Page 138 - مبادئ علم الإدارة

‫اﻻدارة ‪ ...‬اﻟﻤﺒﺎدىء واﻟﻤﻔﺎھﯿﻢ اﻟﺤﺪﯾﺜﺔ‬

‫ﺳﺎدﺳﺎ‪ :‬اﻻﺑﺪاع اﻻدارى ‪Administrative Innovation‬‬

‫ﺣﯿﻦ ﺗﻜﺎﻓﺢ اﻟﻤﻨﻈﻤﺎت ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﺤﻘﯿﻖ اﻹزدھﺎر ﻓﻲ اﻟﺒﯿﺌﺎت اﻟﻤﻀﻄﺮﺑﺔ‬
‫و اﻟﺘﻨﺎﻓﺴﯿﺔ أو اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﯿﮫ ﻓﺈن اﻹﺑﺪاع واﻹﺑﺘﻜﺎر ﯾﺼ ﺒﺤﺎن أﻣ ﺮﯾﻦ ﻓ ﻲ ﻏﺎﯾ ﺔ‬
‫اﻷھﻤﯿﺔ ‪،‬ﻓﺎﻹﺑﺪاع ﯾﺪﻋﻢ ﻗﻮة أي ﻣﻨﻈﻤﺔ ﻓﻲ ﺗﻤﯿﺰھﺎ ﻋﻦ اﻟﻤﻨﻈﻤﺎت اﻷﺧﺮى‪ ،‬ﻛﻤﺎ‬
‫أن اﻹدارة اﻟﺘﻘﻠﯿﺪﯾﺔ أﺻﺒﺤﺖ ﻏﯿﺮ ﻣﻤﻜﻨﺔ ﻓﻲ اﻟﻮﻗﺖ اﻟﺤﺎﻟﻲ ﻟﻤ ﺎ ﻟﮭ ﺎ ﻣ ﻦ ﻋﻮاﻗ ﺐ‬
‫وﺧﯿﻤﺔ‪ ،‬ﻓﮭﻲ ﺗﺤﻮل اﻷﻓ ﺮاد اﻟﻌ ﺎﻣﻠﯿﻦ إﻟ ﻰ ﺑﯿﺮوﻗ ﺮاطﯿﯿﻦ وﺗﺴ ﻠﺒﮭﻢ ﻗ ﺪرﺗﮭﻢ ﻋﻠ ﻰ‬

‫اﻹﺑﺪاع و اﻟﺘﻔﻜﯿﺮ‪.‬‬

‫وھﻨﺎك ﻓﺮق ﺑﯿﻦ اﻻﺑﺪاع واﻻﺑﺘﻜﺎر‪ ،Creativity‬ﺣﯿﺚ ﯾﻌﺮف اﻻﺑﺘﻜﺎر‬
‫ﻋﻠﻰ أﻧﮫ ﻋﻤﻠﯿﺔ اﻟﺘﻔﻜﯿﺮ اﻟﺬھﻨﯿﺔ واﻟﻀﻤﻨﯿﺔ اﻟﺨﺎرﺟﺔ ﻋﻦ اﻻﻧﻤﺎط اﻟﺘﻘﻠﯿﺪﯾﺔ‪ ،‬واﻟﺘﻰ‬
‫ﺗﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺧﻠﻖ اﻻﻓﻜﺎر اﻟﺠﺪﯾﺪة ﺑﺪرﺟﺔ ﻋﺎﻟﯿﺔ ﻣﻦ اﻻﺻﺎﻟﺔ واﻟﻘﯿﻤﺔ‪ ،‬وھﻰ‬
‫اﻟﻤﺮﺣﻠﺔ اﻻوﻟﻰ واﻻﺳﺎﺳﯿﺔ ﻟﻌﻤﻠﯿﺔ اﻟﺘﺤﺴﯿﻦ اﻟﻤﺴﺘﻤﺮ واﻻﺑﺪاع‪ .‬أﻣﺎ اﻻﺑﺪاع ﻓﯿﻌﻨﻰ‬
‫ﺗﻄﺒﯿﻖ ﺗﻠﻚ اﻻﻓﻜﺎر واﻟﺤﻠﻮل ﻓﻰ اﻟﻮاﻗﻊ اﻟﺘﻨﻈﯿﻤﻰ ﺣﺘﻰ ﺗﻈﮭﺮ ﺑﺄﺷﻜﺎﻟﮭﺎ اﻟﻨﮭﺎﺋﯿﺔ‬

‫ﻟﻠﻤﺴﺘﻔﯿﺪﯾﻦ‪.‬‬

‫ﯾﻤﻜﻦ ﺗﻌﺮﯾﻒ اﻹﺑﺪاع ﺑﺄﻧﮫ أﻓﻜﺎر ﺟﺪﯾﺪة وﻣﻔﯿﺪة وﻣﺘﺼﻠﺔ ﺑﺤﻞ ﻣﺸ ﻜﻼت‬
‫ﻣﻌﯿﻨﺔ أو ﺗﺠﻤﯿﻊ وإﻋﺎدة ﺗﺮﻛﯿﺐ اﻷﻧﻤﺎط اﻟﻤﻌﺮوﻓﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﻌﺮﻓﺔ ﻓﻲ أﺷﻜﺎل ﻓﺮﯾﺪة‪،‬‬
‫وﻻ ﯾﻘﺘﺼﺮ اﻹﺑﺪاع ﻋﻠﻰ اﻟﺠﺎﻧﺐ اﻟﺘﻜﻨﯿﻜﻲ ﻷﻧﮫ ﻻﯾﺸﻤﻞ ﺗﻄﻮﯾﺮ اﻟﺴﻠﻊ واﻟﻌﻤﻠﯿﺎت‬
‫اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﮭﺎ وإﻋﺪاد اﻟﺴﻮق ﻓﺤﺴﺐ ﺑﻞ ﯾﺘﻌﺪى أﯾﻀﺎ اﻷﻻت و اﻟﻤﻌﺪات وطﺮاﺋ ﻖ‬
‫اﻟﺘﺼﻨﯿﻊ و اﻟﺘﺤﺴﯿﻨﺎت ﻓﻲ اﻟﺘﻨﻈﯿﻢ ﻧﻔﺴﮫ وﻧﺘﺎﺋﺞ اﻟﺘﺪرﯾﺐ واﻟﺮﺿﺎ ﻋﻦ اﻟﻌﻤﻞ ﺑﻤﺎ‬
‫ﯾ ﺆدي إﻟ ﻰ إزدﯾ ﺎد اﻹﻧﺘﺎﺟﯿ ﺔ‪ .‬وﯾﻌ ﺮف ﻋﻠ ﻰ اﻧ ﮫ اﻟﻨﻈ ﺮ ﻟﻠﻤ ﺄﻟﻮف ﺑﻄﺮﯾﻘ ﺔ ﻏﯿ ﺮ‬
‫ﻣﺄﻟﻮﻓﺔ ﺛﻢ ﺗﻄﻮﯾﺮ ھﺬا اﻟﻨﻈﺮ ﻟﯿﺘﺤﻮل إﻟﻰ ﻓﻜﺮة ﺛﻢ إﻟﻰ ﺗﺼﻤﯿﻢ ﺛ ﻢ إﻟ ﻰ إﺑ ﺪاع ﻗﺎﺑ ﻞ‬

‫‪- 143 -‬‬ ‫اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺨﺎﻣﺲ‬