Page 139 - merit 49
P. 139
في كتاب الفروق في اللغة لأبي هلال
العسكري ذكر "الملة اسم لجملة
الشريعة ،والدين اسم لما عليه كل
واحد من أهلها ،ألا ترى أنه يقال فلان
حسن الدين ولا يقال حسن الملة وإنما
يقال هو من أهل الملة؟ والدين ما
يذهب إليه الإنسان ويعتقد أنه يقربه
إلى الله ،وإن لم يكن فيه شرائع مثل
دين أهل الشرك ،وكل ملة دين وليس توفيق حميد
كل دين ملة ،واليهودية ملة لأن فيها
إ ًذا فالإسلام هو دين واحد لكل
شرائع ،وليس الشرك ملة. هؤلاء الأنبياء ،ولكن تعددت الملل
والشرائع والأحكام التي جاءوا بها
بعث لإكمالها. فالإسلام هو دين الله القائم على ليحكموا بهاَ « :و َأن َز ْل َنا إِ َل ْي َك ا ْل ِك َتا َب
أما آخر آية سأذكرها فهي الآية التوحيد والإيمان باليوم الآخر
(الحجَ “ :)78 :و َجا ِه ُدوا ِف ال َّلِ ِبا ْل َح ِّق ُم َص ِّد ًقا ِّ َلا َب ْي َن َي َد ْي ِه ِم َن
َح َّق ِج َها ِد ِه ُه َو ا ْج َت َبا ُك ْم َو َما َج َع َل وعمل الصالحات ،وهو ذلك الدين ا ِبْل َمِكا َتاَأن ِ َبز َ َلو اُملَهَّ ُْلي ِم َنًواَل َع َتَل ْتَّيبِِه ْع َف َأا ْْهح َوُكا َءم ُهَب ْْيم َن ُهم
َأ َِمعِب َلي ْني ُكُك َْقمْمْبإِ ُْلِب َفر َاوا ِِلهفيِّد َيم َهِن َُذها َِوملِْ َني َ ُكس َوَّحماََرنُك ٍجاُملاَِّّرمْللَُّ َُة ْسسولِ ُِملي َن الذي لن يقبل غيره ،ولكن لكل نبي َلََِممعاَنَّجم ُاكَآع ََْلتماَُكجُكاْمَِْءشمأَُْركََّمفَعاًة ًِةمْ ََسونََتاوباِِمِْلُقحْن ََدوَحهاًةا ِّقا ًَْلجواٰلَِلَ ُخكِكَْيوٍّلََلرناْو َلِِّجَيت ََْبعإْللُِش َاَنَوَاءل ُكاا ْملل ََّّ ُللِِف
َش ِهي ًدا َع َل ْي ُك ْم َو َت ُكو ُنوا ُش َه َدا َء َع َل ورسول شرعة ومنها ًجا يتقربون َم ْر ِج ُع ُك ْم َج ِمي ًعا َف ُي َنبِّ ُئ ُكم ِب َما ُكن ُت ْم
ا َولانَّاْع َت ِس ِص َفُمَأوِقاي ُمِباوال َّلاِل ُه َّ َصو َلَم َةْو َ َلوآُكُت ْموا َفانِل ْعَّز َمَكا َة به إلى الله« :إِ َّن الَّ ِذي َن آ َم ُنوا َوالَّ ِذي َن
ا ْ َل ْو َل َو ِن ْع َم النَّ ِصي ُر” .فالحرج هو ِفي ِه َت ْخ َتلِ ُفو َن” (المائدة.)48 :
الضيق ،فأينما وجدت الضيق فاعلم آَهَما َُدنواِبا َلوَّالِلنَّ َواَ ْلص َيا َْور ِمىا ْ َلوا ِلخ ِرَّصاَو ِب َئِعيِم َ َنل َم ْن وقد ذكرت كلمة دين ومشتقاتها في
أنه ليس من الدين ،فلم يجعل الله َصالِ ًحا َف َل ُه ْم َأ ْج ُر ُه ْم ِعن َد َر ِّب ِه ْم َو َل القرآن في ( )92موض ًعا ،وتعددت
في الدين من ضيق ،فالأصل في
َخ ْو ٌف َع َل ْي ِه ْم َو َل ُه ْم َي ْح َز ُنو َن” معانيها على حسب كل موضع
التعبد لله التيسير. (البقرة ،)62 :ويؤكد على ذلك ذكرت فيه ،ما بين الحساب أو يوم
وأختم بقول الحلاج “ديني لنفسي المعنى حديث سيدنا محمد «إن الحساب إذا أضيفت إلى كلمة يوم،
ودين الناس للناس” ،فك ٌّل محاسب مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل
رجل بنى بيتًا فأحسنه وأجمله ،إلا سأستعرض فقط بعض المواضع
عن الدين الذي يدين به يوم موضع لبنة من زاوية ،فجعل الناس وهي« :إِ َّن ال ِّدي َن ِع ْن َد ال َّلِ ا ْلِ ْس َل ُم»
الحساب ،فلا لأحد أن يحاسب من يطوفون ويعجبون له ويقولون: (آل عمرانَ « ،)19 :و َم ْن َي ْب َت ِغ َغ ْي َر
لا يدين بدينه أو من لا يدين بأي ه َّل ُو ِضعت هذه اللبنة؟ قال :فأنا الإِ ْسل َا ِم ِدينًا َف َل ْن ُي ْق َب َل ِم ْن ُه َو ُه َو ِف
اللبنة وأنا خاتم النبيين» ،وقوله الآ ِخ َر ِة ِم َن ا ْل َخا ِس ِري َن» (آل عمران:
دين صلى الله عليه وسلم «إنما بعثت َ “ ،)85و َما َج َع َل َع َل ْي ُك ْم ِف ال ِّدي ِن ِم ْن
لأتمم مكارم الأخلاق» ،فالأخلاق
كانت موجودة فيمن سبقه ولكنه َح َر ٍج” (الحج.)78 :