Page 217 - merit 51
P. 217

‫‪215‬‬  ‫ثقافات وفنون‬

     ‫رأي‬

        ‫حبيبته بمعاييره التقليدية‬  ‫السعيدة فقط على مواقع التواصل‬         ‫وحكمه‪ ،‬ذلك وصف حالة التجلي‬
   ‫الخالصة‪ ،‬بالإضافة إلى المعايير‬     ‫الاجتماعي‪ ،‬لها آثارها السلبية‪،‬‬      ‫في الحب‪ ،‬حالة السعي المشروع‬
  ‫التي أضافتها الحياة المعاصرة‪..‬‬      ‫يقودنا ذلك إلى الاعتقاد بأننا لا‬  ‫للوصول للسعادة دون أي «بخل»‬
                                                                        ‫في المشاعر‪ ..‬هل تتحقق في العلاقة‬
     ‫كأن تدعم اختياراتك‪ ،‬تعطيك‬      ‫نفعل ما يكفي لنكون سعداء مثل‬
  ‫وقتها ومجهودها‪ ،‬تكون محور‬          ‫أقراننا‪ ،‬من السهل ج ًّدا الشعور‬                          ‫الزوجية؟‬
   ‫حياتها‪ ،‬وتسهر معك تناقشون‬                                             ‫في هذا الوقت وبعد كل التحديات‬
                                         ‫بالقلق عندما ترى حياة كل‬       ‫والأزمات الاجتماعية والاقتصادية‬
       ‫سو ًّيا تخصيب اليورانيوم‬    ‫شخص آخر معدلة‪ ،‬وربما ينتابنا‬           ‫التي م َّر بها العالم‪ ،‬أصبح العالم‬
        ‫واستخداماته المستقبلية!‬    ‫شعور بعدم الأمان أو القلق بشأن‬       ‫مكا ًنا مجهو ًل ومخي ًفا‪ ،‬فهو يتغير‬
  ‫كذلك الزوجة‪ /‬الحبيبة أصبحت‬       ‫حياتنا‪ ،‬تنظر إلى شريك وكأنه هو‬
‫تريد من ينفق عليها بسخاء‪ ،‬ومن‬                                                ‫وفي نفس الوقت ينفجر‪ ،‬لقد‬
   ‫يوفر لها الأمان والرعاية‪ ،‬وفي‬      ‫«المسخ» الوحيد بينما الآخرون‬      ‫استهلكنا جمي ًعا جدران غرفتنا في‬
‫نفس الوقت يحترم خصوصياتها‬           ‫يعيشون حياة سعيدة هادئة يتم‬         ‫منازعات وخلافات وإخفاقات على‬
  ‫وقرراتها ويدعهما خارج المنزل‬                                           ‫المستوى الفردي‪ ،‬لكننا محاطون‬
 ‫ويعطيها من وقته وتركيزه‪ .‬أنت‬           ‫توثيق كل لحظاتهم السعيدة‬
   ‫تريد زوجة «كومبو» تمثل الأم‬     ‫رقميًّا‪ ،‬لكن بطبيعة الحال الأشياء‬       ‫كذلك بالأحداث التي تجري في‬
  ‫والأخت والصديقة ومستشارك‬         ‫دائ ًما ليست كما تبدو‪ ،‬هناك دائ ًما‬  ‫جميع أنحاء العالم‪ ،‬مع السوشيال‬
  ‫القانوني وطبيبك الخاص‪ .‬وأن ِت‬
‫تريدين الزوج الكومبو الذي يمثل‬                    ‫كواليس للمشهد‪.‬‬          ‫ميديا التي خلقت لنا اكتئا ًبا من‬
   ‫الأب والأخ والصديق والزميل‬                                              ‫العدم‪ ..‬أنت محبط ج ًّدا وتشعر‬
 ‫ورفيق الشوبنج‪ ،‬وبما أننا قررنا‬       ‫العلاقة «الكومبو»‬                 ‫بالأسف على نفسك وأنت تتصفح‬
    ‫الاستغناء عن الوسيط يتحتم‬                                               ‫«ستوري» الأصدقاء السعداء‬
‫علينا القبول بـ»الكومبو»‪ ،‬العيوب‬     ‫من وقت انحيازنا إلى «الفردية»‬
  ‫والمزايا‪ ،‬هذه هي قصة السعادة‬       ‫سعدنا كثي ًرا بالحرية‪ ،‬واختبرنا‬         ‫على الفيسبوك والانستجرام‪،‬‬
                                                                              ‫من يرى فلا ًنا حالته المادية‬
                      ‫الحقيقية‪.‬‬        ‫معها في نفس الوقت إحساس‬                ‫أفضل منه‪ ..‬من ترى فلانة‬
‫لذا لنجرب طريقة أخرى‪ ..‬بد ًل من‬       ‫الوحدة‪ ،‬أصبح العبء يقع على‬
 ‫الحديث عن السعادة‪ ،‬نريد العمل‬      ‫شريك في مساعدتك لكي تتجاوز‬           ‫أجمل وأسعد ح ًّظا‪ ،‬تشعر وكأنك‬
                                     ‫هذه الوحدة‪ ،‬وبالتالي أنت نفس‬          ‫تعيش مع أنثى الحرباء أو ذكر‬
  ‫على تقليل العقبات التي تعترض‬         ‫الشخص الذي يريد زوجته‪/‬‬             ‫«الماموث»‪ ،‬بالطبع نحن نعلم أن‬
   ‫السعادة‪ ،‬فعندما يتم تشويشنا‬
 ‫بشكل واضح تتبخر تلك التجربة‬                                            ‫الصور والذكريات والمشاعر التي‬
                                                                         ‫يشاركها الأشخاص على وسائل‬
     ‫مثلما تتبخر الروائح الطيبة‪،‬‬                                           ‫التواصل الاجتماعي هي مجرد‬
  ‫وتصبح الحياة حزينة ويصيبنا‬
‫الاكتئاب‪ ،‬وتصبح الأمور ضبابية‬                                              ‫«شظايا» لكيفية ظهور حياتهم‬
   ‫وييرز الانفصال بين ما نهدف‬                                            ‫اليومية بالطريقة التي يريدونها‪،‬‬

           ‫إليه وما نحصل عليه‪.‬‬                                               ‫ناد ًرا ما ينشر الناس لقطات‬
‫فالتشويش والصراع هو جزء من‬                                              ‫سريعة لنوبات غضب أطفالهم‪ ،‬أو‬
 ‫أي علاقة زوجية‪ ،‬حتى مع أسعد‬                                             ‫بقايا الطعام على المائدة من عشاء‬
‫الأزواج الذين لديهم تاريخ طويل‪،‬‬                                         ‫ليلة أمس‪ ،‬أو توثيق مشاجرة بين‬
‫تشمل القضايا التقليدية مثل المال‬                                         ‫الزوجين تم كسر زجاجات المياه‬

    ‫والجنس والأطفال والأصهار‬                                              ‫الفارغة أر ًضا‪ ،‬أو التقاط صورة‬
                                                                          ‫برداء المنزل الملطخ ببقع الزيت‪.‬‬
                                                                          ‫ومع ذلك‪ ،‬فإن رؤية الأشخاص‬

                                                                             ‫السعداء يشاركون اللحظات‬
   212   213   214   215   216   217   218   219   220   221   222