Page 54 - تاريخ مصر الإسلامية 1 ثالثة ارشاد سياحى
P. 54
نابع من جانب العلويين ،فضلاً عن أن سيطرة الفاطميين على مصر من شأنها أن
تمهد لامتداد نفوذهم إلى الشام مما يهدد الخلافة العباسية في عقر دارها.
أما عن مصر نفسها ،فقد يدت ساحة للصدام بين القوتين اللتين أخذتا تتناطحان
حول اقتسام العالم الإسلامي ،وهما الخلافة العباسية السنية والخلافة الفاطمية
الشيعية .ولاشك في أن وقوع هذا الصدام أكثر من مرة على أرض مصر أنزل كثيراً من
الأضرار بأهلها وعرضهم لمتاعب قاسية من جانب الجنود ،فساءت أحوال البلاد
وتعرضت مرافقها لمهمال.
وفي الوقت الذي كانت أمور مصر قسمة بين الولاة من ناحية وقادة الجيش
العباسي فيها من ناحية أخرى ،استطاع الماذرائيون أن يحتفظوا لأنفسهم بكلمة
مسموعة في تصريف شهون البلاد.
أما هؤلاء الماذرائيون فهم أسرة فارسية الأصل ،نزحت من العراق إلى مصر
حيث تمتعوا بنفوذ كبير أيام الطولونيين وإستمر بعد أيام الطولونيين .وظهر هذا النفوذ
الواسع في تقلدهم بع الوظائف الرئيسية في البلاد .وقد اشتهر منهم أبو على
الحسين الماذرائي المعروف بأبي زنبور ،الذي تولى منصب عامل الخراج في مصر
بعد عودتها إلى حظيرة الخلافة العباسية .وهكذا سيطر الماذرائيون في ذلك الدور على
الحياة الاقتصادية والنشاط المالي في مصر الشام ،وجمعوا من وراء ذلك ثروة طائلة
،الأمر الذي جعل منهم قوة لها حسابها ووزنها في تاريخ مصر عند قيام الدولة
الإخشيدية.
54