Page 216 - merit 51
P. 216

‫العـدد ‪51‬‬                           ‫‪214‬‬

                                    ‫مارس ‪٢٠٢3‬‬

                                    ‫عن الحب‪..‬‬

        ‫هل اختبرت‬
                                                         ‫أسماء عبد العزيز‬

‫مصطفى السعادة أم الراحة؟‬

    ‫اللاوجود وجو ًدا‪ ،‬برغم كامل‬       ‫وعمايله‪ ،‬ياما بداريها ياما‪ ،‬ياما‬       ‫بين أسئلة وجودية‬            ‫من‬
‫الفراغ المادي الذي يحيط بالمح ِّب‪،‬‬  ‫بحكيها ياما‪ ..‬بخاف عليك وبخاف‬          ‫عديدة‪ ،‬يكون السؤال‬
                                                                           ‫الوجودي الأهم الذي‬
    ‫إلا أن روحه تحيط بمحبوبه‪،‬‬        ‫تنساني‪ ،‬والشوق إليك على طول‬
       ‫وكيف يكون غيابك في تلك‬        ‫ص َّحاني‪ ،‬غلبني الشوق ودوبني‪،‬‬              ‫يطرحه (مأمون‬
                                                                           ‫الشناوي) على لسان‬
   ‫الكلمات حضو ًرا‪ ..‬تخيل عندما‬          ‫ومهما السهد حيرني‪ ،‬ومهما‬         ‫(أم كلثوم)‪« :‬والعمل؟ ايه العمل؟‬
   ‫يصل بك النبل في المشاعر حد‬         ‫الشوق يسهرني‪ ،‬لا طول بعدك‬           ‫ما تقولي أعمل ايه‪ ..‬والأمل! إنت‬
    ‫الامتلاء وتكون سخيًّا بما هو‬     ‫يغيرني‪ ،‬ولا الأيام بتبعدني بعيد‬     ‫الأمل تحرمني منك ليه؟»‪ ،‬باعتبار‬
‫أعز عليك من نفسك‪ ،‬تكون كري ًما‬      ‫عنك»‪ ،‬المعايير المنطقية أي المعايير‬
                                                                             ‫الحب حالة ميتافيزيقية تغمر‬
     ‫في حبك‪ ،‬متراح ًما في عطفك‪،‬‬               ‫التي تصف تلك الحالة‪:‬‬           ‫الإنسان من حيث لا يحتسب‬
   ‫ليس لأنك منتظر (فيد باك) أو‬         ‫‪ -1‬المعيار الابتدائي‪ :‬بعيد عنك‬    ‫وبدون مقدمات منطقية‪ ..‬تؤكد أم‬
                                                                         ‫كلثوم عدة مرات على هذه الحقيقة‬
     ‫لتعبئة (سيلف ستيم) ‪-‬وإن‬                          ‫حياتي عذاب‪..‬‬       ‫فتقول‪« :‬بعيد عنك‪ ..‬حياتي عذاب‬
 ‫كان احتياج‪ -‬بين عموم علاقات‬         ‫‪ -2‬المعيار القلبي‪ :‬غلبني الشوق‬      ‫متبعدنيش بعيد عنك»‪ ،‬وتضع لها‬
‫البشر بأعمها وأخ ِّصها‪ ،‬ماذا لديك‬                                           ‫معايير منطقية للحالة السعيدة‬
  ‫أثمن من عطفك ووجدانك لبذله‬                              ‫ودوبني‪..‬‬         ‫المُحبة‪ ،‬فتقول‪« :‬خد من عمري‪،‬‬
                                         ‫‪ -3‬المعيار الزمني‪ :‬إلا ثواني‬        ‫عمري كله‪ ،‬إلا ثواني أشوفك‬
   ‫في سبيل سعيك للسعادة؟ لكن‬                                                ‫فيها‪ ،‬م الشوق‪ ..‬آه من الشوق‬
 ‫بدون زهد‪ ..‬لأن الزهد في الشيء‬                        ‫أشوفك فيها‪..‬‬
 ‫ينقص من قدره‪ ،‬بدون (دلدقة)‪،‬‬          ‫‪ -4‬المعيار النسبي‪ :‬بيني وبينك‬

    ‫بمعنى أن عطاءك يكون برفق‬                              ‫خطوتين‪..‬‬
                                         ‫كيف صنعت تلك الأغنية من‬
   211   212   213   214   215   216   217   218   219   220   221