Page 56 - تاريخ مصر الإسلامية 1 ثالثة ارشاد سياحى
P. 56
ابنه جيش بن خماروية .وظل طغج بن جف يعمل والياً شبه مستقل على بلاد الشام
حتى مقتل جيش بن خماروية وقيام هارون بن خماروية في الحكم ،فتعرضت بلاد
الشام لغزو القرامطة (سنة 289هـ 902 /م) وعجز الطولونيون عن صدهم .وكان أن
انتهز الخليفة المكتفي بالله العباسي فرصة الصدام بين القرامطة والطولونيين ليسترد
نفوذ الخلافة في بلاد الشام ،فأرسل جيشاً بقيادة محمد بن سليمان الكاتب ليضرب
القرامطة والطولونيين جميعاً ،كما مر بنا ،وكان ذلك في الوقت الذي استاء طغج بن
جف بسبب مقتل هارون بن خماروية ،فانضم مع مجموعة من قادة الطولونيين إلى
جانب محمد بن سليمان العباسي.
وهكذا دخل الجيش العباسي مصر بقيادة محمد بن سليمان يصحبه طغج بن جف .وعند
عودة محمد بن سليمان إلى بغداد صحب معه طغج بن جف .ولكن وزير الخليفة
المكتفي العباسي نقم على طغج فأوقع به عند الخليفة الذي أمر بحبس طغج وابنيه
محمد وعبيد الله ،فظلوا في السجن حتى توفى طغج سنة 294هـ 906 /م وعندئذ
أفرج عن ولديه ،فلازما الوزير العباس بن الحسن حتى انتقما لأبيهما بالمشاركة في
قتله ،وعندئذ هرب عبيد الله بن طغج إلى ابن أبي الساج أمير دايستان ،في حين
هرب أخوه محمد إلى الشام ،ومحمد بن طغج هذا هو مؤسس الدولة الإخشيدية12( .
( )12د .سعيد عبد الفتاح عاشور :مصر في العصور الوسنطى – دار النهضنة العربينة –
القاهرة عام 1986م ( ،137 ،بتصرف ) .
56