Page 208 - ميريت الثقافة رقم (33)- سبتمبر 2021
P. 208

‫العـدد ‪33‬‬          ‫‪206‬‬

                                                          ‫سبتمبر ‪٢٠٢1‬‬                     ‫الستين‪.‬‬
                                                                              ‫وفي هذ السياق‪ ،‬حدد‬
 ‫عند سيف وانلي ومحمود‬        ‫بدأت الدراسة في قسم علم‬                       ‫الأستاذ مجالاته العلمية‬
  ‫سعيد‪ ،‬كما قدم دراسات‬       ‫النفس ‪1974‬م‪ .‬نال درجتي‬
 ‫نفسية في الإبداع والتلقي‬                                                                  ‫الثلاثة‪:‬‬
                               ‫الماجستير والدكتوراه في‬                    ‫‪ -‬ظواهر المرض النفسي‪.‬‬
    ‫وفي العلاقة بين العلم‬        ‫التخصص الذي أرسى‬
   ‫والفن من حيث الجذور‬                                                         ‫‪ -‬تعاطي المخدرات‪.‬‬
  ‫الفلسفية‪ ،‬وكان حري ًصا‬       ‫قواعده الأستاذ وهو علم‬                          ‫‪ -‬علم نفس الإبداع‪.‬‬
                                 ‫نفس الإبداع‪ .‬وإذا كان‬                     ‫بناء على قراراته الإرادية‬
     ‫على ربط علوم النفس‬                                                    ‫التي تحدث عنها‪ .‬ولعلنا‬
       ‫بعملية تلقي العمل‬       ‫الأستاذ قد درس الأسس‬                    ‫نؤكد أن هذه المجالات الثلاثة‬
                              ‫النفسية للإبداع في الشعر‬                     ‫هي مجرى النهر الواسع‬
   ‫الأدبي والفني‪ .‬كل هذه‬       ‫خاصة‪ ،‬فإن شاكر درس‬                           ‫الذي شقه الأستاذ أمام‬
   ‫الإنجازات العلمية التي‬                                                 ‫تلاميذه‪ ،‬وأن قسمات هذا‬
‫نشرها سويف في دوريات‬            ‫الأسس النفسية للإبداع‬                   ‫المجرى لم تكن معروفة ولا‬
                             ‫في فن القصة القصيرة‪ ،‬في‬                      ‫مطروقة في مصر قبل أن‬
       ‫دولية وفي دوريات‬       ‫رسالته الأولى‪ ،‬وفي الثانية‬                   ‫يؤصل الأستاذ قواعدها‪.‬‬
  ‫عربية‪ ،‬رسخت قدمه في‬                                                       ‫وأن دراسات الإبداع لم‬
  ‫العلم الذي وطنه في بلده‬        ‫درس الأسس النفسية‬                       ‫تكن معروفة في مصر على‬
                                ‫للإبداع في فن التصوير‬                    ‫نحو ما أسسه الأستاذ منذ‬
     ‫واهتدى بهديه شاكر‬        ‫ونال بها درجة الدكتوراه‬                   ‫‪1945‬م حتى تأسيسه قسم‬
     ‫وحنورة وعبد الحليم‬                                                ‫علم النفس عام ‪1974‬م‪ .‬ومع‬
      ‫السيد وغيرهم ممن‬               ‫عام ‪1984‬م‪ .‬وعن‬                       ‫أن تأسيس هذا القسم قد‬
      ‫تتلمذوا في مدرسته‪.‬‬       ‫الدراستين يقول مصري‬                       ‫تأخر كثي ًرا لكن الأستاذ لم‬
‫ويبقى أن الأستاذ كما آلى‬                                                ‫يكف لا عن العمل في مجال‬
‫على نفسه أن يكتب للداخل‬            ‫حنورة‪“ :‬الدراستان‬                   ‫الإبداع ولا التذوق‪ ،‬ولم يكف‬
   ‫كما يكتب للخارج‪ ،‬وألا‬       ‫تمضيان في نفس الاتجاه‬                   ‫عن رعاية التلاميذ وتنشئتهم‬
  ‫يهجر مصر هجرة بائنة‬          ‫الذي مضت فيه دراسات‬                            ‫تنشئة علمية متميزة‪.‬‬
  ‫ولا مقنعة‪ ،‬فإن أح ًدا من‬                                               ‫ويصعب علينا كما يصعب‬
 ‫تلاميذه لم يستطع المضي‬          ‫سويف‪ .‬أما عن النتائج‬                   ‫على غيرنا أن نحصي هؤلاء‬
    ‫في هذا الدرب الصعب‪.‬‬        ‫التي توصل إليها فتلتقي‬                    ‫التلاميذ في مدرسة سويف‬
‫فقد هجروا مصر إلى بلاد‬           ‫يشكل تكاملي مع نتائج‬                       ‫الذي تتلمذوا على يديه‪،‬‬
    ‫أخرى وكتبوا هناك ما‬      ‫سويف التي كان من أهمها‬                    ‫ولكننا مع ذلك حريصين على‬
    ‫تتطلبه ظروف الكتابة‪.‬‬       ‫أن العملية الإبداعية جهد‬                  ‫أمر مهم وهو أن نقف عند‬
    ‫ومن ثم فإن القول بأن‬      ‫يبذله المبدع بشكل إيقاعي‬                  ‫واحد من أشهر تلاميذه هو‬
   ‫أح ًدا من تلاميذه قد راد‬    ‫لتجاوز الصدع بين الأنا‬                    ‫شاكر عبد الحميد سليمان‬
   ‫ما لم يرده الأستاذ قول‬      ‫والآخر من أجل استعادة‬                        ‫‪2021 -1952‬م “الذي‬
     ‫مرفوض ومطعون في‬            ‫النحن”‪ .‬علم نفس الفن‪،‬‬                    ‫تخرج في العام ‪1974‬م من‬
‫صحته وفي غرضه‪ .‬فهذا أو‬        ‫دار غريب‪ ،‬القاهرة‪،200 ،‬‬                    ‫قسم الفلسفة‪ .‬فقد كان في‬
  ‫ذاك من أشهر التلاميذ لم‬                                               ‫السنة النهائية للتخرج بينما‬
‫يفعل أكثر من تسخير علمه‬                      ‫ص‪.232‬‬
 ‫لاستجابة من الاستجابات‬          ‫وأما عن بقية المجالات‪،‬‬
 ‫الوقتية التي يغازلها بريق‬   ‫فقد نشط سويف في مجال‬
 ‫المال أو شهوة السلطة هنا‬     ‫العلاج النفسي وفي مجال‬
                                  ‫تعاطي المخدرات‪ ،‬ولم‬
                 ‫أو هناك‬        ‫نجد نشا ًطا مواز ًيا لدى‬
                               ‫شاكر في هذين المجالين‪.‬‬
                              ‫ومضى سويف في دراسة‬
                                 ‫الإبداع في فن التصوير‬
   203   204   205   206   207   208   209   210   211   212   213