
التي حققها أحمد بن طولون من ناحية ويرد أي عدوان على دولة الطولونيين أو
محاولة للانتقاص من استقلالها من ناحية أخرى.
وفي سبيل تحقيق هذه الأهداف لم يتردد خماروية في التصرف بحزم ،الأمر الذي
جعله يلجأ إلى قتل أخيه الأكبر العباس عندما امتنع عن تنفيذ وصية أبيهما ومبايعة
خماروية بالإمارة .ولاشك في أن هذه الخطوة أدت إلى وحدة الدولة الطولونية ،لأنه
بصرف النظر عما كان يحتمل حدوثه بين الأخوين من شقاق ،فإن بقاء الشام في
قبضة العباس وبقاء مصر في قبضة خماروية ،أمر يحمل بين ثناياه بذور الفرقة بين
شطرى الدولة الطولونية كما أسسها عميد البيت الطولوني أحمد بن طولون.
على أن خماروية كان يدرك تماماً أن الأمر لم يتم لأبيه إلا في حماية القوة
المسلحة ،وأنه لولا اعتماد أحمد بن طولون على جيش قوي لما استطاع الصمود في
وجه المنافسين والخصوم والأعداء جميعاً ،وخاصة ابن الموفق في العراق الذي إذا
كان قد اضطر اضطراراً إلى مصالحة ابن طولون فإنه فعل ذلك رضوخاً أمام الأمر
الواقع عندما أعجزته قوة ابن طولون عن القضاء عليه .لذلك كان على خماروية أن
يضاعف العناية بالجيش إذا أراد أن يحمي استقلاله ويدعم هذا الاستقلال ،وهو ما قام
به فعلاً.
( )9محمند بنن يوسنف الكنندى :ولاة مصنر -تحقينق د .حسنين نصنار – رقنم 66منن
سلسنلة النذخائر – الهيهنة العامنة لقصنور الثقافنة – القناهرة عنام 2001م ،ص -258
( ، 278بإختصار )
41