Page 196 - ميريت الثقافة رقم (33)- سبتمبر 2021
P. 196
العـدد 33 194
سبتمبر ٢٠٢1 المتخصصة ،وخطاب الداخل
بالنشر في الدوريات الثقافية
روافد علم النفس والطب الاجتماعي في مصر منذ
النفسي ،وهو محل التنازع بدايات وعيه حتى حصوله لمعالجة الهم العام .ففي
بين الأطباء ،والمتخصصين على درجة الدكتوراه .وبؤرة يوليو من العام 1967م نشر
في علم النفس .وقد حسم أول مقال له في الخارج عن
سويف هذا التنازع بدراسته هذا التخلف هي غياب
هذا الرافد الجديد في معهد المنهج العلمي في التعامل بحوث تعاطي المخدرات
الطب النفسي بجامعة لندن، مع الإنسان باعتباره أهم في النشرة الرسمية لهيئة
مقومات العمل والتقدم في الصحة العالمية المعروفة
وحصوله على دبلوم علم كل الميادين .لذلك لم يكن بـ”نشرة المخدرات” .وفي
النفس الإكلينيكي ،ليكون بحثه عن سيكولوجية الإبداع
أداة علمية يعالج بها المرض في الماجستير ،ولا بحثه أواخر العام نفسه كتب
النفسي .ويثبت أقدامه في عن سيكولوجية التكامل سلسلة مقالات نشرها في
أحد مجالات تخصصه وهو الاجتماعي في الدكتوراه
«ظواهر المرض النفسي». بكافيين لتحقيق ما طمح إليه مجلة “الكاتب” بعنوان
من ضرورة فهم الإنسان “نحن والعلوم الإنسانية”،
ومعالجة انحرافات وتطوير قدراته ،ومعالجة قدم فيها منظوره عن الكيفية
السلوك لدى الإنسان انحرافات السلوك لديه، التي يلزمنا أن نستوعب بها
في مصر ،ووعي سويف فذهب إلى لندن 1955م بعض الدروس مما وقع لنا
بها وبأهميتها ،دعاه إلى ليطلب أمرين جديدين في في الخامس من يونيو .ونشر
تناول مرض من الأمراض علمه وهما :المنهج ،علم هذه المقالات موثقة في كتاب
الاجتماعية المنتشرة النفس الإكلينيكي .ففي بالاسم نفسه عام 1969م،
في معظم الطبقات وهو المنهج ،اكتشف أن بحثيه
«تعاطي المخدرات» -وهو اللذين أنجزهما في مصر مع وقال في تصديره“ :إن
المجال الثاني من مجالات أهميتهما ،اعتمد فيهما على العنصر البشري جزء هام
تخصصه الذي حقق فيه المنهج الكيفي لا الكمي .فقد من مقومات أي ميدان من
تواص ًل عظي ًما مع المنظمات كان من الضروري استخدام ميادين الصناعة أو الزراعة
الدولية -بعدة أبحاث ،أهمها التحليل الإحصائي لبيانات أو التجارة أو الحرب ،ولكي
الكتاب الذي كتبه تحت الاستخبار الذي استخدمه. نحرك الإنسان بالكفاءة التي
اسم “المخدرات والمجتمع” ومن هنا اتجه إلى دراسة تقتضيها مطالب الحياة في
استهدف به القاريء غير الإحصاء والمنهج الكمي في المجتمع الحديث ،لا بد لنا من
المتخصص “لم نقصد بهذا دراسة البحوث النفسية. أن نهتدي بتطبيقات علوم
الكتاب أن نوجه الخطاب وأيقن أنه بدون الإحصاء الإنسان .لا بد من اللجوء
إلى المتخصصين في أي فرع والمنهج الكمي لن يتمكن إلى العلوم التي تكشف لنا
من فروع المعرفة العلمية من الاستمرار في مواكبة عن قوانين الطبيعة البشرية
التي تمس مشكلة تعاطي البحث العلمي في هذا المجال، لكي نستعين بها على تطويع
المخدرات ،ومن ثم فلن يكون ودرس هذا المنهج الكمي الطبيعة البشرية .هذه هي
الحديث فيه بأسلوبهم. في جامعة لندن ،وسمى
لكننا نتجه بالحديث إلى غير هذا المسعى بتجويد العلم. القضية» .ص.35
المتخصصين من القراء الذين أما علم النفس الإكلينيكي، والمسئولية الاجتماعية
يهمهم أن يتعرفوا الحدود فقد كان راف ًدا جدي ًدا من للعلم ،هي التي وسعت
بين الحقيقة والوهم في هذا مجالات التخصص لدى
مصطفى سويف .فقد كانت
عينه على مناطق التخلف