Page 57 - تاريخ مصر الإسلامية 1 ثالثة ارشاد سياحى
P. 57
محمد بن طغج الإخشيد والياً على مصر()13
........................................
أقام محمد بن طغج في بادية الشام نحواً من عام ،حتى اتصل بأبي منصور تكين
والي مصر .ولم يلبث أن أخذ نجم محمد بن طغج يعلو بسرعة ،فقام بدور كبير في
طرد الفاطميين من مصر سنة 302هـ 914 /م ثم سنة 307هـ 919 /م فضلاً عن
جهوده في حماية الحجاج من الأعراب والبدو الذين قطعوا طريق الحج سنة 306هـ /
918م بين دمشق والحجاز.
ويبدو أن أخبار شجاعة محمد بن طغج وحسن بلائه وصلت إلى آذان الخليفة
العباسي المقتدر ،فعينه والياً على الرملة سنة 316هـ 928 /م ثم والياً على دمشق
سنة 318هـ930 /م .ويقال إن أهل الشام رحبوا به وفرحوا بتعيينه والياً عليهم ،
وقدموا له مساعدات كبيرة ،فوطد مركزه ودعم قوته ،وكون جيشاً كبيراً يستعين به
في تحقيق آماله .وهناك في دمشق التف حوله أخوته وأبناء بيته .ولا نستبعد أن يكون
محمد بن طغج الذي عاش في مصر وخبر أحوالها وأدرك مدى ثرائها ،قد أخذ عندئذ
يتطلع إلى حكمها ،ولكنه لم يستطع أن يحقق أحلامه في حياة واليها تكين .وبوفاة
تكين والي مصر تفتحت الأبواب أمام محمد بن طغج فعينه الخليفة القاهر بالله والياً
على مصر سنة 321هـ 933 /م.
على أن محمد بن طغج لم يأت إلى مصر ليباشر وظيفته الجديدة ،إذ لم يم شهر
واحد على تعيينه والياً على مصر حتى عين الخليفة العباسي بدله أحمد بن كيغلذ
العباسي .وقد شهدت الخلافة العباسية في ذلك الوقت اضطراباً كبيراً ،زاد من وقعه
عزل الخليفة القاهر سنة 322هـ 934 /م بعد سنة ونصف من توليه الخلافة وتوليه
ابن أخيه الراضي بالله بدله .ويعنينا في هذا الصدد أن الخليفة الراضي ما كاد يتولى
الخلافة حتى عزل ابن كيغلذ عن مصر وأحل محله محمد بن طغج مرة أخرى.
وفي هذه المرة أسرع محمد بن طغج بالحضور إلى مصر لمباشرة حكمها نيابة عن
الخليفة العباسي .ولما امتنع ابن كيغلذ عن ترك منصب الولاية حاربه محمد بن طغج
( )13محمد بن يوسف الكندى :ولاة مصر -تحقيق د .حسين نصار – رقنم 66
من سلسنلة النذخائر – الهيهنة العامنة لقصنور الثقافنة – القناهرة عنام 2001م ،
ص ( ، 315 – 299بإختصار ) .
57