Page 15 - merit 49
P. 15
13 إبداع ومبدعون
رؤى نقدية
في عمومياتها شاملة
الجواري والخادمات
والمتسولات والمحظيات
والسجينات والأسيرات.
والغاية بالطبع هي
ترسيخ المنظومة الثقافية
الرسمية التي هي ذكورية
مما يسميه عبد الكبير
الخطيبي بـ(تنويم
التاريخ)(.)4
وطبيعي أ َّن إبدال التاريخ
بتاريخ يشبهه مشبوه
ومزوق ،ومحاولة جعل
شيء منه يشبه شيئًا ثم
التمثيل عنه بالنيابة إنما
يونيو هانام هادي العلوي مونترلان ينتهي بتنويم التاريخ
-إن لم يكن أماتته-
أوصاف مؤسلبة من قبيل ربات الخدور ورهينات بتاريخ بديل يزيف الأصل ويبتلعه .وبسبب هذه
المخادع وما شاكل ذلك من أوصاف تقلل من
الاستراتيجية وتمثيلاتها الانحيازية والإقصائية
مركزيتها ،وثانيًا أن إبداعية المرأة ناجمة عن موهبة
ووعي أصيلين ،بهما -أعني الموهبة والوعي- ضاع التاريخ النسوي في خضم مجاهيل التاريخ
دخلت المرأة ومنذ عصور سحيقة منطقة الإبداع السائد ،وصار هام ًشا يساير هام ًشا قبله هو
عامة والأدب خاصة فكانت شاعرة وخطيبة وكاتبة
النسوية.
فض ًل عن كونها فيلسوفة وكاهنة وفقيهة.
وإذا أضفنا الموهبة والوعي إلى الاكتساب والتعلم؛ ولعل في هذه التمثيلات ما يعكس لنا الأسباب
فإ َّن الحذق والاحتراف سيكونان من نصيبها التي بموجبها ُحرمت المرأة من وظيفتها التوثيقية
وعندها سنجد لدينا مؤرخات بارعات يكتبن أو ُمنعت من تأدية دورها كمؤرخة تكتب وقائع
التاريخ النسوي بذهن وروح أنثويين ،لكن أ َّنى الماضي وتسجل أحداثه ممارسة الكتابة التاريخية
ذلك والكتابة التاريخية هي احتكار ذكوري فيها
عملية التدوين تتم بنزعة بطرياركية وتتسم بمنا ٍح حتى لو لمرحلة زمنية محددة أو حقبة معينة .وذلك
ذكورية. خشية من أن تتمكن المرأة من مباغتة النظام الأبوي
أما المذكرات والسير الذاتية واليوميات والاعترافات
لتكتب تاريخها جنبًا إلى جنب تاريخه ،ولو حصل
فلا يقر بها التاريخ الرسمي ولذلك لا يدرجها ذلك فتلك هي الطامة الكبرى والسوءة الأدهى
في خانة سجلاته ولا يحتج بها في مواضعاته
التي تجعل القدح المعلى للنسوية وعندها ستعترف
ومحصلاته على فرضية أنها أفعال إبداعية
شخصية تخلو من الأرشفة والتوثيق ،وتمزج الذكورية بأ َّن النسوية هي الأكثر غو ًرا تاريخيًّا
الوقائعي بالتخييلي وأ َّن لا موضوعية فيها بسبب والأبكر أص ًل والأغنى تفصي ًل.
تدخل العواطف في كتابتها فض ًل عن عدم استنادها
وقد ُيحتج على ما تقدم بأ َّن ابتعاد المرأة عن هذا
المجال يعود إلى تخلفها وأن تعليمها قلَّما كان
يؤهلها لأداء هذه المهمة ،لكن ذلك مردود أو ًل
بحقيقة أ َّن التخلف كان في الأصل صنيعة أبوية
أرادت بها الحجر على النسوية بجدران المنازل
بدعوى الخفر والستر حتى ألصقت بالنساء