Page 190 - ميريت الثقافة رقم (33)- سبتمبر 2021
P. 190
العـدد 33 188
سبتمبر ٢٠٢1 -3-
الإطار الاجتماعي
الوطنية العصرية .وكما المنهجي والتحديث والانفتاح والمكونات الأولى
تضمنت النهضة هذه المحاور على مختلف الحضارات
كما دعا إليه طه حسين. حين تحدثنا حديثنا المسهب
الأربعة ،كانت لها غايات فالواقع الاجتماعي كان في الفقرة السابقة عن
أربعة أي ًضا هي :تحرير
الوطن ،والتحديث ،وتعقيل يتجه إلى التغيير إما بفعل المكونات الأولى للوعي العلمي
الفكر وتوحيد الأمة .ولم الثورة وهي تغيير جذري عند سويف ،كنا نتحدث عن
يكن حرص الجامعة المصرية فعال على نحو ما طمحت هذه المكونات ونعلم أن لها
على ترسيخ قواعد النهضة إليه ثورة 1919وما تبعها
إلا حلقة من حلقات الفكر مصادرها الاجتماعية أو
المصري الحديث الذي مثله من تفاعلات ،وإما بفعل ما يمكن تسميته بـ”الإطار
أحمد لطفي السيد في تأكيد العلم والفكر والثقافة وهذا
القومية المصرية في مواجهة الاجتماعي” الذي وجه
القوميات الأخرى كالعثمانية التغيير تغيير كيفي ينتج سويف إلى الوعي بقيمة
والإنجليزية ،وفي النص على عن تراكمات كمية في كل العلم وأهمية اللغة وضرورة
الحرية والدستور والعلم، مجال .ولذلك اختار سويف القراءة .فقد كان الواقع
وقد اتسعت رؤية التنويريين الاجتماعي بشقيه الثقافي
بعد ثورة 1919لتشمل عدة هذا الطريق إلى التغيير والسياسي واق ًعا م َّوا ًرا
قضايا أساسية هي :صياغة وكانت عينه على مسارين بالحركة من أجل الاستقلال،
علاقة مصر بالغرب ،تجديد متلازمين هما :مسار العلم وبالأسئلة والثورة المعرفية
التراث ،تحديث المجتمع، عند طه حسين (في الشعر
تحرير العقل .وقد صاغ طه في مؤسسات التعليم،
حسين هذه القضايا في كتبه ومسار التفاعل الثقافي مع الجاهلي) ومصطفى
وخاصة كتابه «مستقبل عبدالرازق (أصول الحكم
التغيرات الاجتماعية في في الإسلام) وأحمد أمين
الثقافة في مصر». المجتمع ،ويمكن أن نلحظ (بأبحاثه في الحياة العقلية
ومن البين في صياغات توازي هذين المسارين طيلة والثقافية والاجتماعية عند
بيانات النهضة أنها اتفقت التاريخ العلمي لسويف. العرب– فجر الإسلام وظهره
على غاية تحرير العقل فعلى مستوى المسار الأول، وضحاه) وعند سعد زغلول
وتحديث المجتمع؛ وهما رمز الثورة الوطنية آنذاك،
الغايتان الكبريان اللتان كانت الجامعة المصرية والعقاد (بثورته على ممثلي
جعلهما سويف نصب برموزها العلمية الكبيرة الشعر القديم– الديوان في
عينيه .فقد انتهج العلم حريصة على ترسيخ قواعد الأدب والنقد) .وبالتوجه
والبحث العلمي سبي ًل
لبناء شخصيته العلمية. النهضة من خلال بنية نحو العلم ونظرياته،
وعندما امتلك ناصية العلم ثقافية عصرية ليس محورها وبالشك في جدوى الوجود
كانت غايته تحديث المجتمع التعليم في معاهده ومدارسه وقيمة الإنسان كما مثلتها
وتحرير العقل .فسويف النظريات الفلسفية الوجودية
القاريء الباحث عن عالم فقط ،بل يكون معه العلم والماركسية في الغرب وفي
متكامل مكتف بنفسه، المعاصر الذي يدخل فيه
كانت بغيته هي نموذج التعليم المتقدم ويستمر طول الجامعة المصرية ،كما
الحياة في ضوء ثورة العلم مثلها عبد الرحمن بدوي
وتطبيقاته وتوصيل المعارف ولويس عوض ،والشك
وضمان تدفقها .وتتضمن
النهضة عدة محاور أساسية
هي الاستقلال الوطني،
والوحدة الوطنية ،وتحديث
المجتمع ،وبناء الثقافة