Page 209 - merit 51
P. 209

‫‪207‬‬              ‫ثقافات وفنون‬

                 ‫حوار‬

‫النفوس‪ ،‬ويجعل الغافل فطنًا‪،‬‬                             ‫و‪ ،2006‬ثم بشك ٍل أعمق في‬               ‫لابن أبي حجلة التلمساني‪،‬‬
‫والغبي ذكيًّا‪ ،‬والعشق يج ِّدد‬                          ‫« ُكن عاشقا” ‪ 2019‬الذي أراه‬             ‫و”تزيين الأسواق بتفصيل‬
‫الحياة‪ ،‬ويجلو العقل ويهذبه‪،‬‬                            ‫أهم كتاب أصدرته في العشق‪،‬‬         ‫أشواق ال ُع َّشاق” لداود الأنطاكي‪،‬‬
‫ويحسن الخلق‪ ،‬ويص ِّفي الذهن‬                            ‫ربما لأن ُه يجم ُع بين الشعرية‬        ‫و”رسالة في العشق” لإخوان‬
                                                                                           ‫الصفا‪ ،‬و”رسالة العشق” لابن‬
‫والفهم‪ ،‬ويبعث على ال ُّسرور‪،‬‬                             ‫والأكاديمية‪ ،‬كما أنه يدرس‬            ‫سينا‪ ،‬و ُكتب ورسائل أخرى‬
  ‫والسعادة‪ ،‬ورضا النفس‪،‬‬                                 ‫ويعالج ويتناول مو ُضوعات‬              ‫خصو ًصا كتب الإمام جلال‬
                                                                                           ‫الدين السيوطي‪ ،‬وقد قرأ ُت كل‬
‫والرحمة‪ ،‬ويحمل الإنسان إلى‬                                 ‫قريب ًة من أنفسنا‪ ،‬كما أنه‬      ‫هذا التراث العشقي‪ ،‬ولم أكت ِف‬
                                                     ‫شهادتي على ال ُحب‪ ،‬وقد جعلني‬         ‫بتراث العرب في ال ُحب‪ ،‬بل قرأ ُت‬
‫مرتبة النقاء‪ ،‬ومقام الصفاء‬                                                               ‫ترا َث الأمم الأخرى خصو ًصا في‬
                                                         ‫هذا الكتاب أعيد قراءة ُكتب‬      ‫الهند والصين‪ ،‬وأستطي ُع أن أقو َل‬
                                        ‫والألفة‪.‬‬           ‫العشق العربي من جديد‪.‬‬           ‫بهدو ٍء إ َّن العر َب هم أ َّمة ال ِع ْش ِق‬
                                                                                         ‫بلا منازع‪ ،‬حيث تركوا العديد من‬
‫وال ُحب ‪-‬كما أراه‪ -‬هو الأ َّول‬                     ‫ورسالتي التي ألح عليها في كتبي‬        ‫كتب المتون في ال ُحب‪ ،‬على العكس‬
 ‫والأنجع لمداواة النفوس من‬                          ‫عن العشق‪ ،‬هي أن الأمم تتأسس‬          ‫من أمم أخرى تركت كل أمة كتا ًبا‬
                                                   ‫حضارتها على الحب وبالحب‪ ،‬وأن‬
‫أكدارها‪ ،‬وأمراضها‪ ،‬وهواجسها‪،‬‬                       ‫الحب هو حضار ٌة وحده‪ ،‬لو عرف‬                                  ‫واح ًدا‪.‬‬
                                                                                             ‫وإ ْن كانت رسالتي في العشق‬
‫وشكوكها‪ ،‬وآلامها‪ ،‬ووساوسها‪.‬‬                          ‫الإنسان كيف يحب‪ .‬فالبيوت لا‬           ‫قد وضحت شعر ًّيا منذ ديواني‬
 ‫والعشق الذي يتر َّبى في حاضن ِة‬                     ‫تتأ َّسس‪ ،‬ولا تقوى أعمدتها على‬         ‫الأول «ركعتان للعشق» ‪1988‬‬
   ‫القلب اختيا ٌر لا اضطرار‪ ،‬لأن‬                     ‫الحمل والتح ُّمل إلا بال ُحب‪ ،‬وإذا‬     ‫‪-‬والذي تأ َّخر في النشر‪ ،‬وكان‬
                                                     ‫خربت النفوس‪ ،‬وقحلت القلوب‬           ‫من المفترض أن يصدر في ‪،1987‬‬
‫أساسه الدهشة والمتعة والسؤال‪،‬‬                                                               ‫لكن الرسالة وضحت أكثر في‬
                                                       ‫وتك َّسرت‪ ،‬فلا يمكن أن نكون‬       ‫ُكتبي «الوصايا في عشق النساء”‬
‫إذ يرتقي بالحياة‪ ،‬ويجعل المرء‬                                        ‫بش ًرا أسوياء‪.‬‬         ‫الكتابان الأول والثاني ‪2003‬‬
 ‫مقب ًل عليها‪ ،‬راغبًا فيها أكثر من‬
‫أي وق ٍت مضى عليه‪ ،‬أو م َّر به‪ ،‬أو‬                   ‫فال ُحب يح ِّول الإنسان من جبا ٍن‬
                                                     ‫إلى شجاع‪ ،‬ومن بخي ٍل إلى كري ٍم‬
                ‫عاش في ظلاله‪.‬‬
‫ومن دخ َل العش َق ‪-‬الذي هو‬                               ‫سخي‪ ،‬ومن غليظ الطبع إلى‬
‫شريع ٌة من شرائع الوجود‪-‬‬                           ‫ظري ٍف باس ٍم ضاح ٍك‪ ،‬ومن جاه ٍل‬
‫أ ُموجلاغماليًة ٍةأومنمنالفغعا ًةياأوت‬  ‫شفق ًة أو‬    ‫إلى متسا ٍم م ْد ِرك وعارف طبائع‬
                                        ‫مصلح ًة‪،‬‬

‫فشل‪ ،‬وخسر نفسه‪ ،‬هذا إذا كانت‬

           ‫له نف ٌس من الأصل‪.‬‬
‫والحب عندي هو أسمى حضارة‬

‫بين البشر‪،‬‬

‫وأرقى فضيلة‬

‫على الأرض‪،‬‬

‫من قبل أن‬

‫تنزل الديانا ُت‬
   ‫السماوية‪،‬‬

‫ومن يتبع‬

‫قلبه ينهض‬

‫ويتقدم‪ .‬فأنت‬

‫عندما تحب‬

‫تصغي الأر ُض‬
‫لك‪ ،‬وتمنحك‬
   204   205   206   207   208   209   210   211   212   213   214