Page 216 - ميريت الثقافة رقم (33)- سبتمبر 2021
P. 216

‫العـدد ‪33‬‬          ‫‪214‬‬

                                                                        ‫سبتمبر ‪٢٠٢1‬‬        ‫تكون عم ًرا كام ًل‪ .‬بين‬
                                                                                     ‫«بحر» و»الوقت» تشابه ومن‬
 ‫القلم في الكتابة‪ ،‬والريشة‬              ‫الرحلة في البحر إلى نهايتها‪.‬‬
‫في الرسم‪ ،‬والآلة الموسيقيّة‬                   ‫وقد ُيكنى بالمُغنّي عن‬                    ‫اندماجهما نتجت استعارة‬
                                             ‫الإبداع والشعر والف ّن‬                               ‫«بحر الوقت»‪.‬‬
               ‫في العزف‪.‬‬
   ‫الشراع ‪-‬إ ًذا‪ -‬قصيد ٌة‪،‬‬                  ‫إجما ًل‪ ،‬فلا غرابة في أن‬                   ‫أ ّما اختيار «بحر» فقد أثمر‬
    ‫ورم ٌز في قصيدة‪ ،‬رم ٌز‬                   ‫يجد المغنّي في ال ّشراع‬                  ‫كناية عن التقلّب والغموض‬
    ‫تتصل به رموز‪ ،‬وحل ٌم‬
‫ح ّمال أوج ٍه ودلالات‪ ،‬يراه‬             ‫بيا ًضا يش ّده قوس فيصنع‬                           ‫عن العمر وعن الحياة‪.‬‬
   ‫ك ٌّل بعين طبعه وثقافته‬                  ‫منه لوحة‪ ،‬ومن دلالات‬                          ‫«بغت ًة»‪ ،‬م ّر على ضفاف‬
  ‫وحالته‪ ،‬وبعين احتياجه‬                                                                ‫البحر «شراع»‪ ،‬وهو مجاز‬
‫أو خوفه وهو يقرأ‪ .‬حقيق ٌة‬                     ‫القوس حذق الصنعة‬                          ‫عن قارب أو مركب‪ ،‬وهو‬
   ‫يراها ك ٌّل بعين حقيقته‪.‬‬                                                          ‫الوجهة والبوصلة‪ ،‬وهو دليل‬
                                          ‫وإتمامها‪ ،‬ويرمز في معيّة‬                    ‫الإرادة والاختيار‪ .‬وللشراع‬
 ‫(‪ )2‬عربات الكلام‬                           ‫السهم إلى الإبداع‪ .‬ومن‬                         ‫وللبحر وللضفتين كما‬
                                                                                     ‫لغيرها من دوال في القصيدة‬
  ‫قد يه ُّب النها ُر على لغتي‬              ‫الرموز العابرة للثقافات‬                   ‫وجود رمزي ووجود متخيّل‬
          ‫ُمثق ًل بالضجي ِج‬
                                          ‫رمز كيوبيد يحمل قوسه‬                                   ‫ووجود واقعي‪.‬‬
‫وبالتع ِب المُ ِّر‪ ،‬لكنّني سوف‬                                                        ‫مع التباين في رؤية الشراع‪،‬‬
     ‫أمضي به في الطري ِق‬                  ‫يرمي به القلوب‪ ،‬فتقع في‬
                                                                                            ‫يكون الحوار وتتع ّدد‬
    ‫إلى ورش ٍة يتعام ُل فيها‬                               ‫الح ّب‪.‬‬                        ‫الأصوات‪ :‬صو ُت غري ٍب‬
       ‫ملائك ُة الاستعار ِة‪،‬‬              ‫هكذا يرى المغنّى الشراع‪:‬‬                   ‫وصوت ُمغ ٍّن وصوت امرأة‪.‬‬
                                                                                         ‫ليس للغريب ألفة بالمكان‬
‫أو أنبيا ُء البيا ِن الودودو َن‪:‬‬           ‫ليل وقمر وإبداع وح ّب‪.‬‬                       ‫على الأرض‪ ،‬لذلك لا يرى‬
   ‫أجع ُل من صخب النا ِس‬                ‫ماذا ترى المرأة في ال ّشراع؟‬                     ‫في ال ّشراع إ ّل ترميزه إلى‬
         ‫آه َة ُغ ْص ٍن ظلي ٍل‪،‬‬                                                         ‫ُمشترك بشري كون ّي هو‬
  ‫ومن عربا ٍت الكلا ِم المُ ِملّة‬            ‫«تشكيل مو ٍج هائ ٍج في‬                  ‫«خيوط عين الشمس»‪ .‬وبين‬
     ‫فتيا ٍت‪ ،‬وأودية‪ ،‬و َأ ِهلّ ْة‬       ‫الرأس»‪ .‬هنا ينتقل الترميز‬                   ‫ال ِّشراع وبين خيوط الشمس‬
   ‫والبلاغ ُة‪ :‬مح ُض ارتبا ٍك‬                                                          ‫ا ّتفاق في توجيه الرحلة من‬
      ‫ي‪-‬صعيليُب اجللعغفار ْات‪.‬ل‪.‬ع ّلق‪:‬‬        ‫إلى رأ ٍس ُمثق ٍل بالموج‬               ‫المشرق إلى المغيب‪ ،‬ومن بداية‬
          ‫(عربات الكلام)‬                  ‫الهائج‪ .‬ما زلنا مع الزمن‪،‬‬

‫من صفحته في الفيسبوك‪،‬‬                       ‫وفي الأمواج إيماء إليه‪.‬‬
        ‫‪ 29‬يونيه ‪.2020‬‬
                                         ‫مو ٌج هائج يرمز إلى الزمن‬
   ‫هذه الأبيات من قصيدة‬                 ‫والوقت‪ ،‬و ُيكني عن الهموم‬
 ‫علي جعفر الع ّلق (عربات‬
                                              ‫والانشغالات ومجال‬
      ‫الكلام) فيها لغة عن‬
  ‫الّلغة‪ ،‬وشعر عن ال ّشعر‪،‬‬               ‫هيجانه رأس‪ .‬لك ّن الشراع‬
  ‫عن بعض طبيعة الإبداع‬                      ‫ينتهي بالموج الهائج إلى‬

     ‫ال ّشعري حيث يبحث‬                    ‫«تشكيل»‪ ،‬فيفعل ما يفع ُل‬
      ‫الشاعر عن «ملائكة‬
     ‫الاستعارة»‪ ،‬و»أنبياء‬
   211   212   213   214   215   216   217   218   219   220   221