Page 132 - ميريت الثقافة رقم (33)- سبتمبر 2021
P. 132
العـدد 33 130
سبتمبر ٢٠٢1
ملاحظة منه..
أتذ ّكر جدتي وكلمتها المأثورة والتي باتت تقولها
كلما ندبت حظها في الحياة:
-يا وعدك يا ساكسونيا!
أي وعد كن ِت تقصدين؟
وعد المغلوب على أمره بقطع رقبته أم وعد القاتل
الظالم بقطع رقبة ظله بحسب قانون ساكسونيا؟
لا أظن أن جدتي كانت على دراية بقانون ولاية
ساكسونيا الألمانية في الزمن الغابر ،من المؤكد
أنها قصدت شيئًا آخر ،ولكن لم يعد هناك بائعو
ساكسونيا يا ج ّدة ،لاستبدال سنوات العمر بأخرى
جديدة لامعة لم تستعمل بعد! هذه الحقيبة امتلأت
بالملابس والأحذية المستعملة:
-استعمال طبيب ..خفيف ونظيف..
حياتي كلها ليست سوى مجموعة من الأشياء
المستعملة ،في كل مرة يعجبهم صوت ورقة
السوليفان -التي تغلّف جز ًءا مني -وهي ُتنت َزع
لينكشف ما خلفها ،أحاول –بلا جدوى -التصالح
مع الشعور بالاستخدام ،حتى لو عزتني مومس
وقدمت لي الوعظ بضرورة التجاوز من رجل إلى
غيره ،سيمضي على لقائنا سنوات تكون خلالها
قد عافت الرجال ،وأوقفت روحها للتوبة ،واقتنعت
تما ًما بأنها ستعود ِبك ًرا كما خلقها الله عندما تمر
ثلاث سنوات دون أن ينتهكها أحد.
أما أنا فلن أعود أب ًدا كما كنت..
«السعد وعد»..
هكذا كن ِت ستقولين يا جدتي لتاجر الساكسونيا
المحترف لتقنعيه بالبضاعة التي لم يرها بعد..
بالتأكيد سيعطينا في المقابل مئة طبق صيني
ساكسوني وعشرة أطباق كبيرة من البلاستيك
وخمس مصافي معكرونة وفوقهم مئتين من
الجنيهات ،وقبلة في الهواء..
كان سيتركنا شاع ًرا بالظفر ،لقد حصل على ثروة
كبيرة ولم يخسر شيئًا ،على الأقل لم يخسر قلب
امرأة..
------
-من المجموعة القصصية غير المنشورة:
مجموعة إنفلونزا .2016