Page 213 - ميريت الثقافة رقم (33)- سبتمبر 2021
P. 213

‫الملف الثقـافي ‪2 1 1‬‬

   ‫لا ينفصل فيه الإنسان‬            ‫تفسيرات ثابتة لما فيه من‬             ‫السرد ّية والمسرحيّة‪ .‬في‬
‫الح ّي عن الإنسان النّاظم»‬         ‫رموز وصور و»أعراض»‬                  ‫هذا المجال يمكن أن يفيد‬
                                 ‫لغو ّية‪ ،‬تشبه تفسير الرموز‬        ‫التحليل النفسي ‪-‬على طريقة‬
    ‫(العقاد‪ ،1969 ،‬صص‬              ‫في حلم‪ ،‬من غير النّظر إلى‬             ‫فرويد‪ -‬في تفسير ذلك‬
‫‪ .)9 -8‬وفي دراسته شعر‬             ‫سياق الحلم والحالم‪ ،‬ومن‬            ‫الافتتان بالرغبة في التغل ّب‬
 ‫أبي نواس وحياته‪ ،‬انتهى‬                                            ‫على الخوف بمشاهدة قصص‬
                                     ‫تبسيط الإبداع الشعري‬             ‫ال ّرعب‪ ،‬وفي محاولة حسم‬
     ‫الع ّقأد إلى أ ّن ال ّشاعر‬   ‫خصو ًصا‪ ،‬والأدبي عمو ًما‬              ‫الصراعات بين الرغبات‬
    ‫كان نرجسيًّا‪ ،‬وأثمرت‬                                                ‫بمشاهدة قصص الح ّب‬
                                        ‫إلى تعبير عن رغبات‬           ‫والفروسيّة ‪ romance‬وفي‬
      ‫نرجسيّته “توثينه”‬          ‫مكبوتة واضطرابات نفسيّة‪،‬‬               ‫الملهاة ‪ comedy‬وسائر‬
    ‫ذاته‪ ،‬وإهماله الآخرين‬                                          ‫النصوص الكوميدية (بولدك‬
   ‫وتحقيرهم‪ ،‬والاستهانة‬              ‫تبسيط ينتهي إلى وقوع‬
‫بهم (فوزي‪ .)2019 ،‬وفي‬            ‫كثيرين‪ ،‬وفيهم مبدعون‪ ،‬في‬                   ‫‪.)2015 ،Baldick‬‬
    ‫هذا الاتجاه كان كتاب‬          ‫ف ّخ المقولة الرائجة «الفنون‬           ‫لم يسلم منهج التحليل‬
  ‫إسماعيل (‪ ،)1963‬وفيه‬                                               ‫النفسي في النقد الأدبي من‬
    ‫إلحاح على العلاقة بين‬                          ‫جنون»‪.‬‬              ‫سوء التطبيق الذي يهمل‬
   ‫أطراف ثلاثة هي المبدع‬              ‫وقد خلُص شاكر عبد‬             ‫بناء النّص وسياقه لحساب‬
    ‫والمتل ّقي والنّ ّص‪ ،‬وفيه‬
  ‫جهد كبير في إقامة النقد‬               ‫الحميد (‪ )2019‬إلى‬
 ‫الأدبي على أسس التحليل‬              ‫استحالة تأسيس علاقة‬
                                   ‫سببيّة حتميّة بين المرض‬
                ‫النفسي‪.‬‬
‫وفي هذا الاتجاه كان كتاب‬              ‫النفسي والإبداع‪ .‬ولم‬
‫مصطفى سويف المؤ ِّسس‬              ‫يذهب فرويد إلى أ ّن مصدر‬
                                  ‫الإبداع هو المرض النفسي‬
      ‫عن التفسير النّفسي‬
 ‫للإبداع الفني‪ ،‬خصو ًصا‬               ‫أو الكبت‪ ،‬بل ذهب إلى‬
‫الشعر (‪ )1951‬يتناول فيه‬               ‫أ ّن المبدع يقهر رغباته‬
‫الإبداع الشعري والعبقر ّية‬         ‫بالتسامي ‪،sublimation‬‬
                                    ‫فيفعل في النّ ّص ما يفعل‬
   ‫والفراسة وما إليها من‬           ‫الإنسان العادي في أحلام‬
    ‫وجهة نظر نفسيّة‪ .‬في‬                 ‫يقظته (إي ِمج ‪،Emig‬‬
     ‫كتاب سويف فصول‬
‫طريفة منها فصل «إجابات‬                   ‫‪ ،2008‬ص ‪.)177‬‬
   ‫الشعراء»‪ ،‬وفيه إجابات‬
     ‫عدد من الشعراء عن‬             ‫في الاتجاه نفسه‬
 ‫سؤال وجهه إليهم المؤلّف‬
  ‫عن طبيعة التعبير الفنّي‬        ‫في هذا الا ّتجاه النفسي جاء‬
 ‫عندهم‪ ،‬وعن العلاقة بين‬              ‫كتاب الع ّقاد‪ ،‬الذي ُن ِشر‬
 ‫ما في حيواتهم من أحداث‬             ‫أول ما ُنشر عام ‪،1938‬‬
    ‫وبين ما في قصائدهم‪،‬‬               ‫عن ابن الرومي‪ .‬يك ُت ُب‬
  ‫وفصل يحلّل فيه المؤلّف‬
  ‫مس ّودات قصائد عنوانه‬          ‫الع ّقاد في مق ّدمة كتابه‪« :‬ف ّن‬
    ‫«تحليل المسودات»‪ .‬في‬           ‫الشاعر جزء من حياته أ ّيا‬
                                   ‫كانت هذه الحياة‪ ..‬وتمام‬
                                  ‫هذه الطبيعة أن تكون حياة‬
                                   ‫الشاعر وفنّه شيئًا واح ًدا‬
   208   209   210   211   212   213   214   215   216   217   218