Page 213 - merit 51
P. 213

‫‪211‬‬  ‫ثقافات وفنون‬

     ‫حوار‬

     ‫ومن الصعب على شاع ٍر أن‬           ‫لا يسأ ُلني ويكتفي بجهده فقط؛‬                 ‫وللأسف لدينا شعراء كثيرون‬
  ‫يقرأ في مهرجا ٍن شعر ٍّي عالم ٍّي‬      ‫لأنني في الأول والأخير كات ُب‬             ‫مأ ُسورون بن ُصوص الآخر التي‬
    ‫نصوصه بالعربية الجيدة في‬            ‫الن ِّص‪ ،‬وهو بعد الترجمة صار‬
 ‫حين أن الترجمة أدنى بكثير من‬              ‫شري ًكا لي في «الكتابة «؛ لأ َّن‬            ‫يطالعونها في لغاتها الأصلية‬
   ‫الأصل‪ ،‬ومن هنا سيعرف من‬                                                           ‫أو عبر الترجمة‪ ،‬ويقلِّدونها أو‬
 ‫ينص ُت إلي َك أن َك شاع ٌر ضعي ٌف‪،‬‬    ‫الترجم َة كتاب ٌة ثاني ٌة في لغ ٍة ثاني ٍة‬  ‫يستنسخونها‪ ،‬وعندما ُت َترج ُم لا‬
 ‫وأنت لست هذا الذي بدا ضعي ًفا‬          ‫لها أبجدي ُتها ونظ ُمها وثقافتها‪.‬‬            ‫تج ُد أ َّي أصداء من ذلك الآخر‬
‫أمام الجمهور‪ .‬وأنا عاد ًة ما أطل ُب‬       ‫وشعرنا العربي مظلو ٌم؛ لأنه‬
  ‫من المترجم‪ ،‬إذا لم ي ُكن شاع ًرا‬       ‫لم يأخذ المكان َة التي يستح ُقها‬                         ‫المُتعالي بطبيعته‪.‬‬
  ‫أن يقرأ الن َّص شاع ٌر بعده؛ كي‬         ‫حتى الآن‪ ،‬فلدينا ُشعراء من‬                       ‫تعلم ُت من الاشتغال مع‬
                                        ‫أصحاب التجارب الخاصة ولم‬                    ‫المترجمين ‪-‬سواء أكانوا أجانب‬
     ‫يح ِّرره وينظ َر فيه‪ ،‬ويتلافى‬      ‫تأخذ سبيلها إلى الترجمة؛ لأننا‬                 ‫يتقنون العربي َة أم عر ًبا‪ -‬أن‬
             ‫الأخطاء أو اله َنات‪.‬‬                                                    ‫يحتوي الن ُّص أفكا ًرا ولا ي ُكون‬
                                      ‫لا نسعى‪ ،‬كما أن المؤسسات غير‬                    ‫ُمج َّرد اجترا ٍر ذات ٍّي‪ ،‬أو نشي ًدا‬
     ‫تجربتي مع ترجمة شعري‬              ‫مهتمة‪ ،‬وإن حدث فهي ترجما ٌت‬                     ‫خا ًّصا بأنا ال َّشاعر خاليًا من‬
   ‫طويلة‪ ،‬وهناك من أفد ُت منهم‬                                                        ‫الفكرة‪ ،‬وللأسف أكثر شعرنا‬
   ‫بشك ٍل حقيق ٍّي‪ ،‬وانتقل شعري‬            ‫محدود ٌة بالنطاق الأكاديمي‬
‫إلى الآخر عبر ج ُهودهم الخلاقة‪،‬‬         ‫الجامعي‪ ،‬ولذا نحن ‪-‬شعر ًّيا‪-‬‬                                ‫خطا ٌب فرد ٌّي‪.‬‬
                                       ‫مجهولون في أغلب مناطق العالم‬                ‫كما تعلَّم ُت من «ورش» الترجمة‬
     ‫وكانت سببًا أن أُ ْدعى كثي ًرا‬    ‫حتى في المناطق المحيطة بنا التي‬
  ‫إلى بلدان العالم‪ ،‬لكنَّني ما زل ُت‬  ‫بيننا وبينها مشترك ثقافي وديني‬                  ‫الحذ َف والاقتصاد والتكثيف‬
 ‫أحلم بترجمات واسعة الانتشار‬           ‫مثل تركيا وإيران والهند وبلدان‬               ‫في الكتابة‪ ،‬وألا يحمل الن ُّص أي‬

    ‫ُخصو ًصا في اللغات الأجنبية‬                       ‫آسيا الوسطى‪.‬‬                   ‫حمولا ٍت زائدة أو أثقا ًل تفس ُد‬
       ‫الأساسية مثل الإنجليزية‬              ‫هناك أعما ٌل كثير ٌة صدرت‬               ‫الن َّص و ُت ْم ِر ُضه أو تجعله بطيئًا‬
         ‫والفرنسية والإسبانية‪.‬‬             ‫مترجم ٌة لي أعتب ُرها في ُحكم‬            ‫أو واهنًا‪ .‬وأرتا ُح مع المترجمين‬
                                        ‫العدم؛ لأ َّن الترجمة كانت دون‬             ‫الذين يسألون عن المعنى والكلمة‬
  ‫أصدرت روايتك الأولى‬                   ‫المستوى‪ ،‬وهناك أعمال رفض ُت‬                  ‫ومقصد ال َّشاعر‪ ،‬وأحيا ًنا أقدم‬
    ‫«حجاب الساحر» في‬                  ‫نش َرها لأنها لم تقترب من ن ِّصي‪.‬‬
                                                                                       ‫اقتراحات؛ كي يأخذ المترج ُم‬
  ‫‪ ،2022‬بعد أن تخطيت‬                                                               ‫بأحدها‪ .‬وأقل ُق من المترجم الذي‬
  ‫الستين‪..‬‬
‫كيف فكرت‬
‫في كتابتها؟‬
‫ولماذا؟ وهل‬
  ‫هي مجرد‬
   ‫(تجربة‬
‫وحيدة)‪ ،‬أم‬
‫تتصور أنك‬
  ‫ستستمر‬
   ‫في كتابة‬
   208   209   210   211   212   213   214   215   216   217   218