Page 208 - merit 51
P. 208

‫يحتا ُج الن ُّص الشعر ُّي إلى مترج ٍم‬
                                       ‫صاحب حساسية وخبرة بثقافة ال َّشاعر‬

                                         ‫ون ِّصه‪ ،‬فالترجمة ليست إجادة لغة‬
                                         ‫فقط ُت ْن َقل إلى لغ ٍة أخرى‪ ،‬ولكَّنها‬
                                         ‫طبقا ٌت من الثقافة والمعرفة؛ لأ َّن‬
                                          ‫ال َّشاعر ابن لغته وبيئته ومكانه‬

                                        ‫ودينه وأعرافه وتقاليده وأمه وأبيه‬

                                           ‫وأساطيره وتاريخه‪ ،‬ومجتمعه‪،‬‬

                                       ‫وتجربته الخاصة‪ ،‬ونظرته إلى العالم‪،‬‬

                                       ‫‪ ،..‬والنص ال ُمؤ َّسس على ثقافة أخرى‬
                                             ‫عاد ًة ما يسق ُط‪ ‬في‪ ‬الطريق‬

    ‫حواء وآدمها وحتى الآن‪ ،‬كما‬               ‫التي أح ُّب الكتاب َة فيها هي‬           ‫الصوفية‪ ،‬والعشق‪،‬‬
     ‫أ َّنني حاول ُت الإحاط َة بتاريخ‬    ‫«العشق”‪ ،‬ودائ ًما هناك الجديد‬                  ‫والدين‪ ،‬وهي –في‬
‫العشق العربي‪ ،‬وكتب الم ُتون التي‬                                                       ‫رأيي‪ -‬ثلاثة فروع‬
    ‫تركها لنا أسلافي من ال ُقضاة‬           ‫الذي يمك ُن أن أضي َف ُه في ك ِّل‬
‫وال ُفقهاء والعلماء والأئمة مثل ابن‬       ‫ِكتا ٍب جدي ٍد أكت ُبه‪ ،‬أعر ُف أنني‬       ‫لأصل واحد هو الذات‬
                                       ‫كتب ُت العش َق في ِشعري‪ ،‬وكذا في‬           ‫في علاقتها بالله والكون‬
  ‫حزم الأندلسي (‪ 456‬هجرية‪/‬‬               ‫روايتي «حجاب ال َّساحر”‪ .‬وقد‬              ‫والناس والطبيعة‪ ..‬ما‬
                                          ‫أنجز ُت ستة كت ٍب فيما أس ِّميه‬         ‫الذي أردت أن تقوله في‬
 ‫‪ 1064‬ميلادية) وقد ُترجم كتابه‬          ‫بـ”أدب العشق”‪ ،‬ولد َّي ُكت ٌب في‬           ‫« ُكن عاش ًقا» و»أحوال‬
‫«طوق الحمامة في ال ُألفة وال ُأ َّلف”‬    ‫العشق لم ُتنشر بعد‪ ،‬لكن ر َّبما‬
                                           ‫الفقد المُب ِّكر لأ ِّمي يكون سببًا‬      ‫العاشق» و»الوصايا‬
  ‫إلى العديد من اللغات الأوروبية‬         ‫في دخول هذا الباب المفتوح بلا‬            ‫في عشق النساء» و»قل‬
                                       ‫ح ُدود‪ ،‬وقد يكو ُن ميلي الشخصي‬              ‫هي» و”‪ 600‬طريق إلى‬
  ‫والشرقية‪ ،‬وقد غيَّر هذا الكتاب‬           ‫نحو النساء من ُذ كن ُت صغي ًرا‬       ‫العشق”‪ ..‬وغيرها في باب‬
     ‫شك َل ال ُحب في الغرب‪ ،‬بعدما‬
      ‫انتقل من الأندلس إلى أنحاء‬            ‫جعلني أهت ُّم بالمرأة‪ ،‬كما أ َّن‬        ‫العشق؟ ما رسالتك؟‬
                                       ‫موضو َع العش ِق كبي ٌر ومتش ِّع ٌب‪،‬‬
 ‫أوروبا‪ ،‬وهناك ُكت ٌب أخرى مه َّمة‬     ‫ويحتا ُج إلى خبر ٍة بالمرأة ومعرف ًة‬        ‫ر َّبما أسهل وأكثر المو ُضوعات‬
   ‫و ُمتاحة مثل‪“ :‬روضة المحبِّين‬        ‫بعلم النفس‪ ،‬وتاريخ النساء منذ‬
      ‫ونزهة المشتاقين” لابن قيم‬

   ‫الجوزية‪ ،‬و”مصارع العشاق”‬

     ‫للس َّراج‪ ،‬و”ديوان الصبابة”‬
   203   204   205   206   207   208   209   210   211   212   213