Page 192 - ميريت الثقافة رقم (33)- سبتمبر 2021
P. 192
العـدد 33 190
سبتمبر ٢٠٢1 المنهج العلمي كما أقرته
الفلسفة عند ديكارت ،كما
عليها كل ما يريد أو خطط له ممن يكونون المسار الثاني
من أعمال. وهو المسار الثقافي العام. جعل للدين موض ًعا لا
فلم يكن هناك خط فاصل يبرحه .فالقرآن ليس كتا ًبا
ففي النصف الثاني من قاطع ومانع بين الجامعة من كتب التاريخ أو العلم
الأربعينيات بعد تخرجه، الطبيعي ،ولكنه كتاب هداية
نضج وعيه السياسي وأفاق المصرية ،وما تمور به وصلاح .وطه حسين هو
على الكارثة الكبرى التي الأحداث في المجتمع .فإذا الذي كتب “الأيام” ونشرها
نتجت عن سياسة بريطانيا كان سويف قد تخرج في لينتقد المجتمع ومؤسساته
وهي زرع إسرائيل على الجامعة عام 1945م ،فإنه
الحدود المصرية لتفصل لم يعمل بها معي ًدا إلا عام التربوية والتعليمية
بين مصر والشرق العربي والسياسية انتقا ًدا مؤلمًا.
«وأصبحت بذلك عام ًل يدخل 1950م بعد نيله درجة قرأ سويف الفلسفة اليونانية
في حسابات الحركة على الماجستير 1949م ،ومع وشغف بها وبأعلامها،
مسرح الأحداث المصري»، ذلك لم تنقطع صلته بها كما قرأ خوالدها الأدبية
كما التفت بقوة إلى تيارات من ناحية ،وازدادت صلته والعلمية ،وقرأ بعدها بشغف
الفكر الاجتماعي والسياسي بأحداث المجتمع من ناحية رموز الفكر في الموروث
تغطي الساحة المصرية من أخرى عبر عدة قنوات منها الحضاري العربي ،ابن سينا
أقصى اليمين (شباب محمد الانفعال بما أسفرت عنه والفارابي وابن خلدون،
والإخوان المسلمين) إلى الحرب العالمية الثانية من وكبار الشعراء في تراثه
أقصى اليسار(التنظيمات نتائج انعكست بالسلب على وتراث الآخرين .وكأن هذا
الشيوعية بأجنحتها المتعددة) المسألة السياسية .ومنها النهج في القراءة والتلقي
«وكان نصيب مصر من الانخراط في العمل الثقافي والتعلم هو نفسه النهج
تلاطم هذه الأمواج وفي ًرا النشط في هذه الفترة ،ومنها الذي اتبعه عبد الرحمن
لأنها جمعت بين طليعة التوجه إلى معارض الفنون بدوي وزكي نجيب محمود
مثقفة طموحة ،وأحزاب والرياضة وكأنه في كل ولويس عوض وغيرهم من
تتصارع بأساليب تتراوح ذلك كان يبحث عن الخيوط الأساتذة الذين رادوا الطريق
بين التهييج الإعلامي المتصل القوية التي ستحدد ملامح
شخصيته فيما بعد ويبني أمام سويف
وسار فيه أقرانه
أي ًضا من أمثال
شكري عياد ،وعز
الدين إسماعيل،
ومصطفى
زيوار ،ومصطفى
صفوان ،ويوسف
الشاروني،
وعبد الرحمن
الشرقاوي،
وفتحي غانم،
وأحمد بهاء الدين