Page 13 - merit 49
P. 13

‫‪11‬‬  ‫إبداع ومبدعون‬

    ‫رؤى نقدية‬

  ‫حوت تاري ًخا نسو ًّيا؟ ما تجليات هذا التاريخ وما‬                         ‫عبد الكبير الخطيبي‬
 ‫حيثياته في إثبات أهمية أصوات النساء وخياراتهن‬
 ‫في الماضي؟ إلى غير ذلك من الاسئلة الشائكة‪ ،‬التي‬          ‫الساعية إلى التقليل من شأن المرأة في الميراث‬
                                                      ‫الإنساني من خلال قمع صوتها واخفاء صورتها‪.‬‬
    ‫تريد استبصار حقيقة هذا التاريخ واستكشافه‬
‫وإلقاء الضوء على الشخصيات النسوية التي سادت‬              ‫لكن ما الذي يؤكد لنا أن هناك تاري ًخا نسو ًّيا؟‬
‫في التاريخ الرسمي من فنانات وملكات وفيلسوفات‬              ‫وكيف يتحصل لنا الوقوف على هذا التاريخ؟‬
                                                         ‫لماذا انطمر هذا التاريخ وتلاشى؟ وكيف يمكن‬
  ‫وعالمات وأديبات وشواعر وروائيات ومناضلات‬              ‫استعادته؟ أهو إنجاز منوط بالمرأة وحدها؟ من‬
   ‫وفقيهات ولماذا حظين باهتمام هذا التاريخ؟ وما‬        ‫الذي يكتب هذا التاريخ؟ ومن الذي سيحافظ على‬
   ‫وجهة النظر التي على أساسها تمت التأرخة لهن‬          ‫عدم ضياعه؟ وهل التاريخ النسوي تاريخ المرأة؟‬
                                                      ‫أتمتلك كل الشعوب تواريخ نسوية؟ وأي العصور‬
                                        ‫رسميًّا؟‬
       ‫لعل من بديهيات أي تاريخ بشري أن تكون‬
    ‫الكينونة الآدمية هي هدفه ومبتغاه‪ ،‬وما يحاول‬
  ‫التاريخ النسوي عمله هو التصدي لمشكلة محددة‬
  ‫وهي أن تكتب النساء تاريخهن الخاص من وجهة‬
‫نظرهن انتصا ًرا لدورهن المحوري في الحياة‪ ،‬وبذلك‬
    ‫يتم إلغاء الاستعباد وإنهاء الاستبعاد واستبدال‬
  ‫الاعتياد باللااعتياد في التعامل مع المرأة التي ظلت‬
 ‫في الحضارات الأبوية ‪-‬كما يذهب هادي العلوي‪-‬‬
  ‫أميل إلى الدين والغيبيات‪ ،‬والسبب برأيه يعود إلى‬
   ‫أنها حققت كينونتها في الفقه والحديث أكثر مما‬
   ‫في الطب والعلوم الدنيوية(‪ ،)2‬كما أعطت الفلسفة‬
     ‫الأرسطية الحيازة في الوجود للرجل‪ ،‬أما المرأة‬
     ‫فمجرد وعاء ضمن ثنائية ضدية فيها الذكورة‬
       ‫مكتملة وتامة بينما الأنوثة ناقصة وشائهة‪.‬‬
  ‫إن الذي يسعى إليه التاريخ النسوي هو التصدي‬
    ‫الاستراتيجي للذكورية الذي به تتمكن النسوية‬
 ‫من الثورة على‬
‫الأعراف مغادرة‬
‫النظرة الذكورية‬
 ‫المهمشة للمرأة‬
   ‫التي لا تراها‬
       ‫إلا كيا ًنا‬
  ‫جسد ًّيا عدوه‬
    ‫الزمن الذي‬
   ‫معه لا يدوم‬
   ‫بريق ساحر‪،‬‬
    ‫بل سيكون‬
  ‫الذواء والبوار‬
     ‫هو نصيبه‬
   8   9   10   11   12   13   14   15   16   17   18