Page 218 - merit 51
P. 218
والتمسك بها له قدرة عظيمة غياب المعاناة ليس سعادة ،ولا حتى
على طريقة عيشنا ،المواجهات مشاعر سعيدة بشكل مباشر هي راحة،
والتجارب السلبية يمكن أن
تستهلكنا بطريقة نكافح من أجل كما أشار الإغريق القدماء ،السعادة
السماح لها بالرحيل عنَّا ،ومنع شيء مختلف تما ًما يبحث كل كائن حي
أنفسنا من النمو في ضوء إيجابي عن الراحة وغياب المعاناة ،وليس فقط
أو المضي قد ًما ،وبالتالي قد تكون
هناك أشياء سلبية تمنعنا من وجود "السعادة" ،تدفعنا العواطف
السعادة ،على سبيل المثال ،فصل لفعل شيء ما ،قد يتضمن ذلك اتخاذ
من حياتنا لا نفضل أن نتطرق
إليه ،يفرغ لنا ذكريات مؤلمة ،أو إجراءات من شأنها تغيير الحالة
يسقطنا في مسار خاطيء لعرقلة المزاجية السلبية أو تقليل التوتر،
أفكارنا وتشويش أذهاننا ،ويمنعنا فالمشاعر مثل القلق أو الضيق أو الحزن
من اتخاذ خطوة ضرورية على تكون مصحوبة بالكثير من الغموض!
الطريق الصحيح للسعادة ،ماذا
إذا كان بإمكاننا تجاوز السيناريو «ال ِّست» ،واشتريت كل المنتجات والعلاقة الحميمة وغيره ،أضافت
الذي يعيقنا في الأساس ،يبدو ولم تفلح ،أعتقد أنه حان الوقت الأوبئة والحروب والظرف
الأمر كأنه تح ٍّد شخص ًّي أو الذي يتعين علينا اتخاذ قرار وا ٍع
استجواب ذاتي لكل فرد فينا، للعمل أكثر على احتياجاتنا ،وأن الاقتصادي المعاصر طبقة أخرى
كيف يكون الوضع؟ ما مدى من التوتر للعديد من العلاقات
تضررنا من كل تلك التأثيرات؟ نشعر ح ًّقا بما يجعلنا سعداء
هل يبحث المرء عن السعادة أم والذي يتضمن اتخاذ إجراءات. الزوجية ،قد يبدو الأمر متضار ًبا،
الملايين قد خسروا وظائفهم،
عن «الراحة»؟ «قد يكون ما تبحث عنه هو وغيرهم طردوا من مساكنهم،
«تعمل زوجتي ممرضة ،في الراحة ..وليس السعادة»:
كل مرة تصل إلى المنزل دون وآخرين فقدوا أرباح تجارتهم،
أي شيء سعيد للإبلاغ عنه، لدينا جمي ًعا قصة شخصية تشكل مع زيادة الأسعار وغلاء المعيشة،
الأطفال يموتون ،أجساد الشباب نظرتنا إلى العالم وأنفسنا ،لكن بالإضافة إلى الكساد الذي ضرب
كل شيء ،هذا مع عدد لا يحصى
مليئة بطلقات نارية ،كبار في بعض الأحيان لا يفهم صوتنا من المقالات والإعلانات واللوحات
وعجائز ونساء قضوا حتفهم الداخلي ذلك بشكل صحيح ،نحن الإعلانية تصرخ في وجوهنا بهذه
تحت أنقاض منازلهم المهدمة،
أتنفس الصعداء ..أقول لنفسي: مرتبطون بتجاربنا ،الأمر أشبه الرسالة طوال حياتنا اليومية
كانت الأسابيع الثلاثة الماضية بالإسفنج الماص ،غالبًا ما تندمج «افعل هذا وستكون سعي ًدا»،
صعبة ،كان من الصعب محاولة اللحظات والأشخاص والأحداث «اشت ِر ذاك وستكون أسعد»،
في حياتنا وتتخذ م ًعا شك ًل يكون ويستمر الأمر كما لو كنت قد
التعايش مع وضعنا الحالي، جز ًءا من هويتنا ،وبالتالي ستكون قرأت كل كتب وموارد المساعدة
عندما تستيقظ زوجتي وتذهب الذاتية ،واستمعت لكافة أغاني
للعمل في مستشفى تابع لقطاع التجارب التي نربط بها أنفسنا
«غزة» وتتوجه إلى العمل ،تذهب دو ًما هي ما تعكس سلوكنا،
حزينة خو ًفا مما قد تواجهه هي
وزملاؤها ومرضاها خلال النهار