Page 199 - ميريت الثقافة رقم (33)- سبتمبر 2021
P. 199

‫‪197‬‬  ‫الملف الثقـافي‬

   ‫الجمال‪ .‬ولم يشأ أستاذه‬      ‫المتخصصة‪ ،‬والكتابة الثقافية‬          ‫وبعد أن حقق إنجا ًزا‬
    ‫إلا أن يعدل هذه الرؤية‬          ‫العامة‪ ،‬كما أسفرت عن‬       ‫علميًّا مرمو ًقا برسالتيه في‬
      ‫بسؤال «ولم لا تدرس‬                                        ‫الماجستير والدكتوراه من‬
‫موضوع الجمال في إطار من‬        ‫مدرسة علمية رعاها سويف‬          ‫جهة‪ ،‬وبانغماسه في العمل‬
   ‫علم النفس؟ وأمده بكتاب‬         ‫طيلة حياته‪ .‬ومن ثم‪ ،‬فإن‬    ‫الثقافي الاجتماعي مع رفقائه‬
   ‫وودورث في «علم النفس‬                                      ‫من أبناء جيله من جهة ثانية‪.‬‬
   ‫التجريبي» وقال له هاهنا‬      ‫الحصاد العلمي عند سويف‬         ‫وقد وعي سويف ضرورة‬
 ‫فصل بكامله عن الدراسات‬        ‫يتحدد في مجالين لا انفصال‬
 ‫النفسية التجريبية للجمال‪.‬‬                                       ‫المنهج وأهميته ورأى أن‬
    ‫ثم يعلق سويف على هذا‬           ‫بينهما‪ :‬مجال التخصص‬           ‫تجويد العلم مرهون بما‬
  ‫الاكتشاف قائ ًل‪ :‬وتبلورت‬           ‫الدقيق‪ ،‬ومجال الكتابة‬       ‫وصل إليه المنهج العلمي‬
 ‫أمامي فجأة حياتي التي أنا‬                                        ‫من تقدم‪ ،‬فدرس المنهج‬
  ‫مقبل عليها‪ .‬سوف أدرس‬          ‫الثقافية العامة‪ .‬ويكمن وراء‬     ‫الكمي الإحصائي‪ ،‬ودرس‬
    ‫الأسس النفسية للإبداع‬      ‫هذين المجالين رؤيته الفكرية‬       ‫علم النفس الإكلينيكي في‬
 ‫الفني في الشعر‪ .‬كانت هذه‬                                        ‫لندن‪ .‬واستطاع أن يفتح‬
  ‫الصيغة اختزا ًل بلي ًغا لكل‬    ‫الاجتماعية التي ربطت بين‬    ‫قناة نشطة بينه وبين معاهد‬
‫ما اعتبرته جمي ًل وجلي ًل في‬    ‫العلم والفن والفكر‪ .‬وهذا ما‬  ‫العلم ومؤسساته المتقدمة في‬
  ‫فترة تكويني المبكر»‪ .‬نحن‬      ‫دعاه إلى تبني المنهج العلمي‬    ‫العالم‪ ،‬وأن يربط بين العلم‬
                               ‫التجريبي في دراسة الإبداع‪،‬‬        ‫وهموم المجتمع المصري‪.‬‬
        ‫والمستقبل‪ ،‬ص‪.23‬‬
   ‫فلسفة الجمال مبحث من‬            ‫وهو مجال ذاتي غامض‬                ‫ومن ثم كانت رؤيته‬
‫أهم مباحث الفلسفة الأربعة‬        ‫كل الغموض‪ ،‬وإلى إخضاع‬       ‫الاجتماعية المنبثقة من الفكر‬
                               ‫الجمال لمساءلة العلم واختبار‬  ‫اليساري هي الرؤية الحاكمة‬
      ‫وهي‪ :‬مبحث الوجود‪.‬‬         ‫فروضه‪ .‬ونحاول في الفقرة‬      ‫المحددة لتخصصه ومجالاته‬
       ‫مبحث الكون‪ .‬مبحث‬           ‫القادمة تناول العلاقة بين‬
    ‫الأخلاق‪ .‬مبحث الجمال‪.‬‬                                      ‫المتعددة‪ .‬وقد أسفرت هذه‬
  ‫وماهية الجمال كما تتبدى‬           ‫علم الجمال وموضوعه‬              ‫الرؤية عن نوعين من‬
    ‫في الفنون‪ ،‬وفي الطبيعة‪،‬‬      ‫التذوق‪ ،‬وعلم نفس الإبداع‬          ‫الكتابة‪ :‬الكتابة العلمية‬
       ‫ماهية غامضة اجتهد‬
  ‫الفلاسفة في الحديث عنها‪.‬‬           ‫وموضوعه الإبداع‪ .‬أو‬
 ‫فمنهم من ر َّدها إلى مصادر‬     ‫العلاقة بين الإبداع والتلقي‬
   ‫مفارقة للواقع الاجتماعي‬     ‫من منظور كل علم من هذين‬
  ‫مثل الآلهة وربات الجمال‪،‬‬
‫ومنهم من ردها إلى الوجدان‬                         ‫العلمين‪.‬‬
    ‫والانفعال في ذات المبدع‬
 ‫وفسروا مسألة الإبداع إما‬          ‫‪-5-‬‬
    ‫بالإلهام‪ ،‬وإما بالمحاكاة‪.‬‬     ‫الإبداع‬
  ‫ولكنهم توقفوا طوي ًل عند‬        ‫والتلقي‬
  ‫المتلقي واستجابته للجمال‬
 ‫وتأثير هذه الاستجابة على‬           ‫كان سويف‬
 ‫سلوكه وحواسه ووجدانه‪.‬‬          ‫شغو ًفا بالفلسفة‬
                                ‫منذ بدايته‪ ،‬وظل‬

                                    ‫هذا الشغف‬
                                     ‫مصاحبًا له‬
                                 ‫حتى كون رؤية‬
                                ‫مبدئية عن علاقة‬
                                ‫الفلسفة بالأدب‪،‬‬
                                 ‫محورها فلسفة‬
   194   195   196   197   198   199   200   201   202   203   204